التاريخ وعلم الآثار > التاريخ

المحاربات

لم تقتصر حروب العصور الوسطى على الرجال فقط، بل امتدت يد النساء اليهم لتحارب مثلهم، بل وكان النساء اشجع في بعض الاحيان. ولعل ابرز مثال على المشاركات في القتال، البطلة جوان ارك، ولكن في مقالنا سنعرض قائمة بأشهر عشر محاربات شاركنَّ الرجال في حروب القرون الوسطى.

1- جوان آرك:

رغم قلة عدد مشاركاتها العسكرية الا انها من اكثر الشخصيات المعروفة التي خلدها تاريخ العصور الوصطى. كانت فتاة بعمر المراهقة من شمال شرق فرنسا عندما بدأ ظهور رؤى العديد من القديسين حولها، فكانوا يخبرونها انها ستقدر على طرد القوات الانكليزية من البلاد. وقد استطاعت في عام 1429 اقتاع الحاكم الفرنسي تشالز السابع بتزويدها بجيش من اجل تحرير مدينة اورليانس المحاصرة، الامر الذي لم تعجز عن تحقيقه خلال ايام معدودة. وفي الايام القليلة التالية استطاعت قيادة القوات الفرنسية لتحقيق العديد من الانتصارات على الانكليز. ولكن عندما عجزت عن استعادة مدينة باريس أصيبت بخيبة امل كبيرة قادتها في النهاية الى الاسر وذلك في 1430. وبعد عام من ذلك تم الحكم عليها بالاعدام بتهمة ممارسة الهرطقة. ومنذ ذلك الحين اصبحت جوان رمزا وطنيا فرنسيا، بل واعتبارها احدى القديسين الاتقياء أيضاً.

2- ماتيلدا كانوسا:

لقبت بالكونتيسة العظيمة، كما انها تعد افضل ممن قاد عسكريا بين النساء في العصور الوسطى. وكونها كونتيسة من توسكانيا، فكانت تعتبر مصدر قوة رئيسية لإيطاليا على مدى اربعين عاما. كان الد اعدائها الامبراطور هنري الرابع وذلك بسبب تاييدها للحكم البابوي، فواجهته بشجاعة حيث ارسلت عدة حملات عسكرية ضده. قال عنها احد الكُتَّاب في تلك الفترة: " امرأة شجاعةٌ فطنةٌ، تُعاقب من هم على ضلال، قادت بقوة جنباً إلى جنب مع الملك، وتحملت بصلابةٍ لثلاثين سنة من القتال لمجابهة المحن التي كانت تعصف بالمملكة."

3- ايزابيلا كاستيل:

شكلت فريقا فعالا الى جانب فرديناند أراغون ليعملا سوياً بما يخص المسائل الحربية. فبينما كان لفرديناد دور كبير على ارض المعركة، أشرفت ايزابيلا على الادارة العسكرية. ولكنها لم تتوقف عند ذلك فعند الحاجة كانت سرعان ما تقابل قواتها لتشجعهم وتثني عليهم كما حصل اثناء حصارهم لاحد الجيوش، حيث ارتدت بدلتها العسكرية ونزلت تثير حمية المحاربين. وكانت احيانا تقوم بقيادة الحرب بشكل شخصي ويسجل لها العديد من الحصارات الناجحة.

4- كاترينا سفورتزا:

قالت كونتيسة فورلي ذات مرة: " اذا كُنتُ ساتعرض للخسارة لكوني امرأة، فانا افُضّل ان اخسر كرجل. هي امراة ايطالية من طبقة النبلاء، اتصفت بالشجاعة والبسالة. كانت منغمسة بالسياسة البابويّة خلال اواخر القرن الخامس عشر. اكسبها دفاعها الصلب في مواجهة البنادقة لقب "نمرة فورلي". في عام 1499 ارسل البابا الكساندر ابنه قيصر بورجيا لغزو اراضيها. ورغم دفاعها المستميت وعدم تراجعها لكنه القى القبض عليها في النهاية واقتادها الى روما.

5- لاغيرثا:

كتب المؤرخ الدنماركي ساكسو غراماتيكوس في رواية عن Ragnar Lodbrok واصفاً اياها عندما حارب الى جانب ملك السويد، وكيف برزت خلال الحرب امراة تدعى لاغيرثا. ويعلق المؤرخ قائلا "كانت تضاهي بشجاعتها اقوى الرجال، حاربت بجلادة ضد الاعداء، وما يميزها شعرها الذي يتطاير فوق كتفيها"، اعجب Ragnar بصفاتها المميزة واتخذها زوجة له. وفي حكايات أخرى يقال انها شاركت في حروب كثيرة تحت قيادته.

6- خولة بنت الأزور:

هي اخت احد المحاربين المسلمين البارزين اثناء الفتوحات الاسلامية الاولى في الشرق الاوسط خلال القرن السابع. شاركت في عدة حروب قامت في احداها بقيادة جيش النساء اللواتي شاركن في مواجهة الجيش البيزنطي في معركة اليرموك عام 636 ميلادي.

7- سيكلغيتا ساليرنو:

زوجة القائد النورماندي روبرت غوسكاد، كان لها دور بارز في حشد الجنود النورمان الهاربين في معركة دايراكيوم (Dyrrachium) عام 1081 ووفقا للمؤرخة البيزنطية آنا كومنينا، قامت سيكلغيتا بمقابلة جنودها وحثّهم على عدم الهرب وتقول المؤرخة " بينما استمر الجنود بالركض استلت البطلة رمحاً طويلاً وانطلقت على ظهر حصانها تعدو باتجاههم الامر الذي ايقظ كرامتهم وعادوا للمحاربة". يُضيف مؤرخ آخر "رغم انها أصيبت بسهم خلال المعركة، لكن اسكتطاع النورمنديون التغلب على البيزنطيين. شاركت أيضا باصدار الاوامر في الكثير من الحروب التي قادها زوجها".

8- جاين هاتشيت:

في عام 1472 قاد تشارلز الملقب بالملك الجريء جنوده البورغنديين في حرب بمدينة "بوفي" الفرنسية، وعندما شارفوا على الوصول الى اسوار المدينة، هب جميع السكان للدفاع عنها ومنهم احدى النساء. امرأة تدعى "جاين لاسن" حيث استلّت فأساً وقتلت حامل راية البورغنديين. أطلق عليها سكان المدينة فيما بعد اسم جاين هاتشيت كتكريم لها على النصر.

9- ايزابيل كوشيه:

سجل المؤرخ النورمانديّ "أورديريك فيتاليس" وجود حالة ضغينة بين ايزابيل زوجة "رالف توسني" و "هيلوايس" كونتيسة ايفرو وذلك حوالي 1090. ودوّن قائلا: "أثارت كلتا السيدتين الحروب، وكانتا ذوات جمال وروح ساحرة بحيث سيطرتا على ازواجهن واضطهدنَّ اتباعهنّ، وؤغم ذلك كانت كل منهما محبوبة ومتميزة". كانت ايزابيل كريمة وجريئة ووقد ساهمت طباعها باكسابها محبة واحترام كل من عرفها وفي الحروب كانت تحارب بكل شجاعة تماثل امهر الفرسان قوة وبسالة.

10- جوانا فلاندرز:

تعرف بدورها في الدفاع عن مدينة هينبونت في بريطانيا ضد تشارلز وهو كونت بولوا. وبعد ان القى القبض على زوجها بدا بالزحف باتجاه المدينة عام 1342 حيث كانت دفاعات المدينة بانتظارهم بقيادة جوانا. وقد سجل المؤرخ جان لو بيل: "امتطت الكونتيسة الشجاعة اكبر الاحصنة، مدججةً بالسلاح، تطوف من شارع لشارع تحشد جميع سكان المدينة وتستدعيهم للمشاركة في حرب الذود عن المدينة. ولم يقتصر ذلك على الرجال بل طلبت الانضمام من النساء ايضا، النبلاء كغيرهم من السكان العاديين". ان اهم المحطات الرئيسية خلال تلك المعركة عندما قادت 300 رجل الى خارج المدينة حيث قاموا بحرق معسكرات العدو. فأكسبها هذا العمل لقب "جوانا الملتهبة". استطاعت التماسك في وجه المحاصرين الى حين وصول قوات الدعم الانكليزية واجبار كونت بولوا على الانسحاب.