البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

فيروسٌ مُكتَشفٌ في جسم الإنسان يؤثر على القدرات الإدراكية لدى البشر

تَعجُّ أجسامنا بالعديد من الكائنات الحية الدقيقة، منها ما له تأثير إيجابي على صحة الجسد، ومنها ماهو ضار، ومنها ما لم يحدّد العلماء تأثيره بعد. وطبعًا، منها ما لم يُكتشف بعد.

تُعتبر القناة الهضمية واحدةً من أهم المواقع التي يكثر فيها تواجد الكائنات الحية الدقيقة، نظراً لسطحها المخاطي، والذي يُعد بيئةً مناسبة لنمو هذه الكائنات.

قام علماء من جامعة جونز هوبكنز الطبية Johns Hopkins School of Medicine وجامعة نيبراسكا University of Nebraska، باكتشافٍ مفاجئ أثناء قيامهم بإحدى دراسات التسلسل الميتاجينومي Metagenomic Sequencing (وهي دراسة التنوّع الحيوي الموجود داخل نظام ميكروبي مُعقّد يحتوي على أنواع مختلفة من الكائنات الدقيقة. وهي تُطبّق لتحديد أنواع حية جديدة أو غير مألوفة في بيئة محدّدة).

في هذه التجربة، تمت دراسة التنوع الحيوي في الحلقوم (الجزء الفموي من البلعوم)، وذلك بأخذ مسحات من الحلقوم ل92 شخصًا لا يُعانون من أيّة حالات صحية خطيرة أو أمراض عقلية.

بعد تحليل الحمض النووي DNA من هذه العيّنات، وُجد أن بعض التسلسلات تتطابق مع تسلسلات الDNA لڤيروس ATCV-1. و هو ڤيروس يصيب أنواعًا معينة من الطحالب الخضراء، ولطالما اعتُقد أنه لا يقطن في جسم الإنسان.

تم تأكيد وجود الحمض النووي الڤيروسي باستخدام طريقة ال PCR، حيث وُجد الحمض النووي في حلقوم 40 شخصًا من أصل 92 مشاركًا في الدراسة، أي بنسبة 43.5%.

لوحِظ وجود ال DNA الڤيروسي عند الأشخاص الذين سجّلوا انخفاضًا في الوظائف المعرفية، حيث سُجّل انخفاض في قدرة المعالجة البصرية لدى هؤلاء الأشخاص، إضافةً لتباطؤ في السرعة البصرية-الحركية. وبرغم أن هذا الانخفاض كان بسيطاً، إلا أنه يُعتبر ذا دلالات هامة.

ولتحرّي هذه النتائج أكثر، قام العلماء بدراسة تأثير الڤيروس على الفئران، وتم تلقيحه في القناة المعوية لفئران تتراوح أعمارها بين 9 – 11 أسبوعًا. فجاءت النتائج لتوضح انخفاضًا في أداء القدرات المعرفية في عدة نواحي؛ منها الذاكرة الإدراكية، والتنظيم العصبي الحسّي-الحركي. كما أدى تعرض الفئران للڤيروس لحدوث تغيرات جينية في منطقة الحصين في الدماغ، وتحديداً الجينات المؤثرة في عمليات التعلّم، وتكوين الذاكرة، والاستجابة المناعية ضد الڤيروسات.

المصادر:

هنا

هنا

هنا