كتاب > روايات ومقالات

المكتبةُ الخضراء.. ثقافة جيلٍ كامل..

االمكتبةُ الخضراءُ؛ سلسلةٌ قِصصيّةٌ للأطفالِ من دارِ المَعارفِ المِصريّةِ للنّشرِ.

أسّسَ دارَ المعارفِ (نجيب متري) اللُّبنانيّ في ١٨٩٠ على أنّها مَطبعةٌ تجاريّةٌ، وتطوّرتْ حتّى يومنا هذا لتُصبحَ على ما هي عليه الآنَ في واحدٍ وعشرينَ فرعًا في أنحاءِ مِصر.

كانت قصصُ المكتبةِ الخضراءِ متنوّعةً بموضوعاتِها، ومشوّقةً دائمًا في أساليبَ كُتّابِها.

وقد تربّى جيلٌ كاملٌ على قِصصها؛ فكُناّ ننتظرُ أن نُنهي قصّةً منها لنبدأ بأخرى؛ إذ كانت أحداثُها مترابطةً ومُعقّدة، وكانت الحبكةُ فيها لا تكادُ تنفكُّ، ولكنّ براعةَ مؤلّفيها كانت تَحلُّ القصّةَ من دونِ أن ينخفضَ مستواها الأدبيّ والفنّي.

وكانت قصصُ المكتبةِ الخضراءِ تجمعُ كلّ العناصرِ التي تُمتِعُنا ونحن صغار؛ فكان فيها السِّحرُ والمَرَدَةُ والملابسُ العجيبةُ التي تملِكُ مفعولًا خارِقًا والحيواناتُ الخرافيّةُ والأبطالُ الذين ينتصرونَ بشجاعتِهِم أو ذكائهِم أو مهاراتِهِم المَمِيْزَة.

وامتازت المكتبةُ الخضراءُ بأنّ قصصهَا لم تكن مُختصرَةً، أو ذات لغةٍ مبسّطةٍ؛ بل كانت القصّة بخمسينَ صفحةً، وكان المؤلّفُ لا يخشى استخدامَ التعابيرِ الصّحيحةِ لثقتِهِ بقدرةِ الطّفلِ العربيّ على فَهمِها مع أنّ ألفاظها كانت جَزِلَة، وكانت القصّةُ تحوي العديدَ من الرّسوماتِ التي تساعدُ الطّفلَ في خلقِ حكايةٍ كاملةٍ في ذهنه، فيُكوّنُ صورةً متحرّكةً حيّةً في خيالِهِ مُفعمَةً بالإثارةِ والجِّدّة.

من أشهرِ مؤلّفيها: عبد الله الكبير وعادل الغضبان ويعقوب الشاروني ومُحمّد عطية الأبرشيّ ومنى عثمان.

ومن أشهرِ مؤلفاتِها: دنانير لبلبة وعُقلةُ الإصبع والبجعاتُ المتوحّشات، والأميرةُ والثُّعبان والأنفُ العجيبُ وقصيرُ الذّيلِ، والكسلانُ وتاجُ السلطانِ.

تعكس هذه السّلسلةُ ثقافةَ الجيلِ الذي تربّى عليها؛ فقد استَطَعنا أن نخلُقَ خيالَنا بمساعدتِها، ولعل أهمّيتَها تكمنُ في كونِها رسَمَت فكر جيل؛ فإن كنتَ تريدُ أن تتعرّفَ إلى ما كان يقرؤه جيلُنا؛ فما عليك إلّا أن تعرِفَ ما فعلَتهُ (لبلبة) بدنانِيرِها، أو ما حصلَ مع مَن أوقَعَت خاتمها في البئرِ، أو ما فعلَهُ قصيرُ الذّيلِ بالمارِدِ؛ باستخدامِ حِنكتِهِ وذكائه.

وإن كنتَ تريدُ أن تقدّمَ هديةً لطفلٍ في صفوفِهِ الأولى؛ فما عليك إلّا أن تختارَ واحدةً من هذه القِصصِ وتقدّمَها له؛ فتكونُ قد واصلتَ رسالةَ جيلٍ أسبق، وأحييتَ ذكرى، وقدّمتَ تُحفةً أدبيّةً وفنيّةً فذّة.

هل كنتَ تقرأ المكتبةَ الخضراء؟ ماذا تذكُرُ ممّا قرأت؟ تصفّح العنواناتِ المذكورةَ في الرّوابطِ الإلكترونيّةِ، وأخبرنا عن المفضّلةِ لديكَ منها.

هذا رابطٌ لتحميلِ كتبِ هذه السّلسلةِ كافّة: 

هنا

وهذا رابط موقع goodreads لمنشورات المكتبة:

هنا