البيولوجيا والتطوّر > علم الجينات

جيناتنا وإصابتنا بالسمنة وأمراض القلب

لعل ضغوط الحياة اليومية تؤثر علينا جميعاً وبطرق مختلفة، لكن هل يمكن أن يكون لجيناتنا دور بإصابتنا بالسمنة وأمراض القلب!! وإذا كان ذلك صحيحاً هل يمكن للإجهاد الدائم أن يزيد من

خطر هذه الإصابة؟ ما العلاقة بين العوامل الثلاثة؟ هذا المقال يجيب عن التساؤلات السابقة..

بعض الناس الذين لديهم ميول للقلق والاكتئاب هم أكثر عرضة لاكتساب الوزن عند تعرضهم للإجهاد المزمن، الأمر الذي يؤدي إلى الأصابة بمرض السكري والآفات القلبية. حيث تؤكد دراسات حديثة جينية أن نحو 13% من الأشخاص ذوي العرق القوقازي لديهم القابليةالوراثية لما ذكر، ومعرفتهم لذلك قد تساعدهم على الحد من خطر الأمراض القلبية عبر تدخلات بسيطة مثل اتباع حمية غذائية صحية، ممارسة الرياضة والتحكم بالإجهاد اليومي.

أكدت Elizabeth Hauser المسؤولة عن قسم البيولوجيا الحاسوبية في معهد Duke للفيزيولوجيا الجزيئية أن القابلية الوراثية، الإجهاد النفسي والعوامل الاستقلابية تعمل مجتمعة على زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. حيث قامت هاوسر وزملاؤها بتحليل التركيب الجيني عند 6000 شخص شاركوا في دراسة لتصلب الشرايين تشمل مجموعات عرقية مختلفة (MESA) والتي بدأت في عام 2000 لفهم كيفية بدء الآفة القلبية، إذ قاموا إلى جانب تحليل التركيب الجيني بأخذ قياسات بعض الصفات الجسدية للمشاركين، ومنها: محيط الورك، مؤشر كتلة الجسم ،مستويات الكوليسترول والغلوكوز ،ضغط الدم وغيرها من القياسات، وقد لاحظ الباحثون علاقة كبيرة بين التعرض لمستويات عالية من الإجهاد المزمن وزيادة البدانة في القسم الأوسط من الجسم من خلال قياسات محيط الورك. كما قاموا بإجراء اختباراتٍ للاختلافات الجينية على طول الجينوم لمعرفة أي منها -بالإضافة للإجهاد- له الأثر الأكبر على قياس محيط الورك، فتبين لديهم أن المؤثر الحقيقي هو التغيرات الفردية متعددة الأشكال للنيكليوتيد single Nucleotide polymorphisms أو ما يسمى اختصاراً *(SNPs) في الجين EBF1 حيث أن الأشخاص الذين لديهم هذا التركيب الجيني بالتحديد معرضون لزيادة محيط الورك عند الإجهاد المزمن.

وقد أفادت Abanish Singh الباحثة في قسم المعلوماتية الحيوية في Duke العلاقة القوية بين الإجهاد المزمن اليومي وزيادة محيط الورك، ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم ومرض السكري، وأخيراً بالأمراض القلبية الوعائية وخاصة تصلب الشرايين. ولكنها لاحظت هذه الحالات فقط عند الأشخاص الحاملين للتركيب الجيني سابق الذكر SNPs) في الجين (EBF1 والذي كان مقتصراً على الأشخاص البيض.

حاول الباحثون تأكيد نتائجهم عبر دراسات أخرى مثل Framingham offspring cohort والتي أظهرت إمكانية التدخل للحد من التوتر والإجهاد عبر الحمية الغذائية وممارسة الرياضة، مما

يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، وربما تكون هذه الطرق أكثر فعالية عند الأفراد ذوي هذا النمط الجيني المحدد.

ستحاول دراسات لاحقة التركيز على تأثير العوامل الجينية والأصول العرقية وعلاقتها بالآفات القلبية والسمنة والسكري عند التعرض للإجهاد المزمن، وستتضمن الدراسات أفراد من العرق

الأفريقي الأمريكي، اللاتيني والآسيوي، حيث أن معرفة هذه العوامل الوراثية التي قد تؤثر على أجسامنا وصحتنا ستمكننا من تحديد أهداف التدخلات الدوائية والسلوكية التي

من شأنها أن تحد من خطر المرض.

*SNPs: نيكليوتيدات مفردة موجودة في الجينوم، وهي الشكل الأكثر تغيراً في المادة الوراثية، لا تؤثر على الصحة أو النمو ولكنها تميز الأشخاص عن بعضهم، وتلعب دوراً في تفسير قابلية الفرد للإصابة بالمرض كالسكري والسرطان، أو قابليته للاستجابة لدواء معين أو فيروس ما.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا

هنا