الهندسة والآليات > الطاقة

ما هي بطارية بغداد

عام 1800 اخترع الكساندر فولتا البطارية الكهربائية وذلك من خلال ملاحظته بأنه عند وضع مسريين من مادتين مختلفتين في جلد ضفدع سيتولد تيار صغير، ثم اكتشف انه بالإمكان إعادة انتاج هذا التيار من الأنسجة الحية وذلك بوضع المعادن ضمن محلول كهرليتي معين. وتقديراً لجهود فولتا وأعماله في مجال الكهرباء نحن نطلق اسمه على وحدة قياس التوتر الكهربائي والتي هي (الفولت Volt).

طيب شو رأيكون نحكيلكن حكاية تانية عن البطارية الكهربائية ... كان يا مكان بقديم الزمان من شي 2000 سنة كان في بطاريات بمنطقة اسما خوجات رابو .... !!معقول!!؟ بطاريات !!؟ من 2000 سنة!!

خليني كفي القصة:

بأحد زوايا المتحف الوطني في العراق تتوضع جرار فخارية حجمها بحجم قبضة يد الرجل يطلق عليها اسم بطارية بغداد حيث أعاد اكتشافها النظر باختراع البطارية من قبل فولتا فهو وحسب قول البعض لم يخترعها بل أعاد اختراعها. تم وصف هذه الجرار الفخارية المكتشفة في منطقة خوجات رابو خارج بغداد لأول مرة من قبل عالم الآثار الألماني ويلهيلم كونيغ Wilhelm Konig والذي أصبح فيما بعد مديراً للمتحف الوطني في بغداد. مع العلم انه من غير المؤكد فيما إذا كان كونيغ هو من اكتشفها من خلال التنقيب او تم اكتشافها من قبل آخرين غيره.

يعتقد بأن عمر هذه الفخاريات حوالي 2000 سنة وهي عبارة عن جرار خزفية طولها حوالي 130 مم او 5 انشات وبفتحة بقطر 1.5 انش تتسع بشكل مناسب لباقي المكونات والتي هي أسطوانة نحاسية تحيط بقضيب حديدي ومن الأعلى القضيب معزول عن الأسطوانة من خلال سدادة اسفلتية. واكدت الدراسات على وجود محول حمضي داخل الأسطوانة النحاسية مما يؤدي الى حدوث تفاعل كيميائي بين العناصر ينتج تيارا كهربائياً. لذا اعتقد كونيغ بأنها بطارية لشبهها بمكونات البطارية.

كيف تعمل هذه البطارية؟

أكدت بعض التجارب بأنه عند ملأ هذه الفخاريات بمحلول حمضي مثل عصير العنب المتخمر او الخل سيتكون جهاز يشبه البطارية يولد تيار صغير، فالمحلول الحمضي يسمح للإلكترونات بالتدفق من الأسطوانة النحاسية الى القضيب الحديدي حيث يتم اتصال بين المعدنين معا عبر المحلول، وهذه هي بشكل أساسي نفس المبادئ المكتشفة في الخلية الغلفانية والتي اعتمد عليها فولتا في صنع البطارية المعروفة حاليا.

استخداماتها:

بما أن العناصر المستخدمة في هذه الفخاريات وطريقة ترتيبها تشبه إلى حد كبير شكل البطارية المعروفة حالياً لذا فالكثير من الباحثين يعتقدون بأن استخدامها كان كهربائياً:

عنصري الحديد والنحاس هما من المعادن الكهروكيميائية والتي عند وضعها معا ضمن محلول كهرليتي ستنتج تيار كهربائي. (يمكن تجربة ذلك من خلال وضع مسمار من الحديد وقطعة نقدية نحاسية ضمن ليمون سينتج تيار كهربائي)

فالعالم والباحث كونيغ لاحظ عدة اثار فضية تعود للفترة القديمة في العراق مطلية بطبقة رقيقة من الذهب لذا يخمن كونيغ بأن عملية الطلاء كهربائيا كانت موجودة في تلك الفترة باستخدام هذه البطاريات.

قام بعض العلماء الاخرين بصنع بعض النماذج المشابهة وعند ملئها بمحلول حمضي مثل عصير العنب انتجت هذه النماذج حوالي 2 فولط .

كما قام بعض الخبراء بتجربة نماذج للبطاريات في عملية التغليف بالذهب و ذلك باستخدام محلول حمضي أكثر فعالية وهو الخل ومع ذلك فكانت طبقة الذهب الناتجة عن التجربة طبقة رقيقة جدا لا تتجاوز الميكرو متر .

ومن هنا فبعض العلماء شككوا بإمكانية استخدام هذه الأدوات للطلي بالكهرباء وذلك لأن الخل هو محلول فعال جداً ولكن البطارية كانت ذات أداء ضعيف . كما أن فكرة الطلي كهربائياً لا تستخدم حالياً والاواني التي اعتقد كونيغ بأنه تم طلاءها كهربائياً يُعتقد بأنها طليت بوساطة اللهب.

إذاً ماهي هذه الفخاريات؟ ومن صنعها؟ وماذا كان استخدامها؟

تعود هذه الفخاريات للفترة التي عاش فيها البارثيون في قرية خوجات رابو وهم شعب كان يهتم بالأمور القتالية ولم يكن له اهتمامات كبيرة في الأمور العلمية لذا فالباحثون يعتقدون بأن هذه الاثار قد صنعها شخص ما خارج منطقتهم ثم اتى بها إليهم. او كما يعتقد البعض بأن رحالة فضائيين هم من صنعوها و وضعوها في تلك المنطقة خلال إحدى رحلاتهم الى الأرض .

توجد عدة أفكار أو اعتقادات لاستخدام هذه الفخاريات و منها :

- الفخاريات المكتشفة ماهي الا مستوعبات بسيطة لحفظ لفائف ورق البردي ولكن هذه اللفافات تعفنت مع الوقت واختفت من داخل المستوعبات .

- كانت تستخدم كوسيلة للعلاج بالإبر وهذا ما فسره بعض الباحثين بسبب وجود ابر قرب مكان اكتشافها .

- كانت مستخدمة من قبل الكهنة و رجال الدين في تلك الفترة وذلك لجعل الناس يذهلون بالقدرة الإلهية .

و قناة Discovery عبر احد برامجها تحدثت عن هذه البطارية وماهي استخداماتها الممكنة ، حيث تم استخدام 10 جرار فخارية مصنوعة يدويا تشبه الفخاريات المكتشفة في بغداد ، وتم استخدام عصير الليمون كمحلول كهرليتي لتحريض العمليات الكهروكيميائية بين المعدنين ( النحاس و الحديد ) .وعند وصل النماذج العشرة معا كان الجهد الناتج حوالي 4 فولت وهو جهد صغير لذا تساءل فريق البرنامج ماذا يمكن ان تستخدم فيه ؟

فريق البرنامج وجد ثلاث استخدامات ممكنة لهذه الفخاريات : الطلي الكهربائي ، علاج الألم ( بالوخز بالإبر ) ، والوعظ الديني .

فربط عدة بطاريات على التسلسل سيولد قوة كافية نوعا ما للطلي الكهربائي .

اما من اجل الوخز بالإبر ، فالبطاريات أدت الى حدوث نبض بشكل عشوائي يمكن الشعور به عند وخز الابر ، وعند ربط ابرتين مع بطارية واحدة سيشعر الجسم بحرقة مؤلمة .

وبالنسبة للجانب الديني : تم بناء نموذج مشابه لسفينة نوح الأسطورية ووضع عليه ملاكان بأجنحة ذهبية تم ربطها الى بطاريات ذات قوة ضعيفة وعند لمس الاجنحة سببت شعور من الضيق في الصدر. وبسبب عدم المعرفة الكافية بالكهرباء في تلك الفترة كان الناس يظنون بأن هذا الشعور هو دليل على الوجود الإلهي.

في النهاية هل يمكن القول بأن بطارية بغداد كما يطلق عليها الان هي عبارة عن بطارية ؟!

إنه احتمال ممكن وقوي ولكن مع ذلك فإن العالم فولتا لن يكون قلقاً لأننا غير قادرين على تغيير وحدة التوتر الكهربائي لذا فمكانة فولتا التاريخية والعلمية هي مكانة باقية.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

مصادر الصور

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا