الفنون البصرية > فن وتراث

أشباح، صور وذكريات

تطمر المصوِّرة Angela Deane "انجيلا دين" وبطريقةٍ غير اعتياديّةٍ معالمَ ذكرياتِنا الّتي احتفظنا بها في صورنا الفوتوغرافيّة، وذلك باستخدام تقنيّةٍ بسيطةٍ جدّاً: فهي تغطّي ملامحَ الأشخاص في الصّور الفوتوغرافيّة بطبقةٍ من الطّلاء الأبيض، تاركةً نقطتين لتكوّنا العينين. يأتي الزّبائنُ انجيلا ببعض الصّور الفوتوغرافيّة لهم ولأصدقائهم أو معارفهم، ودورها يكمن في طمس معالم هويّة الأشخاص الموجودين إلى جانب الزّبائن في صورهم، وعلى المشاهدين تمييزُ بعض الأشياء الأخرى في الصّور، كحقائبهم أو حتّى أحذيتهم القديمة.

تقول انجيلا: "هذه الأشباح ما هي إلّا أطيافٌ أُخِذت من لحظاتٍ أو أيّامٍ أو تجاربَ، مع طمس ملامح الأشخاص باللّون الأبيض. فمن الجميل أن نتخيّل أنا وأنتم مثلاً أنّنا نتقاسم تلك الذّكريات، ونتشارك في تجاربنا مع بعضنا البعض، كي نصنع من تلك اللّقطات المغمورةِ شيئاً مألوفاً. فدعونا نتشارك الذّكرياتِ سويّاً!"

تمتاز الأطياف الّتي تبتكرها دين بأنّها ظريفةٌ ومسلّيةٌ، فهي تشابه بظرافتها أزياءَ الهالوين، ولكن دون أن تخفى علينا ميّزتُها الشّبحيّةُ. فبعد النّظر إلى تلك الأشباح الظّريفة وما حولها من تفاصيل -كالحيّز المكانيّ والزّمنيّ- نصبح قادرين على تمييز الفترة الزّمنيّة من خلالها وليس من خلال الأشخاص، فنستدلّ متى وأين أُخِذت الصّورة دون أن تتشتّت أفكارُنا -كناظرين إلى الصّورة- بأشكال الأشخاص الّذين تمّ التقاط صورهم، فهم ليسوا إلّا أشباحاً رماديّةً. وبعد عرض الصّور على شخصٍ قريبٍ من صاحبها، يتملّك هذا الشّخص شعورٌ بأنّ تلك الصّور مألوفةٌ، فيثيره الفضولُ لخدش الأشباح ليظهر له قريبُه أو أمُّه وصديقاتُها من عمر المدرسة أو حتّى صورة الشّخص نفسه.

هذهِ وقفة مع الصور:

المصدر:

هنا