البيولوجيا والتطوّر > علم الجينات

هل كان النمر "كيني" مصاباً بمتلازمة داون حقاً؟

متلازمة داون هي وجود ثلاث نسخ من الصبغي 21 عند الإنسان ولها مميزات شكلية تدلنا عليها، كان النمر كيني يشبه شكلياً إلى حد ما البشر المصابين بمتلازمة داون ولكن هل كان فعلاً مصاباً بها ؟ ... لنتابع في هذا المقال كيف كان هذا النمر مجرد ضحية!

• هل تصاب النمور بمتلازمة داون؟

معظم التغطية الإعلامية تقول أن كيني على قيد الحياة، لكن الحقيقة أنه توفي في العام 2008. حتى أن تشخيص متلازمة داون عنده مشكوك بصحته، لأن متلازمة داون تعرّف بوجود ثلاث نسخ من الصبغي 21 وبالرغم من وجود فئران تجارب لديها هذه المتلازمة إلا أن النمور لديها فقط 19 صبغي والصبغي 21 غير موجود عندها نهائياً. ورغم أن وجه هذا النمر قد يشبه ظاهرياً ملامح البشر المصابين بمتلازمة داون إلا أنه لم يتم إثبات علاقة هذا الشكل بتثلّث أي من صبغيات كيني.

• كيني هو ضحية الجشع!

يبدو أن هذا النمر المسكين هو ضحية لجشع المربين، إذ من المعروف أن النمور البيضاء نادرة، وبسبب قلة عددها فإن التنوع الوراثي عندها منخفض. كما أن هذا يحتم على مربي الحيوانات إكثارها عبر ما يعرف بالتوالد الداخلي (inbreeding) حيث يجري التزاوج بين أفراد ذوي قرابة (أخ و أخت/ ابن و أم). لقد كان أبوا كين أخاً وأختاً ومات معظم أخوته قبل الولادة، أو في مراحل مبكرة من حياتهم بسبب سوء صحتهم، لكن وبالرغم من الوفاة المبكرة المتكررة لنسل أبويّ كيني إلا أن الجشع جعل المربين يستمرون في إنتاج هذا النسل حتى حصلوا على "كيني" وأخوه النمر الآخر "ويلي" الذين لم يشتريهما أحد بسبب شكلهما المشوه، وقد مات كيني بعمر الـ10 سنوات وهو نصف العمر المتوقع لأي نمر يكبر في قفص.

• لِمَ يكون التشوه شائعاً في التوالد الداخلي بشكل عام؟

هناك نسختان لكل مورثة، ولكي يتم التعبير عن مورثة تحمل خللاً ما، يجب أن يرث الفرد نسختين حاملتين للخلل من كلا الأبوين. هذا يعني أن التزاوج بين أفراد متباعدة وراثياً سيقلل من احتمال التقاء النسختين "السيئتين" للمورثة، ولكن عندما يكون الآباء من نفس العائلة سيكون الاحتمال أكبر لتلاقي هذه المورثات بسبب تكرار وجودها في العائلة الواحدة وعندها يتم التعبير عن الخلل الوراثي باحتمال متزايد حيث يمكن أن يكون 25% من كل جيل حاملاً للتشوه فتتعاظم احتمالات الإصابة جيلاً بعد جيل.

• المشكلة من منظور أوسع:

لقد كان كيني صديق الجميع، ودوداً وغير مؤذٍ وكان جميع الموظفين والزوار يفضلونه عن غيره و يرونه لطيفاً بل و جميلاً. هذا النمر الأبيض المسكين هو نموذج لحالات تتكرر مع أنواع أخرى من الحيوانات عندما يتم استنسالها داخلياً من قبل الإنسان ومن الأمثلة الأخرى بعض أنواع الكلاب والأحصنة عندما يراد الحصول على أنسال صافية منها، مما يعرض الكثير منها لمأساة التشوهات الخلقية و الوراثية الأخرى و قصر فترة الحياة و الرفض و الألم. و من الجدير بالذكر أن مأساة سوء استنسال النمور البيضاء هي الأسوأ لأنها تُمنع حتى من التزاوج مع النمور الأخرى البنية اللون و ذلك بسبب تفضيل المربين للونها الأبيض الجذاب و استغلاله لأغراض تجارية.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا