الكيمياء والصيدلة > صيدلة

هل الباراسيتامول فعال في تسكين آلام أسفل الظهر؟

وجدت دراسة جديدة أن الباراسيتامول لا يقدم أي فائدة في تخفيف آلام أسفل الظهر عند بعض الأشخاص، ولا يسبب أي تسريع لتحسن وضع المريض.

تضمنت هذه الدراسة أكثر من 1.600 شخص من أستراليا ممن عانوا من ألم حاد (مفاجئ، غير مزمن) بأسفل الظهر. وقد تم تقسيم هؤلاء الاشخاص عشوائياً إلى ثلاث مجموعات: تناولت المجموعة الأولى مضغوطات الباراسيتامول بانتظام ثلاث مرات يومياً "الجرعة النظامية" (ما يعادل 3.990 ملغ يومياً)، وتناولت المجموعة الثانية الباراسيتامول عند الحاجة فقط بحد أقصى 4.000 ملغ يومياً، أما الثالثة فتناولت مضغوطات وهمية لا تحوي المادة الفعالة (بلاسيبو).

لم يتم إبلاغ أي من المشاركين فيما إذا كان يتناول مضغوطات باراسيتامول أو بلاسيبو، واستمروا بتناول المضغوطات حتى زوال الألم، لمدة تصل إلى أربعة أسابيع.

وُجد أنّ المشاركين في المجموعات الثلاثة قد احتاجوا لعدد الأيام نفسه تقريباً لزوال الألم: 17 يوماً لمجموعتَي "الجرعة النظامية" و "عند الحاجة"، و 16 يوماً لمجموعة "البلاسيبو".

سجل المشاركون أيضاً درجة ألمهم يومياً (على مدروج من 1-10)، ومجموع درجات الألم كان نفسه تقريباً في المجموعات الثلاثة خلال الدراسة.

وقد لاحظ الباحثون زوال الألم لدى 85% من المشاركين، بغض النظر عن المجموعة التي ينتمون إليها بعد ثلاثة أشهر من بداية الدراسة.

الخطة الأساسية العالمية لعلاج آلام أسفل الظهر غير المزمن توصي باستخدام الباراسيتامول كخيار أول لتسكين الألم. لكن حتى الآن، لا توجد دراسات دقيقة تُظهر إذا كان هذا العلاج هو الافضل بالفعل مقارنةً بـالبلاسيبو. وتقترح هذه الدراسة الجديدة على الأطباء إعادة النظر بالتوصية العالمية باعتماد الباراسيتامول كخيار أول لعلاج آلام أسفل الظهر. وعلى الرغم من ذلك، ما زال الباحثون بحاجة إلى إجراء دراسات إضافية للتأكد قبل إلغاء اعتماد الباراسيتامول كخيار أول لتسكين آلام أسفل الظهر غير المزمنة، حيث أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها وعليها بعض المآخذ.

من بعض هذه المآخذ أنّ افراد مجموعة الجرعة النظامية، الذين كانوا قد نُصحوا بـتناول 3.990 ملغ يومياً، قد تناولوا 2.660 ملغ يومياً بالمتوسط، في حين أنّ جرعة ال 4.000 ملغ يومياً كانت ستمتلك تأثيراً أكبر.

و قد وجدت دراساتٌ سابقة أنّ تأثير الباراسيتامول مشابهٌ لتأثير مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية كالإيبوبروفن لعلاج آلام أسفل الظهر غير المزمنة. وعلى الرغم من ذلك يُستعمل الباراسيتامول كخيار أول بسبب قلة آثاره الجانبية في حين تستعمل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية كخيارٍ ثانٍ. وقد تشجّع هذه النتائج الجديدة المرضى على الانتقال إلى استخدام مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية كخيار أول.

المصدر:

هنا