الموسيقا > موسيقيون وفنانون سوريون وعرب

نجم من سورية ... نجمي السكري

هل سمعتم يوماً باسمِ "نجمي السكري" ؟! المُرجح أن يكون الجواب نفياً ذلك أن عازف الكمان الشهير جداً لم يأتِ من بلد تُعدُّ الموسيقى في سلمِ أولوياته ولم يعش في أزمنة تُعطي للموسيقى مكانتها التي تليق بها.

ورغم كلِّ ما سبق..هو أشبه بنجم لَمَع في عالمِ الموسيقى الكلاسيكية، و خطّ اسماً لا يزول

من يكون نجمي السكري؟!

إنّهُ القادم من حلب في العقد الرابع من القرن الماضي وتحديداً 1939 أبصر النور في أسرة كانت تقتات وتتنفس وتتغذى على الموسيقى فكانت دراسة العزف على الكمان مرادفة لدراسة الأبجدية

بدأ نجمي السكري الطفل بعمر الخامسة التعلّم على العزفِ مع أخيه ضياء الذي يكبره بعام. لقراءة مقالنا عن ضياء السكر من هنا

الصرامة كانت منهجاً في تدريس الطفلين، خمسة ساعات هي نصيب الدرس على تلك الآلة يومياً على يد الأستاذ الروسي ميشيل بوريزنكو المقيم في حلب منذ العشرينيات.

نجمي عام 1946

نجمي عام 1951

نجمي وضياء مع الاستاذ الروسي ميشيل بوريزنكوعام 1951

في سنِّ الحادية عشر قدّم نجمي مع أخيهِ ضياء أول حفل وكان ذلك في عام 1950،في حفلٍ أقيم برعاية المحافظ آنذاك، ليعزِفا بعد عام في المعهد الموسيقي الشرقي في تموز 1951.

أول حفلة برعاية محافظ حلب مع شقيقه ضياء 1950 (نجمي على اليسار)

حفلة في معهد الموسيقى الشرقية دمشق تموز 1951

(بالأسفل من اليسار الثاني هو والد نجمي ثم نجمي ثم ميشيل بوريزنكو ثم ضياء بالترتيب)

في تاريخ 30/09/1951 صدر مرسوم إستثنائي بإيفاد نجمي وضياء إلى باريس لمتابعة الدراسة في Conservatoire National Superieur de Paris مع الأساتذة Roland Charmy وMiguel Candela وتخرج بدرجة أولى عام 1958، ثم أُوفد إلى موسكو للدراسةِ في معهدِ"تشايكوفسكي"عام 1959 في صفِ الأستاذ بييلنكي في القسمِ الذي يٌشرف عليهِ عازف الكمان الشهير دافيد أويستراخ. أما ضياء فقد اتجه للتأليف الموسيقي وقيادة الأوركسترا عملاً بنصيحة أستاذه.

اشتركَ في مسابقةِ الملكةِ إليزابيث في بروكسل (بلجيكا) عام 1963 وحصلَ على الدرجةِ الثامنة، وكان عدد المشتركين فيها 35 عازف. كتبت الصحف البلجيكية عن الفائزين وعن بلدانهم طوال فترة المسابقة، ومن أهمها صحيفة الفنون الجميلة.

الفائزون في مسابقة الملكة إليزابيت بلجيكا 1963 (نجمي هو الثاني من اليسار)

مع الملكة إليزابيت ملكة يلجيكا عام 1963

عادِ نجمي السكري بعدها لسوريّا وحصلَ على منحةٍ دراسيةٍ سوفيتية لمدةِ سنة لمتابعةِ التدريب في كونسيرفاتوار تشايكوفسكي في موسكو اعتباراً من 16/10/1964.

اشتركَ في مسابقةِ جاك تيبو في باريس عام 1965 وكان الفائزَ الخامس، وتٌعتبر هذه المسابقة من المسابقات الهامة نظراً لمستوى المقطوعات المقررة، ولجنة التحكيم المختارة من أكبر الموسيقيين العالميين أمثال KOGAN – OISTRAKH- SZIGETI، أما المشتركون في هذه المسابقة فهم من: بلغاريا – الصين – اسبانيا – فرنسا – إيطاليا – اليابان – بولونيا – رومانيا – سوريا – إسرائيل – الاتحاد السوفييتي – الولايات المتحدة.

بعد هذا النجاح، دُعي لمهرجان الحمامات في تونس وعزف مع أوركسترا تونس السمفونية كونشيرتو لبيتهوفن (1965).

مع أوركسترا راديو والتلفزيون الفرنسي في مسابقة جاك تيبو عام 1965

عاد إلى موسكو في شباط 1967 للدراسة في كونسيرفاتوار تشايكوفسكي مستفيداً من منحة سوفييتية، وقد رشّحه الكونسيرفاتوار للاشتراك في مسابقة لوفنتريت العالمية في نيويورك والتي جرت في شهر أيار 1967 وفي أشهر قاعة موسيقية والمعروفة باسم GARNEGIE HALL، وتعتبر هذه المسابقة من أهم المسابقات الموسيقية ولا يفوز بها إلا إثنان، ولجنة التحكيم من كبار العازفين وقادة الأوركسترا في العالم، منهم:

Joseph FUCH – Joseph SZIGETI – Felix GALIMIR – STEINBERG

ورئيس لجنة التحكيم العازف الشهيرISAAC STERN ، أما المتسابقون فعددهم 25 عازف تتراوح أعمارهم 17- 28 عاماً، ومن تسع دول. حاز نجمي السكري الدرجة الثانية فيها.

عاد بعد ذلك إلى سوريّا رافضاً كل الإغراءات مثل الجنسية الأميريكية للبقاء في الولايات المتحدة.

قدّم كونشيرتو برامز ورافقته أوركسترا مدينة لايبزغ في 17/8/1967 في مهرجان بعلبك في لبنان ، وقدّم نفس البرنامج على مسرح دمشق الدولي في 20/8/1967، واشترك في مهرجان مونترو بسويسرا في إيلول 1967.

قدّم حفلة في الجامعة الأميركية في بيروت رافقهُ على البيانو الرّوسي ميشيل شيسكينوف بتاريخ 29/11/1968.

أقام سلسلة من الحفلات في البرازيل، فرنسا، الولايات المتحدة، كندا، سويسرا، بلغاريا، ألمانيا الديمقراطية.

وكان من أهمها مهرجان لوزان في 3/3/1971 حيث عزف مقطوعات لباخ و باغانيني على المسرح البلدي، وقد أهدته سيدة انكليزية الأصل (السيدة أوبرنر) كمان من نوع PetrusGuarnerius كان سابقاً للعازف الشهير جوزيف تزيغيتي.

كما سجّل في إذاعة جنيف كونشيرتو مندلسون مع أوركسترا Suisse Romande في نفس العام.

كذلك سجّل في التلفزيون الفرنسي عدة تسجيلات في أعوام 1967 – 1970 – 1971.

من الحفلات الهامة أيضاً، تلك التي قدمها في صالة اليونسكو في 30/11/1977 والمقطوعات لباخ وباغانيني وإيسايه، أُهدي على أثرها كماناً وقوساً من صانع الآلات الوترية الشهير في باريس Emile FRANCAIS.

اشترك في الاحتفال المخصّص لذكرى المؤلف البلجيكي Eugene YSAYE والذي أُقيم برعاية مؤسسة أوجين إيزايه (يرأسها ابن المؤلف أنطوان إيزايه) بالتعاون مع القسم الثقافي في السفارة البلجيكية في باريس، وقُلّد ميدالية أوجين إيزايه تقديراً لعزفه وذلك في 18/5/1978.

عزف مع أوركسترا Pasdeloup كونشيرتو برامز على مسرح الشانزيليزيه في باريس بتاريخ 20/6/1978 وكتب عنه أشهر ناقد موسيقي في باريس بيير بوتي في جريدة الفيغارو تاريخ 22/6/1978 ليضعه بين أكبر عازفي الكمان في العالم.

بالإضافة لنشاطه، درّس في EcoleNormale في باريس وفي كونسيرفاتوار ليون، ودرّس العديد من الطلبة من جنسيات عديدة، من أبرزهم ماري نيكولا الفائزة في مسابقة جاك تيبو1973 ومسابقة تشايكوفسكي 1974.

مقتطفات من بعض مقالات صحفية :

كان شاهد الموسيقار بأنه موسيقي وليس رجل عرض، عندما قدّم إضافة للكونشيرتو، معزوفة كابريس باغانيني رقم 24 حيث لم يكن هناك أي مجال لإضافة إغراء جديد الى تلك المقطوعة الموسيقية التي ازدهرت بشكل كامل، وقد رقصت أصابع عازف الكمان بدقة وإحكام إلكترونيين فكانت تجربة كالتنويم المغناطيسي الذي حدا بالجمهور الى تصفيق حار.

بقلم جوزفين ريي

صحيفة ديلي فاكتس- ريلاند كاليفورنيا 14/11/1974

مع موسيقار الفيولين السوري الذي يعيش في باريس "نجمي السكري" تعرّف جمهور الحفلات الموسيقية في البشتادت في بداية الموسم الجديد على عازف كمان فوق عادي وغير معروف في جمهوريتنا، حيث تتمازج عنده مهارة تقنية خارقة مع فيض من الحيوية، لقد استطاع أن يظهر براعته المتجلية بالخفة والثقة بالنفس من خلال الطريقة المدهشة التي أُدي بها كونشيرتو الفيولين ري مينور ل "هنري فيوتامب"، إن هذا العمل الرومانسي يقدم لموسيقار في مثل درجته مجالاً عريضاً لإمكانيات التعبير عن النفس.

صحيفة الطريق الجديد (المانيا الشرقية)

30/9/1976

سألتزم بالتعريف عن اسم نجمي السكري الذي قدّم الكونشيرتو الصعب والطويل لبرامز، وحيث أن يده اليسرى لم تضعف أو تتعب أبداّ، سواء في المقاطع الموسيقية الأكثر صعوبة أو بالنسبة للأوتار الثلاثة وأصوات الجواب.

أما دقته في العزف فكانت دائماّ كاملة وتامة إلى حد الإعجاز، ويمكن أن أضيف أن الأسلوب كان يتصف بصفاء جميل جداّ، والأزمنة كانت صحيحة.

وبالنسبة لقوس كمانه فقد كان عريضاّ متجاوباّ معه، يسمح له بالعزف وإصدار الأصوات بكل راحة.آمل أن أكون قد استطعت خلق الرغبة لدى قرائي بالاستماع الى عازف الكمان هذا والذي منذ الآن يتربع بين العظماء.

بقلم بيير بوتي

صحيفة الفيغارو

22/6/1978

والآن ندرج لكم بعض الصور له و لإعلانات حفلاته:

ساوباولو عام 1969

مع العازف الشهير ناتان ميلشتاين

ساوباولو عام 1971

في مدينة رومان الفرنسية عام 1973

حفل عام 1976 في مدينة نيم في فلنسا

على مسرح الشانزيليزيه في باريس بتاريخ 20/6/1978

حفل في مرسيليا عام 1980

مع قائد الأوركسترا فلوريان هولار مدينة تور عام 1971

حفل بقيادة فلوريان هولار في مدينة باريس عام 1979

دمشق عام 1997

وأخيراً نعرض عليكم القليل من تسجيلات نجمي السكري:

Paganiniana- Nathan Milstein (Paris 1977):

Paganini Caprice No.23 (Paris 1977):

Paganini Caprice No.9 (Sau Paulo 1971):

Bach Sonata in A minor (Paris 1977):

Bach Sonata in C Major (Paris 1977):

E. Ysaye Sonata No.4 (Paris 1977):

Paganini - Paris (1977) - Caprice No. 09:

Brahms Violin Concerto 3rd Movement (1965):

Tchaikovsky Melodie 1961:

Mendelssohn Violin Concerto 1st Movement (Sau Paulo 1971):

Mendelssohn Violin Concerto 2nd & 3rd Movement (Sau Paulo 1971):

إعلان مسابقة جاك تيبو عام 1965: