الكيمياء والصيدلة > صيدلة

هل ستصبح المضادات الحيوية بدون فعالية قريباً ؟!

"بدي ظرف الدوا تبع الحبة السودا والحمرا!!!"

كتير سامعين هالجملة بالصيدليات عنا..و كتير آخدين هالدوا "السحري" .. وكتير واصفينو لغيرنا بدون ما نعرف حتى شو مرضون..

طيب حدا خطرلو انو بعد فترة هالدوا السحري إذا ضلينا عم ناخدو ع كيفنا رح يبطل سحري... ولا رح يعود ينفع معنا لا هو لا غيرو؟؟

هل نستطيع وضع حد لإنتهاء فعالية الصادات الحيوية؟

تُعدّ الصادات الحيوية مكوناً هاماً من مكونات الطب الحديث،حيث تراجعت أعداد الوفيات الناجمة عن الأخماج الإنتانية بشكل كبير وسريع منذ أن تمَّ تقديم البنسيلين في الأربعينيات من القرن الماضي ، وحالياً لاتزال الصادات تُستخدم لإنقاذ حياة الكثيرين ولجعل بعض العلاجات (مثل:معالجة السرطان وزرع الأعضاء) أمراً ممكناً.

لقد علمنا مسبقاً وحتى قبل وصول البنسيلين إلى السوق،أنه من الممكن أن تحدث مقاومة له…وبالفعل هذا ما حدث!

تتطور البكتيريا عند الاستخدام المفرط للصادات الحيوية وتصبح مقاومة لتلك الأدوية، وحتى أنها تتشارك في الآليات المسببة لتلك المقاومة فيما بينها.

حالياً تتغلب البكتيريا على أفضل الصادات،في حين لا تزال الأنواع الجديدة من تلك الأدوية بعيدة المنال. نحن الآن في العصر الأخير من الصادات الحيوية الفعالة التي تعالج كل الأخماج الجرثوميّة، ولكن هل باستطاعتنا قلب المعادلة؟؟

يظهر تقرير تم نشره من قبل CDC المراكز الأمريكية للتحكم بالأمراض، يظهر بأن التحسين من إعطاء الوصفات في المشافي يمكن أن يكون له الأثر المباشر والأكثر إيجابية فيما يتعلق بهذا الموضوع. ولكن يجب أن تكون التدبيرات بأسرع ما يمكن.

تعد الصادات الحيوية من بين أكثر الأدوية التي يتم وصفها و لكن، لسوء الحظ، يتم وصف أكثر من نصفها بشكل خاطئ و بدون ضرورة، مُساعِدةً بذلك على نشوء المقاومة لها.

تقدر CDC بأن أكثر من 2 مليون شخص بالولايات المتحدة يتعرضون لأخماج مقاومة على الصادات كل سنة وحوالي 23000 يلقون حتفهم نتيجة لذلك.

تقدر بعض الدراسات بأن المقاومة للصادات تضيف حوالي 20 مليار دولار للتكاليف المباشرة للعناية بالصحة. تعزز الوصفات غير الصحيحة أو غير الضرورية أيضاً المشاكل كتلك المتعلقة بأخماج المطثية العسيرة C.diff التي تسبب الاسهال المميت،ذلك المسؤول عن 250000 حالة في المشافي و 14000 حالة وفاة و 1 مليار دولار على الأقل كلفة العناية الصحية.

يمكننا تحسين ذلك من خلال العديد من المجالات: فقد أظهر تقرير جديد ﻟ CDC أن بعض الأطباء السريريين في المشافي يصفون الصادات الحيوية ثلاثة مرات أكثر من غيرها من الأدوية للمرضى، وهذا في نفس الجناح من المشفى. بالإضافة لذلك فحوالي ثلث وصفات الصادات الحيوية الصادرة عن المشافي، تلك المتعلقة بالإنتانات البولية وحوالي ثلث وصفات دواء الفانكومايسين تتضمن أخطاءً محتملة ، كوصفها بدون تقييم حالة المريض بشكل صحيح.

أصبح لدينا عدة طرق لتحسين وصف الدواء، وإحداها تُدعى الإشراف على الصادات الحيوية (Antimicrobial Stewardship)، والتي يمكنها الحفاظ على فعالية الصادات وبالتالي إنقاذ حياة الناس.

يساعد برامج الإشراف (Stewardship programs) على تحسين العلاج المضاد للجراثيم ، وضمان حصول المرضى على الصاد الحيوي أو مضاد الجراثيم الصحيح بجرعة صحيحة و بالوقت المناسب وللمدّة المُثلى. تظهر الدراسة بأن هذه البرامج يمكنها تحسين النتائج بالنسبة للمرضى ويمكنها التقليل من مقاومة الصادات وبالتالي الحفاظ على أموال مرافق الرعاية الصحية من الهدر.

لا تقوم برامج الإشراف فقط بالتقليل من المقاومة بل تقلل من الإنتانات المرافقة. بحسب التقارير الحالية، فإن التخفيف من وصف الصادات في المشافي بنسبة 5% فقط يمكنه أن يقلل من الإصابة بالمطثيات العسيرة (C.diff) بنسبة 26%. وبالمثل، فقد أظهرت دراسة أُعدت في إيرلندا الشمالية استمرت لست سنوات أن الحد من استخدام الصادات المضادّة لإنتانات المطثيات العسيرة ، ساهم بانخفاض ملحوظ بنسبة الإصابات بتلك الجرثومة.

تُعد طرق الإشراف واحدة فقط من الاستراتيجيات المُتَّبعة للحد من مقاومة الجراثيم، والتي يمكن لمرافق العناية الصحية والأطباء السريريين أن ينفّذوها فوراً.

تتنوع برامج الإشراف من منشأة طبية إلى أخرى ولكنها يجب أن تحافظ على بعض العناصر الأساسيّة:

_يجب أن يتم دعم البرنامج من أناس أخصائيّين ومن مصادر دعم مادي وتقاني وعلمي.

_يجب أن يكون هناك مديراً الأطباء مسؤولاً عن نتائج البرنامج، إلى جانب مدير للصيادلة يكون مسؤولاً فيما بتعلق بالقضايا الدوائية.

_يجب أن يحدد المُدَراء ماهيّة المصادر وأنواع التدخلات والشركاء المناسبين لتحسين عملية وصف الدواء بالإضافة إلى مراقبة وصف الدواء وتسجيل حالات المقاومة على الصادات.

_يجب على البرنامج أن يتضمّن تقريراً بشكل دوري فيه معلومات عن وصف الدواء والمقاومة وذلك للأطباء السريريّين والموظفين الرئيسيّين بالإضافة لتثقيف السريريّين بهذه القضايا.

بالرغم من أن الإشراف على إعطاء الصادات سيتطلب استثماراً، ولكن إن لم نقم بذلك ستظهر لدينا حالات المقاومة والتي ستكون أكثر تكلفة بكثير، فقد طوَّرت الجراثيم مقاومةً لكل الصادات المتوافرة حالياً! .

حتى ولو تم تطوير أدوية جديدة، فسوف تفقد فعاليتها بسرعة ما لم يتم تحسين طرق وصف الدواء.. تحدث المقاومة على الصادات في كل المجتمعات وفي المشافي بمفردها، لذلك فمكافحتها ستتطلب جهوداً واسعة انطلاقاً من العيادة إلى مستوى المؤسسات.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا