البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

7 أيام فقط لإنتاج أوعية دموية من خلايا جذعيّة مستخرجة من السائل الدموي!

هل سمعت من قبل عن عمليّة زراعة الأوعية الدمويّة، والمعاناة الكبيرة التي ترافق استخراج الخلايا من نقي العظم؟ استطاع العلماء التوصل لنتائج مذهلة وحديثة جداً حول هذا الموضوع..

قبل ثلاث سنوات، كانت إحدى المريضات قد فقدت الوريد الذي يصل القناة الهضميّة بالكبد، فأُجريت لها عملية زراعة لوعاء دموي، حيث تم إنماء هذا الوعاء بدءاً من الخلايا الجذعيّة الخاصّة بها، لأن الجهاز المناعي للجسم يرفض الخلايا الغريبة.

لا شكّ أن هذه الطريقة كانت أملاً للحصول على أوعية دموية لكنّها مع ذلك لم تخلُ من السلبيّات، فعمليّة إنماء الوعاء استغرقت فترة طويلة ( ما يقارب الشهر)، كذلك عانت المريضة كثيراً نتيجة الألم الذي تسبّبه عمليّة استخراج الخلايا من نقي العظم، حيث تمّ الاعتماد على نقي العظم كونه مصدراً غنيّاً بالخلايا وذلك منذ بدء استخدام الخلايا الجذعية لإنماء الأوردة.

وكما قلنا تُعتَبر هذه العمليّة مزعجة ومؤلمة للغاية، وخصوصاً حين يكون المرضى أطفالاً، هذا ما دفع العالمة Suchitra Sumitran-Holgersson إلى التفكير في طريقة أخرى للحصول على الخلايا الجذعية من الدم مباشرة.

فما الإنجاز الذي تمكّنت من تحقيقه؟

بعد فترة زمنيّة، تمّ إجراء عمليّة زرع مشابهة لثلاثة أطفال؛ طفلتان تبلغان من العمر 4 سنوات، وطفلة أخرى يبلغ عمرها عشرون شهراً فقط، ولكن هذه المرّة، تم استخراج الخلايا الجذعيّة من عينة دم بدلاً من نقي العظم، حيث تمّ أخذ 25 ميللي لتر فقط من دم الأطفال، وقد تم إخضاعهم لنفس الظروف التي خضعت لها المريضة السابقة.

وبعد عزل الخلايا اللازمة من عينات الدم، استخدمها الفريق لملء دعامة وعائية جُرّدت سابقاً من خلاياها. وممّا أثار إعجاب الفريق، أن عملية استخراج الخلايا من الدم نجحت من المرّة الأولى والأوعية الدموية الجديدة عملت بشكل ممتاز بعد زراعتها في المرضى. وليس ذلك فحسب، ولكن الدم نفسه ساعد على تسارع نمو الوريد الجديد لذا استغرقت العملية أسبوعاً واحداً، مقارنة مع شهر في الحالة السابقة إذ وجدوا أنّ الدم يحتوي على مواد تتحكم في النمو بشكل طبيعي وكانت النتيجة أن اثنان من الأطفال تعافيا تماماً والثالث لا يزال تحت المراقبة.

إذاً الحصول على وعاء دموي خلال أسبوعِ! و باستخدام ما يقارب ملعقتين من الدم فقط ! وبلا ألم !..

يؤمن الباحثون الذين توصلوا إلى هذه النتيجة أنّ الإنجاز الذي حققوه سيقود إلى تحسين وضع الكثير من المرضى مثل أولئك الذين يعانون من الدوالي أو احتشاء عضلة القلب والذين يحتاجون إلى أوعية دموية جديدة.

ما رأيكم بهذا التقدّم الكبير؟ هل يمكن أن ينجح على نطاق واسع؟ وهل يمكن أن يصبح تصنيع الأوعية الدموية أمراً سهلاً وغير مؤلم؟ بل أكثر من ذلك هل سيتمكّن الباحثون من تصنيع أعضاء كاملة جديدة والتغلّب بذلك على مشكلة نقص المتبرّعين بالأعضاء؟!

المصادر:

هنا

هنا

الدراسة الأصلية: هنا