الطب > مقالات طبية

ما الذي يجعلنا نحّك أجسامنا؟

ما الذي يجعلنا نحكّ أجسامنا؟.. الإجابة التي أذهلت العلماء!!

هل سألتم أنفسكم في يوم من الأيام ما هي الحكة؟ لماذا نحكّ أجسامنا؟ ما السبب الذي يدفعنا للقيام بذلك؟ وما الذي يحدث في أجسامنا عندما نحكّ؟

- أدّت تجارب العلماء على الفئران إلى اكتشاف السبب: جزيء يستخدمه القلب يعمل بشكل مزدوج، يرسل رسائل إلى النخاع الشوكي فتنتج الدغدغة التي نتحسّسها على بشرتنا.

ولكن ما هي الحكّة؟ وبمَ تتعلّق؟

- الحكّة عبارة عن عَرَض نعاني منه جميعاً، ولكن ليس من السهل معرفته ووصفه. وعندما نحكّ أجسامنا تتغيّر الأعراض حينها، وهذا يقودنا بشكل غريب إلى شعور ببشرة غير مريحة. الحكّة تجعلنا نشعر و كأن شيئاً ما يزحف على بشرتنا ، الحك ممكن أن ينتشر عموماً أو مركزياً في كل مكان بالجسم أو في مناطق مقيّدة و معينة ، و هنالك العديد من الأسباب لإنتشار الحكّة فأعراضها ممكن أن تتعلق ببشرة جافة أو تعاني من الطفح أو بشرة تحتوي على شقوق ... رقيقة ميّالة للقشرة ... الإحمرار ... النتوءات و الأورام .... البثور و الفقاعات ... أو بقع على البشرة و عندما تتواجد أعراض الحكّة من الممكن أن يكون هناك بنية جلدية أو قشرية للبشرة تتوقف على السبب. و الحكّة بتعريفٍ آخر : شعور يجعلك تخدش جلدك.

دراسة و تجربة حول أسباب الحكة نُشرت في مجلة "ساينس" عام 2013:

- سابقاً كان يُعتقد بأن الحكة شكل خفيف من الألم، إلا أنّ هذه الدراسة جعلتنا ننظر إليها كظاهرة منفصلة ومستقلّة عن الألم، حيث تمتلك مسارات وطرق اتّصال خاصة بها إلى الدماغ.

ولأن الفئران والبشر يتشابهون من الناحية البيولوجية إلى حدٍّ ما، يعتقد العلماء أن الأمر مماثلٌ لدى البشر.

استطاعت التجربة أيضاً في إحدى المرّات اكتشاف طريقة لمنع الجزيء من إنتاج الحكة، ويُحتمل إثر هذا الاكتشاف أن تطرأ تغيّراتٌ لحياة الملايين من الناس الذي يعانون من الحكة المزمنة؛ لا سيما بسبب الإكزيما أو الصدفيّة.

فالحكّة- كما يقول خبير بالأمراض العصبية والحكّة في جامعة كاليفورنيا- هي حالة تستحقّ العلاج شأنها شأن الألم، وأضاف أنّ هناك حالة لسيدة عانت من حكّة شديدة لدرجة أنها قامت بخدش جمجمتها.

كيف توصل العلماء إلى أسرار وأسباب الحكة؟

دٌعي هذا الجزيء المسبب للحكة ب "الببتيد المدرّ للصوديوم B "، فبالإضافة إلى دوره هذا، تبين أنّه أيضاً يؤثر على ضغط الدم من خلال تحكمه بكمية الصوديوم المفرزة من الكلية. وقد قرر الباحثون التركيز في دراستهم على هذا الجزيء إيماناً منهم بأهميته المستقبلية في التأثير على الخلايا الحسية والتحكم بشعور "الحكة".

في البداية، كان على الفريق الإشارة إلى دور الببتيد المذكور كناقلٍ عصبيٍّ يرسل إشارات إلى الدماغ لتحفيز شعور الحكة، لذا قاموا بحقنه في بشرة الفئران. في البداية، لم تظهر أيّة نتيجة، ولكن عندما حُقن الببتيد بالقرب من مكان اتصال النخاع الشوكي بالأعصاب المحيطية، بدأت الفئران بخدش أو "حكّ" جلدها.

بعد ذلك، قام الباحثون بنزع الببتيد من أجسام فئران أخرى عن طريق الهندسة الوراثية، ثم قاموا بتعريض هذه الفئران المحوّرة وراثياً إلى مواد كيميائية مخرّشة، فلم تُبد الفئران أية ردة فعل. مما يعني أنّه بدون هذا الجزيء، لن تقوم الحيوانات بخدش أو حك أجسامها. وقد نُشرت هذه الدراسة مؤخراً في مجلة العلوم.

يقول العالم هون: "يبدو أنّ الحكة قد وجدت لحمايتنا من الأمراض، فإذا كنت منزعجاً من تعرضك لمواد مخرشة واضطرارك لحك جدك باستمرار، قد تغير رأيك عندما تعلم أنّ هذا التخريش قد يزيل المؤاد المؤذية على سطح بشرتك قبل أنْ تتمكن من إلحاق الأذى بجسدك."

الجزيئات ثنائية الوظيفة:

يقول دايفيد كارستينز من جامعة كاليفورنيا: " لم أكن أتخيل أبداً أن جزيء NppB قد يكون السبب الرئيسي للحكة، فمن كان يعتقد أنّ الببتيد المدر للصوديوم قد تكون له وظيفة أخرى مغايرة تماماً."

ويضيف الباحث هون بأنّه من الغريب أنّ من يقف وراء شعور جلدي كالحكة هو جزيء كيميائي يصدر من القلب!

وعلى الرغم من هذه الآراء إلا أنّ كلا الباحثين متيقنين من وجود عوامل ومركبات وجزيئات كثيرة في أجسادنا تقوم بوظائف متعددة ومختلفة في نفس الوقت.

ومن يدري؟ فقد نجد الحل في المستقبل لأشرس الأورام وأصعب الأمراض داخل أجسادنا نفسها!! وعن طريق مواد لم نكن نبالي بأهميتها من قبل!!

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا