الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

الأنف الالكتروني الحساس للبكتيريا!!

الأنف الالكتروني الحساس للبكتيريا !!

قام فريق من علماء الكيمياء والأحياء الدقيقة (المايكروبيولوجي) في جامعة لايسيستر Leicester في المملكة المتّحدة بتطوير أنف الكتروني يقوم بسرعة وحساسية عالية باستنشاق جميع العوامل الممرضة في المشفى. أرجو ألا يتهيأ لكم بأنه أنف حقيقيّ ،ولكنّ وجه الشبه بينه وبين الأنف بأن كليهما يتحسّس للمركبات الكيميائيّة الطيّارة ويتمكن من تحديدها بواسطة ذاكرة حسية خاصة.. فما فائدة هذا الأنف الالكتروني؟

جرثومة المَطْثِيّة العَسيرة (Clostridium difficile (C. diff هي جرثومة شديدة العدوى تسبب الإسهال وارتفاع الحرارة وتشنّج المعدة، وهي مرتبطة بموت العديد من الأشخاص في المستشفيات. يُطرح هذا العامل الممرض مع براز المصابين وبذلك ينتقل المرض في المشفى من خلال أيدي عمال العناية الصحيّة.

الآن، و باستخدام جهاز مطياف الكتلة (MS)، أظهر العلماء إمكانية تحديد البصمة أو الهوية الكيميائية لبكتيريا العدوى سي، وأسّسوا التقنية اللازمة للتشخيص السّريع لهذه البكتيريا.

بإمكان الأنف الالكتروني أن يحدد السّلالة المميزة للعدوى C، يقول الباحثون بأن الكشف المبكر للعدوى C هام جداً وخاصّةً في المشافي حيث يكون احتمال انتقال العدوى كبيراً جداً، وإنّ تقنية الأنف الالكتروني لن تكشف العدوى وحسب بل ستتمكن من كشف سلالتها وهو أمر -كما وصفه الدكتور مونكس الاختصاصيّ في قسم الكيمياء- ليس هاماً من أجل التشخيص فقط وإنما من أجل البدء بالعلاج أيضاً، ذلك لأن العلاج المتأخر والصادّات الحيويّة غير الملائمة لن تسبب الاعتلال والموت وحسب بل ستضيف تكاليف إضافية على نظام الرعاية الصحيّة لأنه سيضيع عليهم الوقت في معالجة أعراض زائفة نظراً لكون الأنماط المختلفة من سلالة هذه العدوى تسبب أعراضاً مختلفة عن السلالات الأخرى. لذلك تختلف تكلفة العلاج بين نوع وآخر وهذا ما تمكن من حله جهازنا الحديث الذي يميّز بين هذه الأنماط المختلفة.

تمت دراسة هذه السّاسل في مخابر علوم الأحياء الدقيقة بدقّة متناهية حتى اكتشفوا أنّ ما يميّزها عن بعضها هو مجموعة من 69 مركّباً عضويّاً طيّاراً ومعقّدات مميّزة جعلتها مختلفة عن بعضها.

كيف انتقلت الدراسة من الشك إلى اليقين؟

إن هذه الدراسة لم تنطلق فوراً إلى كيفية استخدام هذه الآلة في العيادة مباشرةً وبشكل قاطع (كالتحليل في البراز)، فهي لا تستخفّ بالتحديات التي تحيط بالكشف عن هذه البكتيريا في البراز من خلال المركبات العضوية الطيارة المميزة لها، كما أنها لا تتبنى ذلك بشكل تام؛ بل يطمح النهج المتبع إلى إثبات هذه النظرية حتى تصبح الأداة التي ابتكروها وسيلةً تشخيصية بالغة الأهمية.

وكانت إحدى التحديات التي واجهتهم هي أن ذيفان جرثومة C.diff (السم الذي تفرزه جرثومة المطثية العسيرة) سيتحطّم في درجة حرارة الغرفة الطبيعية ولن يمكن كشفه بعد ساعتين من أخذ العينة البرازيّة. ولكن هذه التحديات وغيرها لم تكن مثبطاً بل يعتقد الدكتور إليس وهو أحد القائمين على هذا الإنجاز بأن هذا الابتكار سيكون قادراً فعلاً على التمييز بين السلالات المختلفة لهذه البكتريا، وستتمكن من تحديدها بدقة حتى ولو تواجدت بكميات ضئيلة!!

المصدر:

هنا