الطب > مقالات طبية

التاتو أضرار و مخاطر لا يمكن التراجع عنها!

التاتو (الوشم) هو فَنٌّ يرجع إلى 12 ألف سنة قبل الميلاد تقريبًا.

وتُشير معظم الدراسات إلى أنَّ الوشم كان محصورًا فحسب بفئات سكانية خاصة؛ مثل المرضى النفسيين والسجناء في المنشآت الإصلاحية والعسكريين، وقد كان يُستخدَم عند بعض المجتمعات العشائرية في الطقوس الدينيَّة، واستخدمه البعض، مثل الفراعنة، في التَّجميل الدائِم كحلًا فوق العينين.

الوشم؛ هو علامةٌ دائمة أو رسم فني منقوشٌ على الجلد باستخدام آلةٍ يدوية تشابه آلةً الخياطة، مزوَّدةٍ بإبرة أو أكثر، وعند ثقبها للجلد تخرج منها قطرات صغيرة وقليلة من الأصبغة؛ فتدخل إلى الطبقة العلوية من الجلد وتتثبّت فيها ليظهر الشكلُ النهائي للوشم.

فما مخاطر الوشم وإلى أي حدٍّ قد تصل خطورتُه؟

هناك ازدياد هائل في عدد المراهقين واليافعين (الشبان الصغار) حول العالم الذين حقنوا موادَّ كيميائية خطيرةً تحت جلودهم، وذلك تحت مسمَّى الفن أو التعبير عن الذات. ففي أمريكا وحدها هنالك أكثرُ من 36% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25-29 سنة لديهم وشمٌ واحد على الأقل، علمًا أنّ هذه الإحصائية تعود لعام 2003. فتخيّل الزيادة الكبيرة في النسبة التي قد تحصل بسبب الترويج المبالغ فيه.

وقد كشف تقريرُ المفوّضية الأوروبية حول الأخطار الصحية للوشم أنّ قرابة الـ 40% من الصبغات العضوية المستخدمة في الوشومِ الدائمة في أوروبا غيُر مسموحٍ باستخدامها على الجلد عنصرًا تجميليًّا، وكشف أنّ أقلَّ من 20% من الملونات التي دُرِست تحتوي على أمينات عطرية مُسرطِنة.

إنّ الأصبغةَ المأخوذة من الطبيعة التي استخدمها الأسلافُ بعيدةٌ كلَّ البعد عن الأصبغة التي نستخدمها هذه الأيام، فالعديد من الموادّ الكيميائية المستخدمة مُعَدّة بالأصل للاستخدام في الكتابة وأحبار الطابعات أو دهان السيارات!

ولم تستطع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تنظيمَ الأصبغة السامة التي نضعها تحت جلودنا كما فعلت بالنسبة إلى بعض الموادّ الموجودة في مستحضرات التجميل والفيتامينات والعقاقير ومُحسّنات الأطعمة، وطالبت بالكشف عن العناصر الموجودة في الملوِّنات المستخدمة في الوشم -التي تُعدّ سرًّا تجاريًّا- التي قد تحتوي على موادَّ كيميائية تسبّبُ تشوهات أو عيوبَ خِلقيّة أو السرطان، كذلك فإنها قد تشارك في التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجسم التي قد تستغرقُ عقودًا لتظهر آثارُها.

يختلف كلُّ لون من أصبغة الوشم بمكوناته عن الآخر اختلافًا كليًّا، إذ توجد سلسلة طويلة من المواد الملونة والصبغات المستخدمة حاليًّا في الوشم. ومن الأمثلة على المواد غير العضوية المستخدمة:

ثاني أكسيد التيتانيوم، وأكسيدات الحديد، والكربون الأسود "الفحم"، وأصبغة الآزور، ومشتقات النفتول، والرماد البركاني، والعديد من المواد الأخرى.

وإضافة إلى ذلك؛ هناك نوعٌ من البلاستيك يدعى (Acrylonitrile Butodiene Styrene) شائع الاستخدام حاليًّا.

ثمن الجهل:

1. ردّات فعل تحسسية:

تُعدّ نادرة الحدوث، إذ  تظهر ردّات الفعل التحسسيّة بشكل موجةٍ من الحكة في موقع الوشم يمكن أن تستمرَّ عدة سنوات بعد نقش الوشم.

ويُعزى ذلك إلى بعض المواد الموضوعة في صباغ الوشم، مثلَ النيكل الذي يُعدّ من أكثر المواد الشائعة المسببة للحساسية.

وهناك مواد أخرى تسبّبُ ردات فعل تحسسية، مثل الكوبالت الأزرق وكبريتيت الكادميوم عند استخدامها صباغًا أصفر. وقد وُجدت في بعض الأصبغة مستوياتٌ مرتفعة من الرصاص، كما أنّ بعضها يتضمن الليثيوم، فضلًا عن أنّ الأصبغة الزرقاء مليئة بالنحاس.

2. إمكانية حدوث الندوب.

3. تفاعل أو ارتكاس ضوئي سُمّي (Photo Toxic Reaction): هذا يعني -بعبارةٍ أخرى- الحساسية تجاه التعرُّض للضوء ولا سيما ضوء الشمس.

4. هناك أصبغةٌ تتوهَّج في الظلام وتستجيب للأشعة فوق البنفسجية مثل الأصبغة البلاستيكية. هذه الأصبغة تسمح بالتبلمر تحت الجلد، إذ تجتمع ذراتُ المادة الملونة المستخدمة في الوشم فتصبح قطعةً صلبة تحت الجلد.

5. إنتانات (التهابات) الجلد: قد يسبّبُ إنتان الجلد احمرارًا أو انتفاخًا أو تورُّمًا أو ألمًا، إضافةً إلى خروج ما يشبه القيح من الجلد.

6. تشكُّل نتوءات (الأورام الحبيبية) حول موقع الوشم.

7. أمراض تنتقل عن طريق الدم:

إنّ استخدام الإبر لتطبيق الوشم يزيد خطرَ انتقال الأمراض المعدية مثل؛ الكزاز، والعدوى بفيروس الهربس البسيط، وجراثيم المكوّرات العنقودية (Staphylococcus)، وفيروس العوز المناعي البشري (HIV)، وفيروس التهاب الكبد الفيروسي B&C، ومرض الزهري (السيفلس).

8. الصدفية أو الصدف وهو داء يصيب الجلد.

9. الأورام الحميدة والخبيثة.

10. سيُرفَض إجراء فحص الرنين المغناطيسي MRI لأصحاب الوشوم في حال الحاجة، وذلك بسبب ذرّات العناصر المعدنية الموجودة في صباغ الوشم التي قد تسبب بدورها آلامَ حروقٍ شديدة في أثناء التصوير، وفي بعض الحالات تؤدّي صبغات الوشم إلى تداخلات في جودة الصورة.

ملاحظة مهمّة جدًّا:

يعتقد كثيرٌ من الناس أنّ تعقيم الجلدِ جيّدًا بالكحول قبل تطبيق الوشم أو استخدام الكحول جزءًا من القاعدة الناقلة لأصبغة الوشم سيجنّبهم الأخطار الناجمة عن الوشم...

ولكن مع الأسف، فإنّ هذا "سيزيد الطين

بلّة" بعكس ما هو متوقَّع، لأن تطبيق الكحول سيزيد من نفاذيّة البشرة ومن ثمَّ سيزيد من نسبة المواد الكيميائية المنتقلة إلى مجرى الدم.

وكذلك يعمل الكحول بالتآزر (بالتعاون) مع الموادِّ المسرطنة والمواد المسببة للعيوب والتشوّهات

الخلقيّة فيجعلها أكثرَ خطرً اويزيد إمكانيّة حدوث الطفرات أو الأمراض.

علمًا أنّ 50% أو أكثر ممن يقومون بتطبيق الوشم يندمون في وقتٍ لاحق على ذلك!

# طرق إزالة الوشم:

1- هدم النسيج ميكانيكياً.

2- تدمير النسيج كيميائياً.

3- تدمير النسيج حرارياً.

4- تقنية تدمير النسيج حرارياً باستخدام الليزر.

5- استخدام ليزر الآرغون.

6- استخدام ليزر ثنائي أكسيد الكربون.

إن فكرت بإزالة الوشم مستقبلًا باستخدام الليزر أو الأشعة فوق البنفسجية، ستكون المحصّلةُ الناتجة سامةً على كل من الكليتين والكبد، فضلًا عن حروق الجسم.

لذا يجب التفكير مليًّا بتبِعات أيّ أمرٍ تريد القيام به وملاحظة سلبياته وإيجابياته كي لا تشعر بالألم النفسي أو الجسدي.

في حدا هون لسا بدو يعمل تاتووو !!!!

المصادر:

هنا

هنا

هنا