الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

معادلة رياضية تحدد مدى سعادتك!!

هل فكرت يوماً بمصدر سعادتك في هذه الحياة؟؟

وما هي أكثر اللحظات التي جعلتك سعيداً؟؟

لماذا قد يعيش شخصان حياتين متشابهتين ولكن أحدهما يشعر بالسعادة والآخر لا يشعر بها؟

لا شك بأن السعادة هي أمرٌ نسبي، وفي هذا المقال سنعرّفكم على دراسة أقيمت في الكلية الوطنية في لندن University College London، بهدف إيجاد معادلة ما تستطيع تحديد سعادة البشر، لقد تمكنت هذه المعادلة من قياس مدى سعادة الناس حول العالم دون الاعتماد على معرفة مدى روعة الأمور التي تحدث لهم فقط وإنما بالاعتماد أيضاً على حدوثها بشكل أفضل من توقعاتهم.

وذلك عبر تطبيق للأجهزة المحمولة الذكية، إذ يحدد هذا التطبيق مدى سعادتهم بالاعتماد على حوادث حصلت معهم في لحظة القياس.

وقد وجد العلماء أن هذا التوقع لا يعبر بشكل كامل عن مدى سعادة الشخص في حياته؛ وإنما على درجة سعادته في اللحظة نفسها للقياس، أو بالأحرى مدى السعادة ونجاح التوقعات في الفترة ما قبل القياس.

نشرت هذه الدراسة في مجلة (Proceedings of the National Academy of Sciences)، والتي استطلعت عن العلاقة بين مدى السعادة ودرجة نجاح التوقعات التي نبنيها على حوادث حياتنا وقراراتنا؛ كما درست العمليات العصبية التي تحدث مؤدية للمشاعر التي ندركها كالسعادة.

سابقاً، كان من المتعارف عليه أن الحوادث الحياتية تؤثر على سعادة الانسان، ولكن لا تؤثر على سعادتهم من لحظة لأخرى كما يؤثر أخذ قرار ما ثم مشاهدة النتائج التي جاء بها هذا القرار وهو الأمر الذي حاولت المعادلة الجديدة تحديده.

يعتقد العلماء بأن تحويل المواضيع الذاتية إلى أرقام وكميات وقياسات (أو كمكمتها)، سيساعد الأطباء على فهم أفضل لتغيرات مزاج الانسان، وذلك بمراقبة شعوره تجاه نفسه، كردة فعله على أمورٍ صغيرة مثل الربح والخسارة في لعبةٍ على الهاتف الذكي!

وهو ما سيقود إلى فهم أفضل لمزاجه تبعاً لحوادث الحياة وظروفها، ومعرفة الاختلافات الموجودة لدى الأشخاص الذين يعانون اضطرابات المزاج، وبالتالي تحسين إمكانية علاجهم بشكل أفضل.

كما أن ذلك يمكن أن يساعد الحكومات التي تقوم بإحصائيات عن حالة الأفراد ومدى جودة حياتهم، كبرنامج جودة الحياة الوطني الّذي أطلقته المملكة المتحدة بهدف القيام بإحصائياتٍ حول حياة أفرادها ومدى سعادتهم.

ومن أجل القيام بهذه الدراسة، خضع 26 شخصاً لاختباراتٍ قاموا فيها باتخاذ قرارات معينة أدت إما إلى ربحٍ أو خسارةٍ ماليّة.

ثم سُئلوا السؤال التالي: ما مدى سعادتك الآن؟

وخلال الاختبار تم قياس النشاط العصبي للمشاركين باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي* لتدوين البيانات، وبذلك صنع العلماء نظاماً حاسوبياً يربط المعلومات بين ما توقعه الدماغ وبين الشعور بالسعادة المتولد لدى الشخص.

ثم تمت تجربته على 18،420 مشتركٍ بما سموه لعبة (ما الذي يجعلني سعيداً؟) وهي تطبيقٌ لأجهزة الهاتف الذكية، طورته الكلية الوطنية في لندن تحت اسم (تجربة الدماغ العظيمة).

وقد تفاجأ العلماء بأن المعادلة ذاتها تتمكن من قياس سعادة الناس بعد لعب اللعبة رغم أن ربحهم وخسارتهم في هذه اللحظة يعتمد على النقاط التي ربحوها في اللعبة لا المال !!

قال الدكتور المشرف على الدراسة روب روتليدج:

"لقد توقعنا أن تتأثر السعادة اللحظية بآخر المستجدات والنتائج الحياتية، ولكننا تفاجأنا بأهمية التوقعات التي نبنيها على ما يحدث لنا بدرجة السعادة التي تنتابنا.

في المواقف الواقعية الحياتية، تتعلق سعادتنا بشكل كبير بالنتائج التي نحصل عليها من قرارات اتخذناها بنفسنا كعمل جديد أو زواج.

وإنّه لشيء رائع أنّ المعلومات التي تم جمعها من مجموعة عامة من الناس الذين خاضوا تجربة الدماغ الكبيرة على الأجهزة الذكية، قد أظهرت كون معادلة السعادة التي درسناها في تجاربنا المخبرية الصغيرة قادرة على قياس الحياة الجيدة والسعيدة على مستوى أوسع."

هذا وقد استخدم الفريق الرنين المغناطيسي الوظيفي* وهو يظهر الإشارات العصبية خلال اتخاذ القرار وبعد مشاهدة نتائجه خلال التجربة. وظهرت هذه الإشارات في منطقة من الدماغ تسمى الجسم المخطط** والذي يمكن بتتبعه معرفة تغيرات السعادة اللحظية. فلهذا الجسم اتصالات جيدة بالعصبونات الدوبامينية في الدماغ، حيث تعتمد الإشارات العصبية في هذه المنطقة إلى حدٍّ ما على الدوبامين*.

ما يزيد احتمال علاقة الدوبامين الوثيقة بتحديد السعادة.

كما قال روتليدج: "الحياة مليئة بالتوقعات ومن الصعب اتخاذ قرار ما بدون معرفة مسبقة أو توقع وهناك ظنون بأنك ستكون أكثر سعادة في حال كانت لديك توقعات مسبقة أقل. ونحن نجد أيضاً أن هذا يحمل بعض الحقيقة، فالتوقعات المتدنية تجعلك تشعر بالسعادة بشكل أكبر للنتائج التي حصلت عليها. وبالمناسبة، فإن التوقعات لديها تأثير على السعادة حتى قبل أن نحصل على نتائج توقعاتنا. فإذا كنت ذاهباً للقاء صديقك المفضل في مطعمك المفضل فإنك ستذهب بإيجابية عالية وسيزيد ذلك من سعادتك خلال تنفيذ الخطة. وهذه المعادلة الجديدة التي تم تصميمها تراعي اختلاف تأثير التوقعات على سعادتك التي يحاولون قياسها اعتماداً على تجاربك السابقة."

وإنتو نصيحتنا إلكن هو انو تتفاءلوا بكل عمل بتقومو فيه وتعطوه توقعات عالية لترفعو مستويات الدوبامين بدماغكم ولكن تتعلموا انو تسيطروا على انفعالاتكم وما تتأثرو بحال فشلت توقعاتكم وتأملاتكم بهالحياة ولولا هالطريقة كنا رح نلاقي أغنى أغنياء العالم يشعرون بالتعاسة لأن طموحات الانسان ما بتنتهي وآماله ما إلها نهاية وما لازم يزعل كلما تعثر.

نتمنى لكم الكثير من الدوبامين..

الهوامش:

الدوبامين: هو ناقل عصبي يعمل على التحكم بمناطق السعادة والثواب في أدمغتنا، كما يساعد بالتحكم بالاستجابات الانفعالية.

نقص الدوبامين يسبب داء باركنسون، ويميل أصحاب المستويات المنخفضة من الدوبامين إلى الإدمان.

الجسم المخطط: هو إحدى بنى المادة الرماديّة الواقعة في الجزء الداخلي لنصف الكرة المخيّة والّتي تدعى بالنوى القاعدية، وتوجد بينها اتصالات هامة.

الرنين المغناطيسي الوظيفي: هو عملية تستخدم جهاز الرنين المغناطيسي لقياس الفعاليات الكهربائية للدماغ وذلك أثناء القيام بنشاطات ذهنية معينة لقياس وظيفتها والمناطق الدماغية المسؤولة عن كل فعالية عصبية.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا