البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

الخلايا الجذعية: إنجازات محقَّقة وآفاق مرجوَّة

الخلايا الجذعية.. يتبدر لذهن البعض عند سماع هذا المصطلح أنه الحل السحري لجميع الأمراض التي عجز الطب التقليدي عن شفائها ولكن هل هي كذلك؟ وهل لنا أن نرى شخصاً مقعداً يسير على قدميه مجدداً بعد زراعتها خلال الفترة القادمة؟... أو أنَّ شخصاً مصاباً بالصمم يستمع لموسيقى هادئة على شاطئ البحر؟ أو كفيفاً ينظر لمتاجر المحلات ويختار اللون المناسب؟

فتح التعامل مع الخلايا الجذعية الجنينية البشرية أفاقاً جديدة للطب التجديدي وخاصة مع الحالات الطبية المستعصية، أعاد الأمل بالقدرة على إنتاج وتوليد خلايا جذعية محفَّزَة ومحدَّدة لحالة المريض.

يوجد عدة أنواع من الخلايا الجذعية، و تختلف الأنواع التي تستخدم باختلاف الأغراض البحثية و الاكلينيكية.

تتميز الخلايا الجذعية بقدرتها على أن تُبَرمِجَ نفسها ضمن ظروفٍ معينةٍ لتنمو وتعطي أيَّ نوع من أنواع الخلايا البشرية، ويمكن توظيف هذه الخلايا لاستبدال الأنسجة التالفة، أو لكي تقوم بإصلاحها.

يقوم "بيت كوفي"، وفريقه من مشروع "لندن" بتوظيف الخلايا الجذعية لمحاولة إصلاح التَّلف الناتج عن النتكُّس البُقعي الناجم عن التقدم بالسن Age-related Macular Degeneration.

يسبب التنكُّس البُقعي العمى، حيث يحدث نتيجة لموت خلايا الغلاف المشيمي للعين ( التي تُعد الأكثر نشاطاً من الناحية الاستقلابية في الجسم) و التي تمدُّ الخلايا اللونية -المسؤولة عن الإبصار- وبالتالي فإن موت الخلايا في الطَّبقة المشيمية يؤدي لموت الخلايا اللونية ومن ثم فقدان البصر. يوجد نوعين من التكس البقعي، نوع جافٌّ والآخر رطب. لا يوجد علاج للنوع الأول أما الثاني، فيحاول السيطرة على موت الخلايا نتيحة للنزف بالسيطرة على النزيف من خلال حقن أدوية عاكسة لنمو الأوعية الدموية بالعين.

قام الفريق البحثي بمشروع "لندن" بصنع "رُقعة" من خلايا الغلاف المشيمي التي تكونت من خلايا جذعية لكي تكون بديلا للمناطق الميتة و إنقاذ إبصار المريض بعملية جراحية لا تأخذ أكثر من 45 دقيقة، وبحسب البروفيسور "كوفي"، فإن أُولى التجارب الإكلينية على البشر قد تمت وأظهرت نتائج مبشِّرة، ويُتَوقَّع أن يتم اعتماد هذا العلاج إكلينيكياً خلال سنتين على حد قوله، يتميز هذا العلاج بأنه يحتاج عدداً قليلاً جداً من الخلاي، وبالتالي هو منخفض التَّكلفة مقارنةً بالعلاجات غير المُجدِية السابقة.

أما الدكتور "مارسيلو ريفولتا"، فيعمل مع فريقه على أمل تحسين القدرة السَّمعية و استعادة سمع من يعانون الصمم، حيث استخدم "ريفولتا" الخلايا الجذعية لتكوين خلايا عصبية سمعية، تمت تجربتها على فئران المختبر وأظهرت تحسن السمع بنسبة 45%، ويأمل أن يتم تطبيق هذه التقنية على من فقدوا سمَعهم بسبب تلف بالعصب السمعي، الذي لا علاج له حالياً.

بالإضافة لهذا فإنه يحاول أيضاً استبدال أجهزة السمع التي تكون بديلاً للخلايا الشعرية بالأذن الداخلية، و التي تحول الإهتزازات إلى مستثيرات عصبية، حيث يقوم الآن بتجربة خلاياه الشعرية المنتجة من خلايا خذعية على فئران المختبر بطريقة بالغة الذكاء، فقد قام وفريقه بتصميم جهاز يُحاكي الجهاز السمعي الخاص بالبشر وطبقهُ على الفئران.

إلَّا أنَّ أبحاث الدكتور "ريفولتا" ماتزال في بداياتها، حيث تحتاج أولاً للتجربة على الحيوانات ثم إثبات أمان تقنيته قبل بداية التجربة على البشر و طرحها إكلينيكياً، ويؤكد "ريفولتا" أن تقنية الخلايا الجذعية ليست علاجاً سحرياً، و أن أي تقدم يُحرَز لتحسين حياة المريض يُعدُّ تقدماً هاماً.

و أخيراً، الإعاقة الناجمة عن إصابات الحبل الشوكي، التي يحاول البروفيسور "برايان كومينغس" التقليل من حدتها بأبحاثة التي دامت لعشر سنوات، والتي استخدم فيها الخلايا الجذعية العصبية (hNSC) كي تقوم بإصلاح و تعزيز المناطق المصابة من الحبل الشوكي، حيث أظهرت تجاربه على الفئران تحسناً ملحوظاً في وظائفها الحركية، أما التجارب على البشر فكانت بالغة الحذر، وذلك لقدرة هذا النوع من الخلايا الجذعية على الهجرة من مكان حقنها. و احتمالية تكوينها لأورام في الدماغ، مما يشكل خطورة على الشخص المتبرِّع للتجربة.

أكدت تجاربه التي بدأت عام 2011 على البشر تحسناً لا بأس به بالوظائف الحركية لمن تعرضوا للإصابة في منطقة الحبل الشوكي. وخلال فترة 6 أشهر من المتابعة استطاع بعض المرضى استعادة الإحساس بأماكن متعددة فقدوا بها الإحساس.

"كم أتمنى أن أعيد القدرة للمشي لمن فقدها بسبب إصابة بالحبل الشوكي، ولكن ليس هذا ما نفعله الآن، إنَّ أيَّ تحسنٍ بسيطٍ بالوظائف الحركية نحدثه للمريض قد يُحسِّن من ظروف حياته بشكل كبير جداً"، وذلك كما عبَّر الدكتور "كومنيغس".

وحذر العلماء الثلاثة من خطورة المشاركة بعلاجات تجريبية بالخلايا الجذعية غير المرخص لها، و نصحوا بزيارة الموقع الخاص بالمجتمع الدولي لأبحاث الخلايا الجذعية هنا

المراجع:

المحاضرات APA

Coffey، Pete (2014) 'Retinal transplantation: seeing is believing''. A lecture held in International Conference for Disability and

Rehabilitation، Riyadh Saudi Arabia

---------------------------

Rivolta، Marcelo ( 2014)Repairing the ear with stem cells: paving the way for a treatment for hearing loss''. A lecture held in International Conference for Disability and

Rehabilitation، Riyadh Saudi Arabia

------------------------

Cummings،Brian (2014)'Human Neural Stem Cell (hNSC) trial for Spinal Cord Injury'.A lecture held in International Conference for Disability and

Rehabilitation، Riyadh Saudi Arabia

-----------------------

مصادر أخرى:

هنا

هنا

هنا