الطب > مقالات طبية

حالات الإصابة بالإيبولا قد تصل إلى 1.4 مليون في شهور و عزل المرضى هو الوسيلة الأفضل..

الإصابات بجائحة الإيبولا في ليبيريا و سيراليون قد ترتفع لـ1.4 مليون حالة في منتصف شهر كانون الثاني ما لم يبدِ المجتمع الدولي استجابةً سريعةً للأزمة في أفريقيا الغربية، وفقاً للتقديرات التي نُشِرَت من قبل مراكز السيطرة و الوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة CDC.

وقالت الوكالة في تقريرها الجديد أن هذه التقديرات مستندةٌ على نموذجٍ جديدٍ لـ "مركز السيطرة على الأمراض"، و الذي يفترض أن الأشخاص الذين أصيبو بالإيبولا يزداد معدلهم زيادةً هندسيةً (أي زيادة كبيرة جداً) و أن عدد الحالات الموجودة والتي لم يبلغ عنها يتجاوز بضعفين ونصف تلك التي تم الإبلاغ عنها.

وقال مدير مركز السيطرة على الأمراض الدكتور توم فريدين Dr. Tom Frieden خلال مؤتمرٍ صحفي أنه يمكن تجنب هذا السيناريو الأسوأ، نظراً لاستجابة الإغاثة الدولية لهذا الوباء خلال الشهر الماضي.

وتستند التوقعات المقررة على الأعداد في نهاية شهر آب، ومنذ ذلك الحين كثّفت الولايات المتحدة و دولٌ أخرى جهودها في الإغاثة.

يقول فريدين "إحدى الأشياء التي كانت تلفت النظر و هو كيف كانت تسير الأمور على الأرض، حتى أنه قبل أسبوعٍ أو اثنين كنت أتوقع أن الأشياء ستبدو بشكلٍ مختلفٍ مما هي عليه الآن."

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن حالات الإصابة بالإيبولا في غرب أفريقيا حاليا وصلت إلى ما يقدر بنحو 5800 حالة و أكثر من 2800 حالة وفاة .

النموذج الجديد لـ "مراكز السيطرة على الأمراض" يركز تحديداً على قيمة عزل مرضى الإيبولا لمنع انتشار هذا الفيروس القاتل حيث وجدت الوكالة، أن مجموع حالات الإيبولا تتضاعف تقريباً كل 20 يوم في البلدين و ذلك بسبب أن الأشخاص الحاملين للفيروس يتواصلون مع الأشخاص الأصحاء و ينقلون العدوى لهم.

ويقول مسؤولون أنه إذا تم عزل سبعةٍ من كل عشرة أشخاصٍ مصابين بالإيبولا في منازلهم أو مراكز المعالجة، سيتم القضاء على الجائحة في كلٍ من ليبيريا وسيراليون في منتصف شهر كانون الثاني – تقديرٌ مختلفٌ جذرياً عن السيناريو الأسوأ الذي كان متوقعاً.

يقول فريدين: " إذا تم عزل عددٍ كافٍ من المصابين على نحوٍ فعال، يمكن أن تتوقف الجائحة و بالتالي عندما نصل إلى أكبر عدد، فإن عدد الحالات سينخفض بسرعة، غالباً بنفس السرعة التي ارتفعت بها و التي نشاهدها الآن".

وقال غايل سميث Gayle Smith المساعد الخاص للرئيس باراك أوباما وكبير مديري مجلس الأمن القومي أن "مركز السيطرة على الأمراض" ووزارة الدفاع والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كلها تصبّ الموارد والقوى العاملة في غرب أفريقيا بالتضامن مع جهودٍ من الأمم المتحدة وبلدانٍ أخرى.

وقد زادت جهود الإغاثة الدولية في الأسابيع الأخيرة، ولكن استمر الفيروس في الانتشار. وحسبما ذكرت وكالة Associated Press فإن جزءاً من المشكلة يكمن في عدم كفاية أسرّة المستشفيات والعاملين الصحيين أو حتى الصابون و المياه في البلدان الأشد تضرراً مثل غينيا و ليبيريا وسيراليون.

وقد قالت الولايات المتحدة أنها ستبني أكثر من عشرة مراكز طبية في ليبيريا وسترسل 3000 جندي إليها للمساعدة وخصوصاً أنها شهدت ضربةً قويةً من الوباء. في هذا الصدد أيضاً فإن كلّاً من بريطانيا وفرنسا تعهّدتا ببناء مراكز علاجية في كل من سيراليون و غينيا، كما أرسل كل من البنك الدولي و اليونيسيف إمداداتٍ إلى المنطقة قيمتها أكثر من مليون دولار.

وقال كريستوفر داي مدير منظمة الصحة العالمية للاستراتيجية والمؤلف المشارك للدراسة التي نُشِرت على الانترنت في 23 سبتمبر (لعام 2014) في مجلة New England Journal of Medicine والذي اعترف أن التوقعات تأتي بالكثير من الشكوك، قال: "بدأنا نرى بعض علامات الاستجابة التي أعطتنا الأمل بأن زيادة هذه الحالات لن تحدث."

و ذكرت وكالة أسوشياتد برِس Associated Press أن بعض الخبراء في الأمراض المُعدية اتفقوا على أن السيناريوهات التي تخص أسوأ الحالات مبالغٌ فيها. و أنه يمكن أن يوقف تفشّي وباء الإيبولا عن طريق تغييراتٍ في سلوك الأشخاص.

وقال الدكتور آرماند سبريتشر Armand Sprecher، أخصائي الأمراض المُعدية في منظمة أطباء بلا حدود :"إنّ تفشي الإيبولا عادةً ما ينتهي عندما يتوقف الأشخاص عن لمس المرضى" و يقول أيضاً: "لن ينتهي الوباء غداً لكن هناك أشياءَ نستطيع القيام بها لتقليل عدد الحالات."

و ذكرت وكالة Associated Press أن مسؤولي الصحة المحليين أطلقوا حملات لتعليم الناس عن أعراض الإيبولا وعن عدم لمس المرضى أو الموتى.

المصدر:

هنا