الفنون البصرية > فن وتراث

مِن أغربِ طقوسِ دفن الموتى في العالم

فيما يتعلّق بعاداتِ و طقوسِ دفن الموتى حول العالم تختلف الطريقة الّتي يتمُّ بِها وداع الموتى وتتنوّع تلك الطرق والطقوس إلى حد كبير قد يصل إلى درجة من الغرابة يقارب حدَّ الجنون في بعضِ الأحيان.

في هذا المقال غيضٌ من فيض حول تلك الطقوس.

فلنق نظرة على عدد من طقوسِ دفن الموتى الغريبة :

طقوس الفاماديهانا :

فاماديهانا هو اسمُ الشعائرِ الجنائزيةِ للشعبِ"الملغاشي" المستوطنِ في جزيرةِ مدغشقر، أو كما يُعرف باسم "مرحلةِ تحويلِ العظام".

يقومُ الناسُ بإخراج جثثِ أجدادهم وتغيير الكفنِ القديمِ الخاصِ بِها بقطعةِ قماشية جديدة، كما أنّهم يمارسون طقس الرّقص مع الجثثِ حول القبور على أنغامِ موسيقى صاخبة في محاولةٍ منهم لإحياِء ذكرى أحبائهم وأقاربهم على فتراتٍ منتظمة ومن ثمّ إعادة دفن الجثث مرة أخرى بعد أخذها في جولة حول القرية.

طقس التعليق بأغصان الشجر

يشمل هذا الطقس ربط جثث الموتى الملفوفة بالكفن على أغصان الأشجار القديمة الموجودة في مسقط رأس المتوفى.

ويرجّح أن هذه الطقوس تمارس من قبل الشعوب التي لا تتبع لدين سماوي معين ولها تقاليدها الخاصة بما يتعلق بالعبادة والطبيعة الأم . حيث أن هذه الطريقة تضمن لهؤلاء الناس أن أجساد موتاهم ستبقى قريبة من الأشجار وعلى مرأى من أهل القرية لتذكيرهم بأحبائهم المتوفين ولترسيخ فكرة أن الموت هو حق على كل فرد فيجب عليهم أن يكونوا دائماً مستعدين له ولاستقبال الحياة الآخرة.

التوابيت المعلقة

وهي عبارة عن طقوسٍ قديمةٍ كان يقوم بممارستِها بعضٌ من سلالاتِ العائلات الصينية القديمة وتشمل تعليق النعوش على المنحدراتِ الصخرية العالية، حيث أنهم كانوا يعتقدون أنّ التوابيت الحاملة لِجثث أحبائهم يجب أن تكونَ قريبة من السماءِ وموضوعة في مكانٍ عالٍ ويمثل هذا الاعتقاد نوع من الاحترامِ لروح الشخص الميت بحيث ان هذه الروح تكون حرة في التجوال حول التلال والصخور بدون أي عائق مادي أمامها.

تم اكتشاف هذه التوابيت بالفعل من قبل علماء الآثار بين بقايا هذه الحضارات القديمة.

التخلّص من الجثث

يتمّ ممارسة هذه الطقوس القديمة من قبل السكان الأصليين في الجزر الواقعة شمال غرب المحيط الهادئ من ساحل أمريكا الشمالية. وتبدأ هذه الطقوس برمي كل جثة في حفرة حُفرت خصيصاً لهذا الغرض في الأرضِ المحيطةِ بالقرية ومن ثمّ يتمُّ ترك الحفرة مفتوحةً لشهيةِ الحيوانات البرية حيث تقوم الأخيرة بالتغذي على الجثث.

بهذه الطريقة فإن أقارب الميت لا يحتاجون إلى اللجوِء لأساليب أخرى مثل الدفن والحرق. فباعتقادهم التخلص من الجثث بهذه الطريقة يتيح لروح الشخص المتوفى أن تعيش فقط في شكل واحد دون أن تعود للارض مرة أخرى في هيئة إنسان آخر كما أنهم يتخلصون أيضاً من كافة ممتلكات الشخص المتوفى .

تغذية العقبان بالجثث

تقاليد غريبة أخرى يتم اتباعها من قبل جماعات" البارسي" في مدينة مومباي الهندية و المستمدة أساساً من التعاليم الزرادشتية.

حيث يتم تهيئة جثة المتوفى وتنظيفها ومن ثم وضعها مكشوفة على أبراج المعابد الدينية لتكون طعاماً للعقبان، الفكرة وراء هذا الطقس هو أنّهُ يجب التخلص من الوجود المادي للشخص المتوفى على الأرض ليبقى له الوجود الروحي فقط وليس الفيزيائي

طقسُ الخنق

تُعتبر هذه الممارسة حديثة نوعاً ما حيث أنّها مستمدة من الطقوسِ القديمة المسماة "ساتي". يقوم سكان إحدى جزر فيجي التقليدية الواقعة جنوب المحيط الهادئ بمراسم وطقوس هذه الجنازة الغريبة التي تنطوي على قتلِ أحب شخصٍ على قلب المتوفى من أفرادِ أسرته ليتم دفنهما معاً.

حسب معتقداتهم فإنَّ الروح يجب أن لاتبق وحيدة في العالم الآخر لذلك يجب أن تصاحبها روح قريبة لها لجعل مرحلة الموت والحياة الأخرى أقل ألماً وأكثر وديةً.

أكلِ لحومِ الأموات

واحدة من التقاليدِ الجنائزية الأكثر غرابة ووحشية ويتمُّ ممارستها من قبل قبائل تعيش في بابوا في غينيا الجديدة وبعض قبائل البرازيل، حيث تتغذّى العائلة على جثة فقيدها المتوفى.

وأثبتت الدراسات أن هذه الطقوس اللاإنسانية أصبحت نادرة في أيامنا الحالية ويرجّح أنها قد نشأت ضمن المجتمعات البدائية التي تعاني من المجاعات وسوء التغذية فلجأت غريزتهم للبقاء على إبداع طرق لإطعام أنفسهم. يتضمن هذا الطقس اجتماع العائلة حول جثة المتوفى وباستخدام النار والأعشاب وغيرها من الأدوات الأساسية التي تجعل اللحم صالح للأكل.

الدفن في السماء

يعدُّ هذا الطقس الجنائزي من الطقوس الغريبة والتي يتمُّ ممارستها حتى الوقت الحاضر.

الدفن في السماء كما يسمونهُ -في مقاطعة التبت الصينية ومنطقة منغوليا - يتضمن قطع جثةِ الإنسان المتوفى إلى قطعٍ صغيرةٍ وتوضع على قمةِ جبلٍ عال ليتمّ تعريضها لعناصر الطبيعة (mahabhuta) وللحيواناتِ أيضاً - وخاصة الطيور الجارحة.

حسب معتقدهم فإنَّ الفكرة من هذه الممارسةِ هي ببساطة التّخلص من بقايا الوجود الفيزيائي للإنسان بطريقة سخية حيث يتم تقدمتها كطعام للحيوانات ولعوامل الطبيعة.

معظم سكان التبت ومنغوليا يلتزمون بالتعاليم البوذية المسماة فاجرايانا والتي تحرّم شرب الخمر للمحافظة على أجسادِهم، وبعد الوفاة تصبح الجثة مثل الوعاء الفارغ فتترك للحيوانات وللطبيعة.

طقس الساتي :

طقس الساتي الجنائزي هو تقليدٌ قديمٌ جداً يتمُّ اتّباعه من قبل معتنقي الديانة الهندوسية، حيث ماتزال هذه الطقوس متّبعة ولكن بشكل محدود في أيامنا هذه.

يُعتبر طقس الساتي نوعاً من العقابِ للمرأة في حال ماتَ زوجها! حيث تقتضي العادة أن تقوم الأرملة بحرقِ نفسها طواعيةً والتضحية بروحِها واعتبارِ هذا الفعل كتضحية إنسانية للقوى العليا حيث أنّ المرأة لامكانَ لها على هذه الأرض بعد وفاة زوجها .

المصدر:

هنا