الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

العواصف الشمسية... إلى أي مدى تهدد وجودنا؟

يرقب العلماء بحذرِ وتخوَف كبيرين العواصف الشمسية "super-storms" و آثارها المحتملة التي قد تهدد الحياة على الأرض; من تشويش لأنظمة الاتصالات ووحدات الإمداد بالطاقة مما ق يؤدي لإعاقة الخدمات الحيوية كتعطيل حركة الملاحة والنقل، الصرف الصحي و الخدمات الطبية!

ويشير الباحثون إلى أنَ عملية تحديد مخاطر هذه العواصف و إيجاد الآليات المناسبة للتخفيف منها هي مسألة وقت وقد تساعد على الحد من أضرار هذه العواصف على الأرض، مضيفين أنَ الإخلال الذي تسببه هذه العواصف لأنظمة الطاقة والاتصالات سيؤثر على العديد من الخدمات التي اعتاد الناس الحصول عليها كالدفع عبر الانترنت، ولن يقف الأمر هنا إذ أنَ تأثيرها على شبكات الصرف الصحي و شبكات المياه سيعيد انتشار العديد من الأوبئة والأمراض التي تم القضاء عليها منذ قرون!

• كيف تتشكل العواصف الشمسية؟

تتشكَل هذه العواصف كنتيجة للانفجارات العنيفة التي تحدث على سطح الشمس والتي تكون مصحوبةً بما يسمى "الانبعاثات الإكليلية الكتلية CME"**. تحدث العواصف الشمسية "super-storms" عندما تشتد كثافة انبعاثات الــ "CME" بحيث تصبح قادرة على اختراق المجال المغناطيسي للأرض محدثةً ضرراً كبيراً فيها، حيث يتولد عنها تيارات كهربائية هائلة تسبب انقطاع التيار الكهربائي وإلحاق الضرر بالأجهزة الكهربائية، ويسبق تشكَل الــ "CME" عادةً توهجات شمسية - وهي عبارة عن كتل ضخمة من الطاقة المتحررة عن الشمس مؤلفة من أشعة غاما وأشعة X بالإضافة إلى بروتونات والكترونات-.

• هل تعتبر هذه الظاهرة حدثاً فريداً؟

تعتبر هذه الظاهرة حدثاُ يمكن أن يتكرر كل 150 عاماً وفقاً لوكالة ناسا الفضائية حيث أنَ حدوثها الآن قد تأخر خمس سنوات عن التقديرات المتوقعة ونسبة تكرارها مرة أخرى في العقود القادمة هي 12%، ففي عام 1859م حدثت عاصفة شمسية هائلة أطلق عليها "حدث كارينتغون Carrington event" (نسبةً للعالم الفلكي الذي اكتشف هذه الظاهرة). بهذا الحدث استطاعت الــ "CME" تحرير كمية من الطاقة تقدر بـ 10^22 kJ / كيلو جول، وهو ما يعادل انفجار عشرة مليار قنبلة من قنابل هيروشيما في ذات اللحظة وإلقاء ما يعادل تريليون كيلوغرام من الجزيئات المشحونة باتجاه الأرض و بسرعة3000 km/s!!

ولليوم فإنَ تأثير هذه الانبعاثات على السكان في الأرض كان مقبول نسبياً من ناحية الأضرار التي كانت محصورة آثارها على البنية الالكترونية.

• سبل الوقاية من العواصف الشمسية:

وفقاً للنتائج التي انتهى إليها العلماء في بحث سبل تجنُّب الأضرار الناتجة عن هذه العواصف، وجدوا أن الأفضل هو الاعتماد على التنبؤ المسبق بحالة الطقس الفضائي والذي من الممكن تحقيقه من خلال إرسال مجموعة مؤلفة من 16 قمراً صناعياً صغير الحجم وذو أشكال مكعبة لتدور ضمن المدار الشمسي راصدة للتغيرات ولأي عواصف مرتقبة.

تستطيع هذه الشبكة أن ترصد أسبوعياً العواصف الشمسية، مكانها ووقتها إضافةً لشدتها. وهذا ما سيمنحنا الوقت الكافي لإيقاف الشبكات الكهربائية الضعيفة وإعادة توجيه الأقمار الصناعية وحركة الملاحة الجوية والبدء ببرامج وطنية لمكافحة هذه الظاهرة. إضافةً إلى تصميم مركبات فضائية وأقمار صناعية بشكل يحمي الأجهزة والحساسات الموجودة فيها من أي زيادات مفاجئة في الأشعة الناتجة عن العاصفة الشمسية وذلك من خلال اقتراح إعادة تصميم القُمرة الداخلية لهذه المركبات لتضم مواد غير حساسة لهذه التأثيرات كـالبولي إيتيلن والماء والألمنيوم.

للتوضيح:

** "الانبعاثات الإكليلية الكتلية CME": هي واحدة من أبرز أنشطة الطاقة التي تحدث في نظامنا الشمسي، والتي تمتاز بمغناطيسية عالية، وتتألف من فقاعة عملاقة من البلازما والحقول المغناطيسية المنبعثة من الشمس باتجاه الفضاء الخارجي في سياق زمني يمتد لعدة ساعات، مع العلم إن حادثة الــ "الانبعاثات الإكليلية الكتلية CME" لم يتم ملاحظتها حتى عصر غرو الفضاء. حيث أنَّ الملاحظة الأولى لهذه الحادثة تمّت من خلال "تليسكوب OSO 7" بين عامي 1971م و 1973م.

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا