البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

العلم يكشفُ عن عن "كومبيوترات صغيرة" في جلد الانسان

المستقبلات الحسيّة وظيفتها التقاط الإشارات المحيطة ونقلها للمراكز العصبيّة ، فقط؟

ستجيبون بشكلٍ بديهي : نعم!، لكنّ هذه الدراسة الجديدة كشفت ما هو أعقد من ذلك..

لطالما اعتقدنا بأنّ ذكاء الإنسان وقدرته على تحليل المعلومات مصدرها الدماغ وحده، فهو العضو الوحيد المسؤول عن عملية التفكير.. وكلّنا تعلّمنا بأنّ قشرة الدماغ هي المسؤول الأول والوحيد عن معالجة المعلومات وتحليلها .. ولكن ماذا لو كانت أعضاءٌ أخرى كالجلد تمتلك هذه القدرة أيضاً؟

لنفهم ذلك يجب أن تتوضّح لدينا بدايةً آلية التعرّف على الأشياء من خلال لمسها، وهي كالتالي:

يقوم جلد الإنسان بالإحساس بالمؤثّرات الخارجية عن طريق المستقبلات الحسيّة الموجودة على سطحه، ومن المعروف لدى العلماء بأنّ النهايات العصبية في هذه المستقبلات تكمن مهمّتها فقط بالتقاط الإشارات الحسيّة ، بعدها يتم نقل الإشارات إلى قشرة الدماغ حيث يتم هناك معالجتها والحصول على الصفات الشكليّة للجسم الذي يتم لمسه وهكذا يستطيع الإنسان استيعاب طبيعة وصفات هذا الجسم.

ولكن في 31 آب (أغسطس) هذا العام، تم نشر دراسة حديثة في مجلة (Nature Neuroscience) قلبت هذه المفاهيم تقريباً، فما الذي قدّمته هذه الدراسة؟!

لقد ركّزت على النهايات العصبية الموجودة في مسارين: مسار معالجة اللمس ومسار المعالجة البصرية، حيث وجدت الدراسة أن كلا المسارين قادرين على القيام بعمليات حاسوبية لتحليل الشكل، وهذه الحسابات المبكّرة تشبه تماماً تلك الحسابات التي تقوم بها قشرة الدماغ لتحليل الشكل!

إن الجهاز اللمسي في أجسامنا مذهل بالفعل! فلو نظرنا إلى نهايات الخلايا العصبية الموجودة في الجلد ضمن جهازنا اللمسي لوجدنا أنها تتجّمع لتشكّل حقول استشعار ذات حساسيّة عالية للأجسام التي نلمسها. وتشكّل مع بعضها مراكز لنقل ومعالجة المعلومات العصبية التي تصلها. وقد وجد العلماء بأن هذه التركيبة للأعصاب الطّرفية تمنحها القدرة على معالجة المعلومات واستشعار الصفات الهندسية (كالشكل والحجم) للجسم الذي تلمسه قبل أن يتم نقل هذه الإشارات الى قشرة الدماغ ومعالجتها هناك.

لاحظ العلماء تحديداَ نوعين من النهايات العصبية الطرفية اللمسية التي تتواجد في مناطق الجلد غير المشعر في أطراف الأصابع، والتي تعطي إشاراتٍ اعتماداً على المدّة الزمنية لِلَمْسِ الجسم وكثافة هذا اللَّمس، حيث أظهرت هذه النهايات العصبية أيضاً قدرةً إضافية على القيام بتحليل كامل لعملية اللمس وإعطاء معلومات كاملة عن شكل الجسم أيضاً.

تُعتَبَر هذه الدراسة ذات أهميّة كبيرة لأنها تفتح أبواباً جديدة لمعالجة العديد من المشاكل الصحيّة الناتجة عن الأضرار العصبية التي تصيب الإنسان. حيث تتجّه محاولات العلاج دائماً الى قشرة الدماغ وكيفية إصلاح الأضرار التي تلحق بها، ولكن بفضل هذه الاكتشاف يمكن للعلماء أن يتّجهوا الى دراسة المستقبلات الحسية وأطراف النهايات العصبية الموجودة في جسم الإنسان للوصول إلى علاجات مستقبلية للأضرار العصبية الناتجة عن الحوادث.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا