الطب > أمراض نسائية وتوليد

فرط برولاكتين الدم Hyperprolactinemia

فرط برولاكتين الدم هو مصطلح يشير إلى زيادة مستويات هرمون البرولاكتين في الدم، وهو الهرمون المحفّز لإنتاج الحليب من الغدد الثديية، وتعتبر زيادة نسبته أمراً طبيعياً عند النساء بعد الولادة.. ولكن في بعض الحالات تزيد نسبة هذا الهرمون، سواء عند النساء أو حتى عند الرجال، لأسباب مرضية أو غير مرضية..

متى تكون زيادة هرمون البرولاكتين بالدم مؤشراً خطيراً وما هي الأعراض التي تدلنا على وجود هذه الحالة، وكيف يكون التشخيص والعلاج؟

في البداية.. ما هو البرولاكتين؟

هو هرمون يفرز من النخامى الخلفية ويعمل على تحريض زيادة حجم الثدي أثناء الحمل، وتحفيز الإرضاع بعد الولادة.

يتحفز إنتاج البرولاكتين بالعديد من الهرمونات الأخرى، كما يرتفع تركيز هذا الهرمون في الدم لعدة أسباب، حتى خلال اليوم نفسه، وهو أعلى تركيزاً عند الإناث منه عند الذكور.

ينتشر فرط برولاكتين المصل لدى أقل من 1% من سكان أمريكا الأصحّاء، ولدى 5-14% من النساء المصابات بانقطاع الطمث، ولدى 75% من مرضى ثرّ اللبن (galactorrhea وهو التدفق الزائد للحليب الذي لا علاقة له بالولادة أو الإرضاع). وبشكل عام، يعتبر فرط البرولاكتين غير مميت إلا إذا كانت الأورام البرولاكتينية من مسبباته.

يتظاهر فرط البرولاكتين عند النساء بأعراض أكثر وضوحاً كالعقم وثرّ الحليب وانقطاع الطمث، أما الأورام البرولاكتينية فهي ضئيلة الحجم. في حين تندر الأورام عند الرجال، ويعانون غالباً من الصداع والضعف الجنسي ومشاكل في الرؤية. كما أنّ هذه الأورام تسبب في حال وجودها اضطراباتٍ بصريةً وعصبيةً عند كلا الجنسين.

ولكن عادة لا تظهر تلك الأعراض إلا عند انكماش الأورام وعودة مستويات البرولاكتين لطبيعتها!

الأسباب:

يرتفع البرولاكتين عند النساء بشكل طبيعي في فترة الحمل وبعد الولادة. كما تعتبر التمارين الرياضية المجهدة والرضوض أو جراحة جدار الصدر، والقصور الكلوي وتشمّع الكبد وقصور الدرق من مسبّبات فرط البرولاكتين، ويجب التحرّي عن كافة الأدوية التي سبق للمريض تناولها، فهناك العديد من العقاقير التي ترفع مستوياته في الدم لمراحل حرجة قد تكون خطيرة!

عند عدم تحديد سبب واضح لفرط البرولاكتين، وفي حال الشك بوجود ورم يجب إجراء MRI أي التصوير بالرنين المغناطيسي. وعلى الرغم من عدم إمكانية تحديد أسباب فرط البرولاكتين من خلال فحص واحد، الا أنّه يمكن ترجيح وجود ورم في حال كان مستوى البرولاكتين في الدم أعلى من 250 نانوغرام/ مل، كما يمكن نفي الورم إذا كان العيار أقل من 100 نانوغرام/ مل.

الدراسات المخبرية والاستقصاءات اللازمة:

يعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي الخيار الأول والأمثل في هذه الحالة، حيث أنه يستطيع كشف الأورام فائقة الدقة والتي لا يتعدى حجمها 3-5 نانومتر.

كما ويجب قياس مستوى TSH (الهرمون المحرّض للدرق) والبولة والكرياتينين، كما يجب اختبار وظائف الكبد وإجراء اختبار الحمل. وعند الذكور فيجب قياس مستوى التستوسترون في الدم.

كما يترافق إفراز البرولاكتين عند العديد من مرضى ضخامة الأطراف مع زيادة في إفراز هرمون النمو، وهنا يجب معايرة عامل النمو الشبيه بالأنسولين IGF-1 .

العلاج :

يهدف العلاج المباشر إلى تخفيف الأعراض السريرية، أو تقليل حجم الورم، ويجب إيقاف الأدوية التي تسبب فرط البرولاكتين إنْ أمكن ذلك، إضافة إلى تعويض الهرمونات الدرقية عند مرضى قصور الدرق.

يعتبر العلاج الدوائي الخيار الأمثل عند وجود أعراض سريرية، أما في حال عدم وجودها (فرط برولاكتين مجهول السبب أو ورم برولاكتيني صغير للغاية) فيمكن هنا مراقبة المرضى ومتابعتهم دون علاج.

ينبغي علاج النساء اللواتي يعانين من انقطاع الطمث، إلى جانب قياس الكثافة العظمية لدى هؤلاء المرضى.

في حال كان السبب دوائياً، يجب المقارنة بين مخاطر ومنافع الدواء المسبب للمرض. فقد يكون إيقاف الدواء هو الخيار الأمثل، وقد يكون ذلك مستحيلاً في حالاتٍ عديدة.

يجب مراقبة الاستجابة للعلاج من خلال فحص مستويات البرولاكتين في الدم وفحص حجم الورم وإجراء MRI. كما يجب أن يستمر العلاج لحوالي 12-24 شهر اعتماداً على شدة الأعراض وحجم الورم، ويجب إيقافه عند عودة مستوى البرولاكتين إلى المعدل الطبيعي ..

تعود الدورة الطمثية طبيعية ومنتظمة عند 90% من النساء، وتتراجع مشكلة ثرّ اللبن. أما عند الرجال فيرتفع مستوى هرمون التستوسترون ولكن يبقى أقل من الطبيعي.

وجد الباحثون أنّ خطر النُّكس (عودة الحالة من جديد relapse) يتعلق بشكل كبير بحجم الورم المتبقي قبل إيقاف العلاج، فكل 1 ملم متبقي من الورم يسبب خطر نكس بنسبة 18 %.

لذا يجب مراقبة المرضى خلال سنة على الأقل بعد إيقاف العلاج.

المصدر:

هنا