البيولوجيا والتطوّر > التطور

تعرَّف على دجاجة جهنم!!

إحدى الوجبات الجديدة المقدَّمة من سلسلة مطاعم كنتا..؟! عفواً ..

لا لا هي إحدى أحدث الاكتشافات في عالم الديناصورات القديم!

ما هي قصة هذه الدجاجة الخطيرة ؟ و لم سميت بهذا الاسم؟

بمنقارٍ وعُرفٍ زاهٍ وريشٍ يغطي جسده، تميَّز الديناصور المسمى "Anzu Wylieli" والذي اكتُشف حديثاً في ولاية ديكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يصل طوله لما يقارب 3.5 م (11 قدم ) وارتفاع 3 امتار (10 اقدام )، عاش في نفس الحقبة الزمنية التي حكم فيها "Tyrannosaurus rex" سطح الأرض، لكن من المُنصف القول أن "Anzu Wylieli" لم يكن فقط أكثر رشاقة ولكن أقل شراشة مقارنةً بمفترسات تلك الحقبة، وفقاً للباحثة "Emma Schachner".

تبدأ قصة اكتشاف "Anzu Wylieli" منذ مايقارب العقد من الزمن، مع عالم الأحافير "Tyler Lyson" عندما عثر مع بعض أصدقائه على ستة عظام لنوع غير معروف من الكائنات، أثناء قيامهم بالتنقيب في شمالي غرب ولاية ديكوتا بالقرب من حدود مونتانا. ليقوم لاحقاً كل من "Lyson و Schachner" بالعمل سوياً على تصنيف وتحليل العظام والإعلان عنها في مؤتمر لعلم المتحجرات.

لكن المفاجأة حدثت في ذلك المؤتمر عندما جاء عالم الأحافير "Matthew Lamanna" وأعلن أن العظام الستة التي عثر عليها تايلر وأصدقاؤه لم تكن المتحجرات الوحيدة المكتشفة لهذا الديناصور، و أن متحف Carnegie حصل على هيكلين شبه كاملين لنفس الحيوان، عُثر عليهما في جنوبي داكوتا.

ليتفق الباحثون أنه من غير المنطقي تسمية النوع الجديد بناءً على ستة عظام عُثر عليها ومازال هناك هيكلين شبه كاملين بانتظار التحليل، وهكذا عمل الباحثون سويةً قرابة العقد من الزمن، لينشروا اكتشافهم في 2014.

أطلق العلماء الكثير من الألقاب المضحكة على هذا الديناصور قبل اعتماد اسم "Anzu Wylieli" ،وقد كان "Phobogallus" أو "دجاجة الرعب" اللقب الأقرب لقلب الباحثة "شاشنر" التي حلمت منذ طفولتها بتسمية أحد أنواع الديناصورات، يتألف اسم هذا الكائن من مقطعين : Anzu وتعني شيطان بلاد مابين النهرين ذو الريش، رغم أن أيَّا من المتحجرات لم تكن مكسوة بالريش عند العثور عليها، لكن أقرباء الديناصور المقرَّبين كانوا محاطين بالريش مما أدى للاعتقاد بأن Anzu wylieli كان أيضاً مكسواً به، أما المقطع الثاني من الاسم Wylieli مشتق من Wylie وهو اسم حفيد أحد أكبر الممولين لمتحف Carnegie.

عُثر على عظام Anzu في بيئةٍ كانت فيما مضى منطقة مستنقعات فيضية، وقد عاش هذا الديناصور في نهاية العصر الطباشيري قبل مايقارب 66 – 100 مليون عام، ومن المرجح أنه كان لاحماَ يقتات على النباتات وبيوض الحيوانات وربما الحيوانات الصغيرة، إذ عُثر ضمن أحد الهياكل العظمية على بقايا قشرية وفقرات صغيرة بين أضلاع الهيكل وعظام حوضه، لكن لم يتمكن العلماء من التأكد ما إذا كانت هذه الأحافير هي بقايا طعامية من جوف الديناصور أم أنها انجرفت مصادفة نحو هيكله.

وتدل هذه العظام على أسلوب الحياة الخشن الذي عاشته هذه الديناصورات، فالعينة الخاصة بشمالي ديكوتا تُبدي آثار لضلع مكسور ومقبل على الشفاء، بينما عانى ديناصور جنوبي ديكوتا من كسر لإصبع القدم وبدايةً لترمُّم العظم.

ينتمي هذا الديناصور لمجموعة تدعى Oviraptorosaurs ترتبط بشكل وثيق بالطيور، ضمن مجموعة فرعية تدعى ب Caenagnathids وتعني مجموعة الديناصورات الغامضة.

تبعاً للمترجم فإنّه لا يتخيل أنَّ أحداً يريد مصادفة هذه الدجاجة إللا في المتحف الذي وضعت فيه :D

أما عن المدققة، فإنها تعتبر أنه لمن المشوق جداً بالنسبة لها مقابلة ديناصور حقيقي .. حتى ولو كان دجاجة جهنم!

فماذا عنكم أصدقاءنا؟

المصدر: هنا