المعلوماتية > عام

!يؤكّد غواصون العثور على «كومبيوتر عتيق» ضمن حطام سفينة قديمة

حدد علماء الآثار يوم الإثنين، الخامس عشر من سبتمبر، كموعد لاستخدامِ بدلة ثورية جديدة مُخصّصة للغوصِ في الأعماق لاستكشاف حُطام سفينة قديمة عُثر فيها على إحدى أكثر الأدوات العلمية العتيقة روعة

تُسمّى هذه الأداة آلية “Antikythera”، وهي أقدم جهاز كومبيوتر في العالم، حيث يعودُ تاريخ هذا الكومبيوتر إلى القرن الثاني قبل الميلاد. اكتشف غوّاصو الإسفنج هذا الجهاز في عام 1900 قُبالة سواحل جزيرة يونانية نائية في بحر إيجه.

تَـتألّـف هذه الآلة من حوالي أربعين مسنن وترس، وقد استخدمها الإغريق القدماء في تَـقفّي أثر دورات النظام الشمسي. واستغرق تصنيع ساعة فلكيـّة بذاتِ التعقيد في أوروبا 1500 عام!

سيعودُ علماء الآثار لتقصّي الحطام وسيتمكّنون من مضاعفةِ العمق والبقاء فيه بأمان لفترات أطول بفضل بدلات غوصٍ جديدة.

مضاعفة العمق:

باستخدامِ البدلات الجديدة التي تُـسمّى "Exosuit" والـمُصمّمة في مركز أبحاث

“Nuytco“ في كندا، ستُمكّن الغوّاصين من الوصول إلى عمق 150 متر (492 قدم)، مع الحفاظ على قدرة الغواصين على أداء المهام الدقيقة والحساسة، كما قال عالِم الآثار «ثيوتوكيس ثيودولو».

يقولُ ثيودولو لفريقه أنّ هذه البدلة التي تُـشبه بدلة فضاء منتفخة قادرة على أن توسّع قدراتنا. سيبدأ ثيودولو وفريقه بحملة استكشافية لهذه السفينة الواقعة بين جزيرة كريت ومنطقة بيلوبونيز، وستستمرُّ هذه الحملة لشهرٍ كامل.

يقول ثيودولو:" سيكون بمقدوري أن أمسك وأقطف وأحفر بيدي لعدة ساعات”.

لم يتمكّن علماءُ الآثار من الغوص لأكثر من 60ّ متراً حتى الآن. على أي حال فإن علماء الآثار يعتقدون بوجود العديد من الأعمال اليدوية والحرف التي ما تزال داخل حطام السفينة وحولها.

لقد عُثر على هذه الآلة مع تمثال برونزي لِـفتى داخل حطام سفينة شحن التي على ما يبدو كانت تنقل الغنائم إلى روما، ويعتقد الباحثون أنه ما زال هناك العديد من الأشياء التي لم تُكتشف بعد في حطام السفينة.

بعد رحلاتِ غوص استكشافية في عامي 2012 و 2013 يقول «أنغيلكي سيموسي»، رئيسُ مديرية الآثار البحرية القديمة في اليونان، " هناكَ العديد من المؤشرات التي تعدنا باكتشاف المزيد من الآثار”.

يضيفُ عالم الآثار «ديميتريس كوركوميليز» قائلاً:" هناك العديد من الآثار غير الـمُكتشفة بعد، فقد حملت هذه السفينة على متنها ثرواتٍ هائلة من آسيا الصغرى”. كما يأملُ علماء الآثار بالعثورِ على سفينة ثانية موجودة على بعد حوالي 250 متر من موقع السفينة الأولى.

لا يتجاوزُ عدد سكّان جزيرة "Antikythera"، والتي سُميت الآلة على اسمها،

الأربع وأربعين نسمة، إلا أنّـها كانت تمثلُ واحدًا من أكثر الطرق التجارية ازدحاماً ونشاطاً، كما كانت قاعدةً لقراصنة Cilician الذين قامَ بعضهم باحتجاز «خوليوس سيزار» عندما كان شاباً وطالبوا بفديةٍ مقابل إطلاق سراحه. وقد قام سيزار لاحقاً بصلبهم جميعاً.

التماثيل الضخمة:

يعملُ إلى جانب الفريق اليوناني، عالمُ الآثار البحرية «بريندن فولي» من معهد علوم المحيطات "Woods Hole" الشهير في مدينة ماساشوستس الأميركية، والذي شارك في حملةِ الغوص لاستكشاف حُطام سفينة التايتانيك. وقدعمل فولي في المساعدة في رحلات اكتشاف حطام السفن القديمة على مر السنوات الخمس الماضية.

يقول فولي:" يُحتمل أن نجد تماثيلًا ضخمة أُهملت في بعثات عام 1901 لظنّهم الخاطئ بأنها مجرّدصخور”.

ستستخدمُ هذه البعثة معدّات رسم خرائط آلية ودارات مُغلقة متقدمة تُسمّى “rebreathers”، والتي ستتيحُ للغواصين البقاء تحت الماء لفتراتٍ أطول.

وقد ذكر موقع البعثة أنهم سيتمكنون من البقاء تحت الماء أطول من أي مدة سابقة لأي انسان زار هذا الموقع، بسبب استخدامهم لخليط من الغازات ضمن الدارات المغلقة. كما ذكر الموقع أيضاً أن كل غواص سيتمكن من الغوص لمدة 30 دقيقة في اليوم، وسيتمتع الغواصون بصفاءٍ ذهني أفضل

وبمساحة حرية وأمان أكبر مقارنةً مع البعثاتِ السابقة.

المصدر: هنا