الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

ضجيج المراكب وأثره على الأحياء البحرية

أظهرت دراسة جديدة قام بها باحثون من المملكة المتحدة وفرنسا أن زيادة ضوضاء المراكب في محيطات العالم تهدد مجموعات مهمة من اللافقاريات البحرية المعروفة باسم الأرانب البحرية. وبينما بينت دراسات سابقة أن الضوضاء الملاحية يمكن أن تؤثر على حركة واتصالات الحيوانات البحرية، فقد أثبت العلماء من جامعتي بريستول وإكستر والمدرسة التطبيقية للدراسات العليا EPHE)) في فرنسا أن ضوضاء القوارب توقف النمو الجنيني وتزيد من معدل الوفيات في يرقات أرانب البحر.

تفقس الأرانب البرية عادةً من بيوضها لتسبح بعيداً وتتغذى لاحقاً على الطحالب السامة لكن الدراسة التي أجريت في بحيرة للشعاب المرجانية في بولينيزيا الفرنسية، أظهرت أن تعرض البيض لمقطع تسجيلٍ لضوضاء قارب يجعلها تفشل في النمو وأكثر عرضة للموت.

أجريت الدراسة ضمن حقل تجرب متحكم به وحاضنة مقسمة حيث وزعت 30 ألف بيضة على قسمين. عـُـرّض القسم الأول لمسجل يبث ضوضاء قارب بينما يبث المسجل في القسم الآخر صوتاً مماثلاً لحركة الشعاب المرجانية. انخفض بالنتيجة معدل النمو الجنيني ومعدل البقاء على قيد الحياة بنسبة 20% في المجموعة الأولى لكون المراحل الأولى من حياة اللافقاريات حرجة بطبيعتها.

يعد ضجيج المرور الآن أحد الملوثات العالمية الأكثر انتشاراً. وإذا انخفض معدل تكاثر أنواع اللافقاريات، فقد يغير هذا المجتمعات الحية وما تقدمه من وظائف إيكولوجية حيوية. فالنوع المذكور هام بشكل خاص لأنه يأكل الطحالب السامة التي تحد من استفادة الأسماك من الشعاب المرجانية.

تعرّف الضوضاء البشرية المنشأ على أنها ملوّث عالمي في التشريعات الوطنية والدولية. فالقوارب موجودةٌ حول كل البيئات الساحلية التي يقطنها الناس وتشير الأبحاث الحديثة إلى إمكانية أن تؤثر ضوضاء البشر في سلوك ووظائف الأعضاء عند الحيوانات ولكن الدراسة التي تحدثنا عنها أعلاه هي الأولى التي تظهر آثار الضجيج على نمو وبقاء اليرقات

.

قد يسبب إزعاج القوارب إجهاداً جسدياً أو تعطيلاً للخلايا أثناء التطور والذي يؤثر بالتالي على فرص البقاء على قيد الحياة. وبما أن واحداً من كل 5 أشخاص يعتمد على الحيوانات البحرية كمصدر أساسي للبروتين، فإن تنظيم حركة المرور في مناطق صيد الأسماك الهامة يمكن أن يساعد تجمعات الحيوانات البحرية والشعب التي تعتمد عليها على الأقل في المناطق التي ندعوها محمية.