المعلوماتية > عام

موجات دماغك قد تكشف ما نسيته (أو كذبت حوله)!

يسأل المحققون عادةً خلال المقابلات والاستجوابات ما إذا كان الشخص المستجوَب يتذكر معلوماتٍ لها علاقة بجريمة ما. ولأن أدمغتنا تقوم بشكل متواصل بمعالجة كمياتٍ هائلة من المعلومات، يكون من الصعب بل ومن المستحيل أحياناً أن نسترجع بيانات لم تكن هامة بشكل كافٍ لملاحظتها، على الأقل بشكل واعٍ. وإن كانت المعلومات تؤدي إلى الإدانة بالجريمة، قد نقاوم التصريح بها طوعياً.ولكن ماذا إن كانت مثل هذه المعلومات قابلة للاستخراج دون الاعتماد على ذاكرة الشخص نهائياً؟

تبعاً لدراسة جديدة تم نشرها في صحيفة العلوم النفسية، يمكن لذلك أن يكون ممكناً عبر موجةِ دماغٍ معينة تعرف بـ(P300)، والتي تراوغ كلاً من ذاكرتنا القابلة للملء والرافضة للتصريح بالدليل على الإدانة.

اختبرت الدراسة 24 شخصاً باستخدام (اختبار المعلومات الخفية Concealed Information Test CIT)، وهو فحص للإدراك والتعرف، يختبر إن كان الشخص يميز المعلومات المرتبطة بالجريمة، بحيث يكون كل شخص مجهزًا بكاميرا يرتديها لتسجل المعلومات طوال مدة أربع ساعات.

حـلّـل الباحثان والأخصائيان النفسيان «جون ميكسنر» و«بيتر روزنفيلد» من جامعة “Northwestern University” الفيديو الملتقط للأشخاص الـ24، وتم تقسيم الأشخاص إلى مجموعتين، 12 هم مجموعة الاختبار و12 هم مجموعة التوجيه. بالنسبة لمجموعة الاختبار، قام الباحثان بتجميع قوائم فردية من الأشياء التي رآها أشخاص مجموعة الاختبار خلال اليوم ومما لم يروه. بينما قاما بعمل قائمة واحدة إجمالية للأشخاص الـ12 في مجموعة التوجيه. ثم قاما بقراءة الأشياء الموجودة على قوائم الأشخاص، وقاموا بقياس الموجة (P300) لديهم. وكانت النتيجة أن الأشخاص في مجموعة التوجيه الذين عُرِضَت لهم قائمة من الأمور التي لم يروها، لم يظهروا أي تغيرات ملحوظة في حجم الموجة المذكورة.

بينما عندما سمع أشخاص مجموعة الاختبار اسم شيء رأوه في اليوم السابق ظهرت الموجة (P300) أطول مما تبدو عليه عندما سمعوا اسم شيء لم يروه.

يقول «ميكسنر»: "ربما كان الشيء الأكثر إدهاشاً هو إلى أي مدى يمكننا التقاط تفاصيل صغيرة و تافهة من يوم الشخص! مثل لون المظلة التي استخدمها أحد الأشخاص. هذه الدقة مشوقة جداً للمستقبل لأنها تدل على أننا قد نتمكّن من استخدام تفاصيل الجريمة المحيطية نسبياً، مثل الخصائص الفيزيائية لمشهد الجريمة، في CIT للعالم الحقيقي. مع ذلك علينا أن نعمل أكثر لنتعلم ذلك.”

سيدور المزيد من البحث حول نتائج تمثيل الصور، ومقاطع الفيديو وأنواع أخرى من المعلومات وهل ستؤدي إلى نتائج مماثلة لتلك المرتبطة بكلمات التوصيف. يشيرُ العمل الأولي عبر المجموعة إلى أن هذا ما سيكون عليه الأمر فعلاً.

يتطلّبُ الأمر المزيدَ من البحث لتقدير تأثير (P300) في ضبط CIT. حالياً، يتمّ استخدام الـCIT على نطاق واسع في اليابان وعدة دول أخرى، لكن لم يتم اعتماده في الولايات المتحدة بسبب قلة الدراسات التي تثبت شرعيته ووثوقيته في إعدادات الجريمة.

هذه الدراسة هي الأولى من نوعها، حيث أنها وثقت تأثير (P300) في استدعاء الذكريات إلى العالم الحقيقي، بينما أُجريت الدراسات السابقة على المعلومات المقدمة في بيئة مخبرية حصراً.

قد ينظرُ البعض إلى هذه الدراسات على أنهاتؤدي إلى استرجاع أمورٍ ربما لا يرغب الشخص ذاته بتذكرها وفي هذا نوع من اختراق المساحة الشخصية للفرد، لكن من ناحية أخرى قد نتشوق إلى استخدامها لتذكر أمر هام قد نسيناه أو أضعناه.

هناك دوماً الجانب الجيد والجانب المزعج للقصة!

المصدر: هنا