الاقتصاد والعلوم الإدارية > العلوم الإدارية

الإدارة في 1990s ج1: تطور الإدارة في التسعينات

بالسير في سلسلة تاريخ الإدارة، نصل إلى فترة التسعينات من القرن الفائت، و هي فترة جرى فيها العديد من الأحداث الهامة، و تحققت فيها الكثير من الإنجازات، فالناتج المحلي الإجمالي للعالم قد بلغ 27،540 مليار دولار أمريكي، و وصل سعر برميل النفط إلى 40.83 دولار أمريكي في المتوسط خلال عقد التسعينات. و من الأحداث الهامة التي وقعت نذكر ما يلي:

إصدار كتاب قاعدة السلوك الخامسة: فنون و تطبيقات المنظمة التعلمية (1990)

في عام 1990 قام الكاتب Peter Senge بتأليف كتاب قاعدة السلوك الخامسة: فنون و تطبيقات المنظمة التعلميةThe Fifth Discipline: The Art and Practice of the Learning Organization و الذي ركز فيه على الأسلوب الجماعي لحل المشكلات باستخدام طرق التفكير لتحويل الشركات لمنظمات تعلمية Learning Organizations. و يستعرض الكتاب عدة طرق و نظريات لتطوير ثلاث كفاءات تعلمية أساسية: تحفيز الطموح و تطوير المحادثات التأملية و فهم التعقيدات.

يشرح الكاتب خمس قواعد سلوكية لما أسماه "المنظمة التعلمية" و هي:

- البراعة الشخصيةPersonal Mastery و هي السلوك الذي يتم فيه توضيح و تعميق رؤيتنا الشخصية بشكل متواصل، بالإضافة إلى تركيز الطاقات و تقوية القدرة على التحمل و رؤية الحقائق بموضوعية. و يركز الكاتب على أهمية هذا المبدأ لتوليد الحافز الشخصي للتعلم المتواصل حول كيفية تأثير الأفعال على العالم بشكل عام.

- النماذج العقليةMental Models و هي الافتراضات و التعميمات المتأصلة أو اللقطات التي يتم تصورها لتبين كيفية فهمنا للعالم و كيفية تصرفنا في المواقف المختلفة. و يقول الكاتب أن "النماذج العقلية" تعد شيئاً أساسياً للتركيز على الانفتاح المطلوب للكشف عن أوجه القصور في عمليات الإدراك.

- تكوين الرؤية المشتركةBuilding Shared Vision و هو السلوك الذي يتم فيه الكشف عن الصور المشتركة حول المستقبَل الذي يعكس الارتباط الحقيقي و الانتماء بدلاً من مجرد الالتزام بالقوانين.

- التعلم الجماعيTeam Learning يبدأ بالحوار و الذي هو بدوره عبارة عن مقدرة أعضاء الفريق على تعليق الفرضيات و الدخول سوية في التفكير الحقيقي. و في هذا النطاق يهدف الكاتب إلى تطوير مهارات المجموعات و المتعلقة بالنظر إلى الصورة الكلية للأمور، و التي تتجوز المنظور الفردي لها.

- تفكير الأنظمةSystems Thinking و هي قاعدة السلوك التي تربط القواعد الأربع السابقة.

و قد ذكر الكتاب أحد عشر قانوناً للقاعدة السلوكية الخامسة، و تتلخص هذه القوانين فيما يلي:

- مشاكل اليوم تأتي من حلول الأمس

- كلما دفعت بقوة أكثر، كلما زادت قوة دفع النظام في المقابل

- يتطور السلوك للأفضل قبل أن يتحول للأسوأ

- الطريق السهل للخروج عادة ما يقودنا للداخل مرة أخرى

- قد يكون العلاج أسوأ من المرض

- التسرع يؤدي للتأخير

- السبب و النتيجة لا يرتبطان كثيراً ضمن الزمان و المكان

- التغييرات الصغيرة قد تؤدي إلى نتائج كبيرة، لكن المناطق ذات الأثر الأكبر عادة ما تكون الأقل وضوحاً

- لا يمكنك أكل قطعة الحلوى و الاحتفاظ بها في الوقت نفسه (مثل انجليزي شهير موجه للأشخاص المسرفين و يعني أن الفرد لا يمكنه أن يستمتع بماله بعد أن يصرفه كله)

- إن قسمت فيلاً كبيراً إلى نصفين، فلن تحصل على فيلين أصغر حجماً

- ليس هناك شيءٌ اسمه لوم

ظهور مفهوم الكفاءات الأساسية للشركات (1990)

مفهوم القدرات الأساسية أو الكفاءات الأساسية Core Competencies هو مفهوم في نظرية الإدارة طرحه في الأساس كل منC. K. Prahalad و Gary Hamel في مقال لهما بعنوان (الكفاءات الأساسية للمؤسسات The Core Competence of the Corporation) نشر في مجلة هارفرد لإدارة الأعمال Harvard Business Review في مايو/ أيار 1990. ومن وجهة نظرهما فإن القدرات الأساسية هي عامل محوري يحدد الطريقة التي تعمل بها الشركات أو الموظفين. و تتحدد القدرات الأساسية بثلاثة معايير رئيسية:

• لا يمكن للمنافسين تقليد الكفاءات الأساسية للشركة بسهولة.

• يمكن إعادة استخدام الكفاءات الأساسية للشركة على نطاق واسع في العديد من المنتجات والأسواق.

• يجب أن تساهم الكفاءات الأساسية في تحقيق مميزات للمستهلك النهائي المتمرس، و في إبراز قيمة المنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركة للعملاء.

قد تتخذ القدرات الأساسية أشكالاً مختلفة، مثل المهارات التقنية والنظرية والعملية التي يمكن الاعتماد عليها بالإضافة إلى العلاقات الوثيقة مع العملاء والموردين، كما يمكن أن تشمل أيضاً تطوير المنتجات أو ثقافة التطوير، مثل إخلاص العامل في عمله أو التميز في إدارة الموارد البشرية أو التغطية الجيدة للسوق وما إلى ذلك.

فالقدرات الأساسية هي نقاط القوة المحددة و التي توفر القاعدة الأساسية لتوفير القيمة مضافة Added value للمنظمة عند مقارنتها بالمنظمات الأخرى في الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، تعكس القدرات الأساسية للمؤسسات التعلم الجماعي Collective learning الكامن فيها، وتتضمن كيفية تنسيق المهارات الإنتاجية Production skills المتنوعة ودمج تيارات التقنيات المتعددة. و تتضمن الكفاءات الأساسية التواصل والمشاركة والالتزام الكافي بالعمل من خلال الحدود التنظيمية Organizational boundariesعبر تكوين الفِرق متعددة الوظائف Cross-functional teams ضمن المنظمات لتقليل الحدود التنظيمية أو التغلب عليها. وهناك عدد قليل من الشركات القادرة على الوصول بقيادتها إلى مستوى عالمي في أكثر من خمس أو ست كفاءات أساسية.

ظهور مفهوم إعادة هندسة الأعمال (1990)

إعادة هندسة الأعمال أو كما تسمى بإعادة الهيكلة هي إعادة التفكير و إعادة التصميم بشكل جذري لعمليات الأعمال لتحقيق تحسينات كبيرة في التكلفة والجودة والسرعة والخدمة. و يتضمن ذلك الجمع بين استراتيجية لتشجيع الابتكار في مجال الأعمال مع استراتيجية لإحداث تحسينات كبيرة في العمليات بحيث تستطيع أي شركة أن تزيد من قوتها التنافسية و أن تحقق نجاحاً بارزاً في السوق.

إن إعادة الهندسة هي الأساس لكثير من التطورات التي طرأت مؤخراً في مجال الإدارة. فعلى سبيل المثال، ازدادت رغبة الشركات في القيام بإعادة هندسة منفصلة للمهام الوظيفية المرتبطة بإتمام عمليات وظيفية عبر تعيين فريق متعدد الوظائف. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من التطورات الأخيرة في نظم المعلومات الإدارية كانت تهدف إلى دمج عدد كبير من وظائف العمل. و من النظم الإدارية المرتبطة بهذا المفهوم نظم تخطيط موارد المؤسسات و إدارة سلسلة التوريد ونظم إدارة المعرفة و نظم إدارة الموارد البشرية و نظم إدارة علاقات العملاء و غيرها.

المصادر:

1

هنا

2

هنا

3

هنا

4

هنا

5

هنا

6

هنا

7

هنا

8

هنا