الاقتصاد والعلوم الإدارية > العلوم الإدارية

الإدارة في 1980s ج2: أهم الأفكار التي ظهرت في هذه الفترة

فن الابتكار The discipline of innovation by Peter Drucker:

كان بيتر دراكر - و المعروف بمساهمته في نظرية الإدارة - من أوائل من ركز على إدارة الابتكار بدلاً من النظر إلى الابتكار كمنتج نهائي سحري.

فقد توصل إلى أن عملية الابتكار هي عمل كباقي الأعمال، و لذلك فهي بحاجة إلى إدارة كأي وظيفة أخرى في المؤسسة.

عرّف دراكر الابتكار بأنه "الجهد لخلق تغيير مركّز وهادف في إمكانات الشركة الاقتصادية أو الاجتماعية"، وقد توصل إلى أن أفضل الابتكارات لا تنشأ عادةً في لحظة وحي، إنما من بحثٍ هادفٍ وواعٍ عن فرص للابتكار.

وقد حدد دراكر سبع مجالات للفرص، أربع منها في داخل المؤسسة و ثلاث خارجها، وجميعها تكون تحت مراقبة مستمرة وهي:

1- الحوادث غير المتوقعة: في بعض الأحيان قد يفشل منتج أو خدمة في الغرض المقصود منه، إلا أنه قد يحقق نجاحاً كبيراً في سياق بديل وغير متوقع للاستخدام. و على العكس، قد يدفع الفشل الأولي نحو نجاحات مستقبلية كبيرة لأنها تعلِم الشخص أو المؤسسة ما لا يجب أن تفعله، بالإضافة إلى التشجيع على إعادة النظر و إعادة تصميم المنتجات و الخدمات لمعالجة النقص الأولي.

وأخيراً، قد تقع حوادث غير متوقعة خارج المؤسسة قد تؤدي لظهور فرص جديدة للعمل أو لخلق موضع لعمل المؤسسة لم يكن موجوداً في السابق.

2 - التضارب: قد يكون التضارب أو التعارض بين الوظائف أو المتطلبات شرارة الابتكار، وقد يكون التضارب بين التوقعات والنتائج، أو داخل منطق العملية، أو بين الاحتياجات والحقائق.

قد يؤمن كل هذا فرصة لحدوث الابتكار، سواء من خلال تطوير كامل لمنتج جديد أو خدمة أو تكنولوجيا.

3 - احتياجات العملية: يقول مثل قديم بأن "الحاجة أمّ الاختراع"، و هي غالباً ما تكون في الواقع "أمّ الابتكار"، ففي غالب الأحيان تكون الفجوات في العمليات والرغبة في جعلها فعالة قدر الإمكان ملهمة للتفكير الإبداعي وبالتالي للابتكار.

4 - التغيرات في الصناعة والسوق: يمكن أن يتغير هيكل الصناعة أو السوق بين عشية وضحاها مع إدخال تكنولوجيا جديدة أو عملية جديدة.

تفشل أغلب الشركات التقليدية الرائدة في السوق في توقع هذه التغييرات وغالباً ما تركز أكثر على الحفاظ على سيطرتها في البنية القائمة بدلاً من محاولة التكيف مع البنية الجديدة، مما يجعل من الممكن للاعبين جدد الدخول إلى السوق والسيطرة عليه و على الصناعة.

5 -التركيبة السكانية: لطالما اعتُبرت التركيبة السكانية مصدراً أساسياً للابتكار، و لخلق فرص لأنواع جديدة من المنتجات والخدمات، فاحتياجات الشباب تختلف عن احتياجات المسنين، ومع تطور التكنولوجيا الجديدة و العمليات الجديدة، يمكن أن يعمل هذا على تحسين الحياة، و التي غالباً ما تُعدّل و تُصمّم بطرق مبتكرة لتلبية احتياجات شريحة سكانية معينة.

6 - التغيرات في الإدراك: أحد الأمثلة عن التغيرات في الإدراك كمصدر للابتكار: هو أنه في الماضي كان يُنظر إلى الصحة كتابع لكتلة الجسم، أي كان يُنظَر للأشخاص الأكثر بدانة على أنهم أكثر صحة.

تغير هذا الإدراك في القرن الماضي نتيجة الدراسات الطبية التي كشفت بأن الوزن الزائد يُعتَبر عاملاً خطراً، ومنذ ذلك الحين ظهرت العديد من المنتجات الغذائية الخفيفة و بدائل السكر في السوق.

7 - المعرفة الجديدة: أخيراً وليس آخراً، أتاحت المعرفة الجديدة العديد من الفرص لمنتجات جديدة، فظهور الالكترونات الدقيقة وأساليب و أدوات البرمجة الجديدة والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو..الخ، كان المحرك الرئيسي للابتكار و التقدم على مدى العقود الماضية، و قد تستمر في توجيه الابتكار في المستقبل.

البحث عن التفوق

by Tom Peters and Robert Waterman in search of excellence:

في عام 1977 قام كل من توم بيترز و روبرت ووترمان، وهما خبيران استشاريان، بوضع مشروع بحث غاية في الأهمية أثناء عملهما لدى شركة ماكينزي (شركة عالمية تعمل في مجال الاستشارات الإدارية)، و قد أجريا بحوثاً على 43 من أصل 62 من أفضل الشركات أداءً في قائمة مجلة فورتشن للشركات الـ 500 الأكثر نجاحاً لتحديد أسس نجاحها.

وضعا نتائج دراستهما في كتاب حمل عنوان (البحث عن التفوق) نُشر عام 1982 و بيع منه أكثر من خمسة ملايين نسخة حول العالم.

توصل الباحثان من خلال المقابلات والدراسات المعمقة إلى ثمان مواضيع تؤكد على الطريقة التي كانت تعمل بها المنظمات الناجحة:

1 - التحيز للعمل: يدور حول القيام بالعمل، يجب أن يكون هناك تدفق حر للمعلومات و اتصال مفتوح، فالمنظمات التي تتميز بالانفتاح تكون أكثر مرونة و قدرة على اتخاذ قرارات سريعة لمجاراة التغيرات في عالم الأعمال.

2 - التقرب من العملاء: تملك الشركات الناجحة هاجساً نحو الزبائن، يتعلق عادة بالجودة أو بالخدمة، فالسلعة ذات الجودة الممتازة ستؤدي لإرضاء الزبون، كما أن الخدمة الجيدة ستجعله يعود مرة أخرى.

3 - الاستقلالية و ريادة الأعمال: تمنح الشركات الناجحة موظفيها الاستقلالية في عملية اتخاذ القرار، كما تمنحهم الحرية في ارتكاب الأخطاء و إعادة المحاولة.

4 - الإنتاجية من خلال الأشخاص: لقد أشار المؤلفان إلى أن البيئة الإيجابية للشركة هي التي يُعامل فيها الموظفون باحترام، بالإضافة إلى منحهم المكافآت و إشعارهم بأنهم جزء من الشركة، الأمر الذي سيخلق مصدراً أساسياً لزيادة إنتاجيتهم.

5 - المشاركة الفعلية و(اتباع القيمة): تقوم الشركات الناجحة بجهد كبير لرسم قيمها، فالقيم الصحية و المعبر عنها بشكل واضح ستساعد على التعريف بالشركة و أهدافها.

6 - التمسك بالعمل: على الرغم من أن التنويع جيد للشركة، إلا أن الشركات التي تتخصص بأمور قريبة من مهاراتها الأساسية ستكون أكثر نجاحا.

7 - نموذج بسيط، عدد أقل من الموظفين: إن الابتعاد عن التعقيد من خلال وجود مستويات إدارية أقل يجعل من السهل على الموظفين فهم ما هو مطلوب منهم و كيفية تنفيذه.

8 - خصائص مشددة-واسعة في وقت واحد: تمنح الشركات الناجحة الحرية لموظفيها في اتخاذ القرارات أثناء العمل وحفاظهم على القيم الأساسية للشركة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا t-waterman-3235/

هنا