الطب > مقالات طبية

أنصتوا لرسائل جلودكم!

الجلد.. أكبر أجهزة أجسادنا حجماً وخطه الدفاعيّ الأول.. غطاءٌ نسيجيٌّ متطور يغلف جسدنا من أعلى نقطةٍ في الرأس إلى أخمص القدمين، يحميه من تبدلات الحرارة ودخول الأجسام الغريبة.

اليوم، وبعد تطور مختلف العلوم الطبية، أصبح لهذا الجهاز أهمية عالية في التشخيص والفحص السريري.. إذ يعتبر اليومَ مصدراً لا يستهان به للحصول على معلومات مهمّة حول ما يجري داخل أجسادنا..

الطفح والبقع الجلدية:

عادةً، إذا لم يستجب الطفح للأدوية المتداولة، وترافق مع أعراض أخرى كالحمى وآلام المفاصل والوجع العضلي، فقد يشير إلى مشكلة داخلية أو عدوى ما.

قد يحصل الطفح أيضاً بسبب رد فعلٍ تحسسي أو كإشارة لتفاعل دوائيّ.

قد يظهر نوعٌ آخر مخملي الملمس من الطفح، ذو لونٍ أغمق قليلاً من لون الجلد الطبيعي على العنق من الخلف أو حول الذراعين؛ ويشير هذا النمط من الطفح إلى إمكانية أعلى لإصابة المريض بالداء السكري من النمط الثاني.

قد يحمل الطفح أيضاً معلوماتٍ أكثر خطورةً، فقد يظهر مثلاً في حالات سرطانات المعدة أو الكبد نوعٌ مميز من الطفح المخملي يدعى بالشُواكِ الأسود أو acanthosis nigricans؛ أو قد يظهر طفح أرجوانيّ لا يستجيب للعلاج الموضعيّ على الساقين، ما قد يشير لعدوى فيروس التهاب الكبد C.

التصبغ البرونزيّ واضطرابات لون الجلد:

قد يكون تصبغ الجلد بلونٍ برونزيّ إشارةً لمشكلة في استقلاب الحديد عند السكريين.

بينما قد يشير اصفرار الجلد إلى الفشل الكبديّ وقد يرافقة اصفرار بياض (صلبة) العين.

تعتم لون الجلد قد يشير إلى اضطرابٍ هرمونيّ كداءِ أديسون الّذي يصيب الغدد الكظرية، والّذي يلاحظ بشدّة في مناطق الجروح والندوب وطيّات الجلد والمفاصل.

الأورام:

يمكن لأي ورمٍ غريبٍ ينمو على الجلد أن يكون سرطاناً أو أن يشير إلى اضطرابٍ وراثيّ أو مرضٍ داخليّ، لذلك يجب على كلّ مريض يلاحظ نموّاً غريباً على سطح جلده أن يستشير طبيباً في الحال.

فعلى سبيل المثال، قد يشير وجود نتوءات صفراءَ على جلد الذراعين أو القدمين كما في حالة الـ eruptive exanthemas إلى ارتفاع تراكيز الشحوم الثلاثية في الدم، ما قد يشير إلى الداء السكري غير المضبوط.

من ناحية أخرى، قد يشير نمط توزع حبّ الشباب إلى اضطراباتٍ معينة كما في المبيض متعدد الكيسات عند النساء هنا حيث تنتشر البثور على الجزء السفليّ من الوجه وعلى الخط الفكيّ.

تبدلات الأظافر:

غالباً ما تشير التبدّلات في لون وشكل الأظافر إلى مشاكل في أعضاء معينة أو عوزٍ في أحد العناصر الغذائية

هنا

مثلاً، قد يبدو مظهر الظفر أحياناً وكأنه مصاب بعدوى فطرية نتيجةً للصدفيّة psoriasis (اضطراب جلديّ).

علاوةً على ذلك، قد تسبب الأمراض الكبدية وأمراض الكلية تبدل لون الأظافر.

تبدلات ملمس الجلد والتجفاف:

قد يؤدي ارتفاع ضغط الدّم أو المشاكل الكلوية إلى تسمّك الجلد في منطقة الساق (قرب عظم الظنبوب). من جانبٍ آخر، يشير الجلد الجاف والحكة الشديدة إلى مشاكل هرمونية، كضعف نشاط الدرق مثلاً.

كما قد يعاني مصابو الأمراض المناعية الذاتيّة كتصلب الجلد (التصلب الجهازي) Systemic sclerosis من قساوة وتورّم في الجلد قد يصل في الحالات الشديدة إلى قساوةٍ في أعضاء داخلية كالقلب أو الرئتين.

من ناحيةٍ أخرى، يشير الجلد الرّخو والحريريّ الملمس إلى اضطرابٍ وراثيّ نادر يصيب الأنسجة الضامّة يُعرف بتهدّل الجلد acquired cutis laxa، والّذي قد يشير إلى سرطانات الدم كالليمفوما أو الورم النقوي المتعدد، وقد يتطوّر ليؤثر على أعضاءٍ داخليّة أخرى.

فهكذا نرى أنّ الجلد ليس مجرد غطاء يحيط بأجسادنا، وإنما قد يكون أيضاً مرآة لما يجري داخل أجسامنا..

المصدر:

هنا