الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

الطماطم والاضطرابات الناجمة عن تناولها

تعد الطماطم واحدة من المصادر الرئيسية لمضاد الأكسدة الليكوبين، كما أنها تحتوي نسبة عالية من فيتامين C، ولهذا نجدها في معظم الأطعمة التي نتناولها وتحتل مكانة خاصة في المطبخ السوري. فما هي حقيقة الانزعاج الهضمي الذي يحدث لدى بعض الأشخاص بعد تناولهم الطماطم؟ وهل فعلاً يستوجب ذلك الاستغناء عن تناول الطماطم؟

سنتناول هنا ثلاثة احتمالات تمثل الأسباب الأكثر شيوعاً لحدوث انزعاج هضمي كهذا:

أولاً: الحساسية

تختلف الحساسية تجاه الأطعمة من فرد لآخر ولكن نستطيع أن نقول أن معظم الحساسية تجاه الخضار والفواكه تنجم عن تناولها نيئة، فطبخها سيفقدها القدرة على إحداث الحساسية سواء تم ذلك بالقلي أو السلق أو حتى تسخينها ضمن أجهزة المايكروويف.

تتبع الطماطم عائلة الباذنجان من حيث الحساسية، وتعتبر الخضار الأكثر استخداماً في الكثير من المطابخ، وبالتالي سيكون تجنبها أمراً صعباً إلا أنه من المنطقي أن يكون ذلك علاجاً مثالياً بحال ثبت أنها الصنف المسبب للحساسية، وهذا ما يعرف بحمية الحذف أو حمية التحدي. يفرض ذلك عدم تناول المنتجات التي تتضمن الطماطم لمدة أسبوعين وبنهايتهما يتم إدخال الطماطم مجدداً إلى النظام الغذائي بشكل تدريجي، وأثناء ذلك تراقب التغيرات لمعرفة إلى أي مدى تسببت الأطعمة المحتوية على الطماطم بإحداث حساسية، ومن ثم يتم اختيار الخطة العلاجية الأمثل من قبل الأطباء الاختصاصيين.

ثانياً: عدم التحمل

غالباً ما يساء تفسير عدم تحمل مادة غذائية ما على أنه حساسية تجاه المادة، لكن التمييز بين الحالتين يعتمد على الأعراض فالفرق الأساسي بين الحساسية وعدم التحمل يكمن بأن الحساسية تجاه طعام معين تسب أعراضاً خارج نطاق جهاز الهضم، كالطفح الجلدي والدوار والاحتقان الأنفي والضيق التنفسي، بينما يسبب عدم التحمل عادةً مضاعفات معدية معوية كالإسهال والإقياء والتشنجات المعدية.

تحدث الحساسية تجاه الطماطم خلال 15-20 دقيقة بدءاً من تناولها، بينما لا نصادف عدم تحمل الطماطم كما في بقية المواد الغذائية، وهو يحدث فوراً عند انتهاء عملية الهضم، حيث يتعرف الجهاز المناعي المصاب بالحساسية على بروتين موجود بالطماطم على أنه عامل محسس، ويحفز إنتاج الهيستامين رداً على ذلك فيقوم الأخير بإحداث التفاعلات الأخرى من صداع وتورمات وطفح وبثور وتضيق بالقناة القصبية. عندما يتم ضخ كميات كبيرة من الهيستامين إلى الدوران الدموي في الحالات الشديدة قد يصل الأمر إلى حدوث ضيق تنفسي أو فشل تنفسي أو حتى الوفاة، وذلك بسبب صدمية تأقية مفاجئة (وهي سلسلة من التفاعلات شديدة السرعة التي تحدث في آن واحد معاً)، نادراً ما يحصل ذلك في حالات عدم التحمل ولكنه ممكن الحدوث عندما يقوم الشخص شديد الحساسية تجاه الطماطم بتناولها.

هذا وقد أظهرت الدراسات أن بعض الأشخاص لا يبدون أية علامات للحساسية أو عدم التحمل عندما يتناولون الطماطم مطبوخة، ذلك لأن الحرارة تخرب البروتين المسبب لحساسية بالطماطم، وبالتالي نشاهد الأعراض فقط عند تناول الطماطم نيئة.

ثالثاً: ارتفاع حموضة المعدة

تعتبر الطماطم من الخضار عالية الحموضة لذا يمكن أن تسبب تهيجاً لدى الأشخاص الذين يعانون من الحرقة أو القرحة الهضمية أو الارتداد الحمضي، فتركيز الحمض في المعدة عند هؤلاء يكون أصلاً أعلى من الطبيعي وبالتالي فإن تناولهم لخضار عالية الحموضة سيفاقم الألم الناجم عن ارتداد الحمض و الحرقة و القرحة. وفي حالات أخرى يحدث انزعاج معدي بعد تناول الطماطم حتى وإن لم يكن يعاني الشخص من الحرقة، وذلك بسبب المستوى العالي من الحموضة في الطماطم.

يمكن هنا أن ننصح باختيار حبات الطماطم الطرية نوعاً ما بدلاً من تلك القاسية الصلبة، فكلما كانت الطماطم أكثر نضوجاً كان محتواها من الحمض أقل. كما أن الطماطم خضراء اللون ذات حموضة أعلى من الحمراء، وقد تم استيلاد الطماطم الصفراء بنسبة حموضة تكاد تكون معدومة أحياناً.

بقي أن نقول أن الطماطم المطبوخة أقل حموضة من الطازجة، والطماطم الطازجة أقل حموضة من تلك المعلبة، حيث يضاف الحمض أثناء عمليات التعليب ليساعد بالحفاظ على الطماطم طازجة ما أمكن.

المصادر: هنا

هنا