الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

دعوا الغابات لأهلها اذا رغبتم بإنقاذها

كانت قضية إشراك المجتمع المحلي في الحفاظ على الموارد الطبيعية كالغابات المطرية، والتداعيات السلبية الناتجة عن قطع الأشجار من ارتفاع بنسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وغير ذلك، محوراً للأبحاث التي أجريت من قبل المعهد العالمي للموارد بالتعاون مع مبادرة الحقوق و الموارد في واشنطن.

يعتقد البعض أن إعطاء الفرصة لمعظم المجتمعات التي تقطن الغابات سيؤدي لحمايتها بدلاً من الاعتقاد السائد أن السكان الأصليين سينهبون خيراتها. فالغابات توفر الغذاء والماء والمأوى والأدوية وغيرها الكثير.

منح الفرص للسكان المحليين وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية في الغابات المطرية جنباً إلى جنب مع مراقبة أدائهم من خلال القوانين الضابطة كان وبحسب الدراسة المجراة من أنجع الطرق الممكن الاعتماد عليها، حيث خلصت الدراسة إلى أنَ المجتمع القاطن في الغابات لديه حالياً سيطرة على 1/8 فقط من مجمل الغابات في العالم، أما البقية فإما أنها تحت سيطرة الحكومة، أو تؤجر لأهداف التنقيب أو قطع الأشجار وهذا ما يتعارض مع أعمال المجتمع المحلي و رغباته، كما أن المساحات التي يديرها السكان المحليون كانت الأفضل، فالغابات المطرية التي يرعاها سكان الأمازون كانت الأقل ضرراً لناحية تعرضها للقطع الجائر للأشجار.

في عام 2000، وصل معدل إزالة الاشجار في البرازيل إلى 7% في المناطق التي تقع خارج حدود السكان المحليين بينما كانت 0.6% فقط في المناطق الخاضعة لهم وبذلك فقد يسهمون في التخفيف من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بما يعادل 12 بليون طن ما بين الأعوام 2000 إلى 2025 وفقاً للتوقعات. استطاع السكان المحليون بشكل فعال أن يساهموا من خلال حمايتهم للغابات، في خفض نسبة قطع الاشجار، وهذا ما جعل الحكومة توليهم مهمة الحفاظ عليها والاعتراف أخيراً بوجود 300 قبيلة كمواطنين برازيلين منذ العام 1980 حتى اليوم، كما أصبحت ما يقارب ثلثي المساحات بأيديهم.

على نحو مماثل اعتادت مقاطعة بيتين في غواتيمالا والتي تضم محمية مايا الحيويةMaya التعرض لقطع الأشجار بنسبةٍ أقل بنحو عشرين مرة عن المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة. كذلك هو الأمر في ولاية يوكاتان في المكسيك، حيث تزال الغابات بنسبةٍ أقل بـ 350 مرة حيث تحكم مجتمعات الغابات. بحث آخر توصل لنتيجة مماثلة في العام 2009 حيث وجد أنه بالإمكان زيادة احتجاز الكربون ببساطة عن طريق نقل ملكية الغابات من الحكومات إلى المجتمعات المحلية.

لكن .... لا يزال ذلك معلقاً حتى الآن !!

مع كل ما ذكرناه، فقد تباطأ التقدم العالمي للاعتراف بمطالب المجتمع منذ عام 2008، فالحكومات، وخاصة في آسيا وأفريقيا، يترددون في التخلي عن السيطرة للمجتمعات المحلية. في إندونيسيا، والتي تفوقت على البرازيل مؤخراً بوصفها البلد الأسرع بإزالة الغابات، وجدت التقارير أن 1 مليون فقط من 42 مليون هكتار من غاباتها هي رسميا تحت سيطرة سكانها.

"لا أحد لديه مصلحة أقوى بصحة الغابات من المجتمعات التي تعتمد عليها لكسب قوتهم وعيشهم. إنه لأمر مأساوي أن هذا الإجراء لم يتم اعتماده حتى الآن بشكل كامل باعتبارها استراتيجية للتخفيف من تغير المناخ.

يمكن لذلك أن يتغير!

جولة هذا العام من المفاوضات الدولية حول المناخ ستكون في ليما – البيرو، بالقرب من الأمازون. وسيكون الاتفاق فيها على كيفية حماية الغابات والكربون محوراً مركزياً. ما يجب أن نعلمه أن تعزيز حقوق مجتمعات الغابات أمرٌ بالغ الأهمية لتخفيف تغير المناخ. ويبقى السؤال: هل سيكون في مجتمعنا العربي دور مماثل للمجتمع المحلي في الحفاظ على ما بقي من الثروات الطبيعية؟ .... نرجو ذلك قريباً!

مصدر المقال:

هنا

مصدر الصورة:

هنا