علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

الشك الارتيابي يساهم في الإصابة بالخرف

استمع على ساوندكلاود 🎧

شي مرة حسيت أنك عم تشك بدوافع الناس من حولك، أنو العالم عم تشتغل لمصالحها وأحياناً غرائزها الأنانية ويمكن تغدرك بأي لحظة؟ لا تخاف نحنا مو هون لنحكم عليك بس لنخبرك أنو هالشي يمكن يضرك... كيف؟ اقرأ معنا هالبحث وشوف:

الشك الارتيابي يساهم في الإصابة بالخرف.

الشخصية السلبية أو المتشائمة والمعروفة بال "Cynical" هي الصفة التي تطلق على الأشخاص ذوي الشكوك الدائمة بدوافع وأفعال الاخرين من حولهم، هم أشخاصٌ سلبيون، قليلو الثقة بالناس، ويظنون أن كل ما يحفز المرء هو مصالحه ومآربه الذاتية. للأسف فإن هذه السلبية قد تعود بآثار سيئة على صاحبها، فالدراسة التالية دليل على ترافق هذه الصفة عند الانسان في المراحل المتأخرة من العمر مع علائم ظهور الخرف.

فقد أظهرت هذه الدراسة التي نشرت في صحيفة 'Neurology' أن الأشخاص الذين يميلون للتشاؤم هذا أكثر عرضة للخرف بثلاث مرات من الأشخاص الذين يميلون له بمقدار قليل.

كيف قام الباحثون بتعريف "الشك الارتيابي"؟

- الشك الارتيابي هو الاعتقاد أنّ السبب الرئيسي الذي يحفز الآخرين هو أنانيتهم ومصالحهم الشخصية، وقد قام الباحثون بتقدير نسبته عند المشاركين بالدراسة من خلال سؤالهم عن مدى تأييدهم لأفكار معينة مثل: "جميع الناس يكذبون ليحققوا مآربهم" أو "من الأضمن ألا تثق بأحد" و غيرها من المفاهيم السلبية.

أخد الباحثون بعين الإعتبار عند إجرائهم لهذا البحث العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بالخرف وقاموا بضبطها، كإرتفاع ضغط الدم، و ارتفاع الكوليسترول، و التدخين. أما العلاقة بين الارتياب والخرف فلا يفسّرها الاكتئاب، ويبدو أنها عوامل مستقلة عن بعضها.

هل هذه الدراسة عن الارتياب الأولى من نوعها؟

- أظهرت أبحاث سابقة العلاقة بين الشك هذا، و أمراض صحية عديدة كأمراض القلب التاجيّ، و المشاكل القلبية والوعائية، والوفيات التي تعود إلى الإصابة بالسرطان.

إلا أن هذه الدراسة هي الأولى التي تدرس العلاقة بين التشاؤم والخرف حيث وجد الباحثون العديد من الدراسات التي تشير إلى انخفاض احتمال الإصابة بالخرف عند الأشخاص المتفائلين والمنفتحين. تجدر الإشارة الى أنه لم يثبت تأكيد ارتباط الارتياب بالإصابة بالخرف بشكل قطعي بل تبين أنه قد يكون عاملاً مؤثراً جدياً اذا ما ترافق مع مشاكل صحية أخرى.

في الختام فإنه على ما يبدو أن هذا البحث يمثل دليل آخر على التأثير الكبير للطريقة التي ينظر فيها الناس لحياتهم وللآخرين على صحتهم.

*هامش: إن مصطلح الشك الارتيابي ليس دقيقاً بشكل كامل، إنما هو أقرب مصطلح لكلمة "Cynical" في الإنكليزية، وهي ليست مرضاً أو خللاً عقلياً، بل إحدى الصفات التي قد تتسم بها الشخصية وتم تعريفها في المقال.

أيضاً لا علاقة لهذا المصطلح بالاضطراب النفسي المعروف بجنون الارتياب أو البارانويا (Paranoia).

المصدر: هنا