الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

ظواهر طبيعية فريدة والسبب: التغير المناخي

سوف نتعرف في السطور التالية على مجموعة من الظواهر الطبيعية الفريدة الناتجة عن التغير المناخي بالاضافة الى صور عنها:

الظاهرة الأولى:

منطقة "يامال Yamal" في روسيا وفي مكان يبعد 30 متراً عن حقل الغاز "بوفانيكوفو Bovanenkovo" اندهش العلماء بعد اكتشافهم حفرة بعمق 70 متراً، وبعرض ما يقارب 50 متراً، يكسوها الجليد من الداخل مع انسياب للمياه نحو القاع الذي يتميز بوجود بحيرة متجمدة!

حسب آخر النظريات التي أجراها معهد البحوث العلمية في القطب الشمالي ، إنَ المسؤول عن هذه الظاهرة الغريبة هو الاحتباس الحراري والتبدلات المناخية، فتشكَّل نتيجة عنها اختلاط ما بين الجليد، الملح والغازات، مما أدى إلى حدوث انفجار غازي في الطبقات العميقة. ومن نواتج هذا الانفجار اضطراب الكتلة الجليدية في الأعماق وانصهارها وتحرر الغاز منها.

الظاهرة الثانية:

تشكّل قمم جليدية حادة أشبه بالقرون وتسمى "القرون الجليدية Glacial horns"، ومن أهم امثلتها "ماترهورن Matterhorn"

وهو واحد من أشهر الجبال الجليدية في مرتفعات الألب السويسرية على الحدود ما بين سويسرا و إيطاليا..

سببت ظاهرة الدفيئة والاحتباس الحراري انهيار عدة كتل ضخمة عن كتف هذا الجبل الجليدي فتشكل لانسلاخها حواف حادة متعرجة*، أما أسفل الجبل وكنتيجةً لتجمع الصخور الثلجية المنهارة والحت الناتج عنها لأطراف الجبل السفلية تشكل ما يسمى بــ "الحلبات الجليدية Glacial Cirgues" بشكل وعاء يحمل فيه الثلوج و الجليد المتطبق.

* (للتوضيح): نتيجة الحت والخدش الجليدي لصخور الجبل..

الظاهرة الثالثة:

تشكل ما يسمى بــ "الهوَة الجليدية Randkluft"، وهي تبدو على شكل تصدعات جليدية تتشكل عادةً في الطبقات السفلية من الجليد ، إلا أنه و نتيجةً لظاهرة الدفيئة التي سببت ارتفاعاً في درجات الحرارة، فقد لوحظت في المناطق الجليدية الأكثر ارتفاعاً، فالاحتباس الحراري استطاع تسخين الطبقة السطحية من الصخور اعتباراً من الداخل مؤدياً إلى انزلاق الجليد من عليها ، و مع زيادة درجات الحرارة في فصل الصيف تزداد هذه التصدعات عمقاً و اتساعاً ما يزيد من خطورتها و بخاصة على هواة التزلج..

الظاهرة الرابعة:

تشكّل "الحلقات الحجرية Stone circles"

تتشكل الحلقة الحجرية في فصل الخريف،عندما تتالى يومياً عملية ذوبان الجليد وتجمده مرة اخرى، مشكّلة جيوباً جليدية عدسية الشكل تحت سطح التربة، ومع ازدياد كمية الماء في هذه الجيوب تتسع العدسات حتى تظهر على السطح بما يشبه التلة الصغيرة .

أثناء ذلك تتجمع الرواسب الكبيرة على الحواف بينما المتوسطة الحجم تبقى في المنتصف مشكلةً هذه الحلقات الحجرية، وتجاور عدة حلقات حجرية يعطي شكلاً هندسياً يشبه المضلعات.

ومن الجدير ذكره أن ارتفاع درجة حرارة الأرض في المناطق المتجمدة ساهم في تسريع تشكل هذه الحلقات نتيجة توالي ذوبان الجليد وإعادة تجمده..

الظاهرة الخامسة : تشكل "الجزر الجليدية المضلعة الشكل Ice wedge polygons"

ساهمت ظاهرة الاحتباس الحراري وبشكل كبير في زيادة تشكل المضلَعات الحجرية الجليدية واتساع رقعتها.

وهي تتكون عادةً كنتيجة لتكرار ذوبان الماء وتجمده في التربة على أطراف المسطح الجليدي، مؤدياً لتخلخل في التربة و إحداث شقوق فيها تمتلئ بالمياه الذائبة صيفاً وتجمدها شتاءاً مشكلةً ما يسمى بــ "الأسفين الجليدي" ** التي غالباً ما تتصل مع بعضها نتيجة اتساعها، وعند ذوبان الجليد فيا تخلّف بحيرات عديدة مختلفة الاحجام***..

مع تكرار العملية في أكثر من مسطح جليدي تنشأ هذه الظاهرة التي تعرف بـــ المضلعات الحجرية الجليدية.

** (للتوضيح): قطع من الجليد الأشبه بالأوتاد الغائرة في التربة.

*** (للتوضيح): على سبيل المثال دولة فنلندا بأكثر من 185 ألف بحيرة.

الظاهرة السادسة: "بحيرات السدود الركامية Moraine-Dammed Lakes"

تخلّف الأنهار الجليدية خلفها عادةً كميات من الركاميات الصخرية التي جرفتها معها في طريقها، وتتجمع هذه الركاميات على شكل سدود تتجمع خلفها المياه الذائبة عن النهر الجليدي (نتيجة الاحتباس الحراري) وتؤدي إلى تشكل بحيرات واسعة..

على أية حال إن هذه السدود غير مستقرة، ويمكن أن تنفجر في أية لحظة، مؤدية إلى اندفاع سيول بعمق 50 متراً، وبغزارة تصل 15 ألف متر مكعب بالثانية، فالفيضان يمكن أن يحطم أي شيء امامه.

هذه الفيضانات يمكن أن تحدث في أي مكان فيه انهار جليدية، ولكن منطقة آسيا الوسطى وجبال الأنديز في أميركا الجنوبية وجبال الألب في أوروبا هي الأماكن الأكثر عرضة للخطر..

والجدير بالذكر أن هذه السدود والبحيرات الركامية تُشاهد بأعداد متزايدة في الآونة الأخيرة متزامنة مع تراجع الأنهار الجلدية، ومصاحبة لخطر الفيضانات المرتبطة بها..

هنا