الطب > مقالات طبية

الزائدة الدوديّة: هل لها فائدة أم أنها زائدة؟

تُغيِّر الاكتشافات العلمية كلَّ يوم من معلومات كنّا نعتبرها مسلَّمات وهذه واحدة منها .

لماذا سميت الزّائِدة الدودية بهذا الإسم؟

الجواب بسيط مُستوحى من الإسم لأنه لا فائدة لها، فاستئصالُ هذه الزائدة الموجودة بالقرب من مِنطقة إتصال الأمعاء الدقيقة بالغليظة في جسم الإنسان والتي يتراوح طولها بين 5 إلى 10 سم لا يسبب مُضاعفات وأضرار على الجسم، الأمر الذي يعني أنه لا دور لها !

لا، هذا التفسير الشّائع ساذجٌ جداً فنسبةً لبحثٍ جديد هناك دورٌ تشغلُه الزّائدة يُؤثِّرُ على صحتنا تعالَوا نتعرّف عليه ..

تعيش في أمعاء الإنسان بكتيريا بشكل طبيعي (مفيدة) تُنتج فيتامينات وخمائر مفيدة للجسم والهضم وتدافع عنه ضد البكتيريا الضارة، وهي موجودة بكميّة معيّنة يؤدي اختلالها إلى المرض، والزائدة تُعتبر مخزناً لتجمّع البكتيريا المفيدة إلى أن يحتاج الجسم إليها، فعندما يُصاب الإنسان بالإسهال مثلاً، هذا يؤدّي إلى طرحِ محتويات الأمعاء إلى خارج الجسم- من ضمنها البكتريا المفيدة الموجودة فيها- بالتالي ينقص مُحتوى الأمعاء من البكتيريا المفيدة وهنا تنتقِل البكتريا المخزّنة في الزائدة الدودية إلى الأمعاء وتتكاثَر لتُعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل أن تقوم البكتيريا الضّارة بالانتشار وأخذ مكان المفيدة .

إذاً، بما أنّ للزّائدة هذا الدور لماذا لايُؤدي استئصالها للإصابة بالمرض ؟

أصبحنا نعيش في مجتمعات مدنيّة متطوّرة من الناحية الصحيّة، وعاداتنا الصحيّة جيّدة، فالنقص في البكتيريا المفيدة لن يُؤثّر على الصحة بالتالي استئصال الزائدة ليس له تأثير كبير . هذا من جهة، ومن جهة أخرى قلّة الجراثيم الضّارة في بيئَتنا – نتيجة العناية الصّحية العالية – يدفع إلى زيادة نشاط الجهاز المناعي ومُهاجمة البكتيريا المفيدة الموجودة في الزائدة الدودية مما يُسبب التهابَها الأمر الذي يؤدي للحَاجة لاستئصالها .

أي أنَّ المستوى والعناية الصحية العالية لا تؤدي فقط إلى عدم الحاجة للزائدة بل إلى التهابها أيضاً .

هذه النتائج التي قدَّمها البحث عن دور الزائدة الدودية وفائِدتها ليست مُباشرة إنّما استنتاجات من المعلومات التّي نعرِفها عن البكتيريا الموجودة في الأمعاء، ودورُها في صحّة الأمعاء، وتعود قلة المعلومات التي نعرِفها عن الزائدة لصُعوبةِ إجراء الدّراسات عليها بالإضافة إلى أنّ عدد قليل من الحيوانات يملكُ زائدة دودية وهي مختلفة كثيراً عن الموجودة في الإنسان .

مصدر المقال:

هنا

موسوعة Encarta:

Vitamin." Microsoft® Student 2009 [DVD]. Redmond، WA: Microsoft Corporation، 2008