الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

أسماك الزينة في مياه مالحة!

العديد منا رأى أو ربى أسماك زينة في حوض مائي يحوي مياه مالحة.. هل تعلم انه نظرا لصعوبة تزاوج هذه الاسماك في الاحواض يجب القاء القبض عليها حية واحضارها للاحواض؟ وهل تعلم انه اثناء تلك العملية تموت حوالي 80% من الاسماك المحتجزة؟؟؟

يطور علماء الأحياء البحرية في جامعة تكساس وسائل فعالة لتربية أسماك زينة وأفراس بحر وعوالق المياه المالحة في الأسر (أحواض صنعية) بغرض حفظ التنوع الحيوي للشعب المرجانية, ويعتقدون أن صناعة الزينة البحرية يمكن أن تكسب مليار دولار إذا ما وجهت للعاملين في صناعة أسماك الزينة.

يعتبر ذلك آلية مشابهة للزراعة العضوية من حيث تغيير طريقة تفكير الناس فيما يزرعون ويشترون, حيث يستلزم الأمر جمع المتحمسين المستعدين لرعاية خزانات المياه المالحة بغرض التربية المستدامة لأنواع الشعاب المرجانية الآمنة.

عملت الدكتورة جوان هولت على مدى 10 سنوات على تطوير سلالات تزيينية صالحة لتربية الأسر, حيث تعتبر رائدة في تصميم الأحواض واختيار مصادر الغذاء الملائمة للحفاظ على حياة اليرقات الهشة حتى تصل سن البلوغ.

تعتبر السيدة هولت أيضاً من أشد منتقدي الطرق المسرفة الحالية في جلب المخلوقات البحرية من المحيطات إلى الأحواض. فمن الطرق الشائعة استخدام محلول السيانيد الذي يتدفق في ثقوب الشعب المرجانية ليخدر الأسماك فتطفو على السطح وتجمع, ليتم نقل الحية التي تصحوا منها فيما بعد. تؤدي هذه الطريقة لابيضاض المرجان كما وتقتل الأحياء التي تتخذ الشعب موطناً لها, خصوصاً تلك التي لا تستطيع السباحة بعيداً عن السيانيد. يؤدي ذلك بالنتيجة لقتل 80% من الحيوانات المسوّقة قبل وصولها إلى الأحواض.

بعكس سوق أسماك زينة المياه العذبة والتي فقست أصلاً في الأسر, فسوق الأحياء التزيينية المالحة برّية (محميات طبيعية) بنسبة 99.9%, وهذا عائد لقلة المعرفة في هذا المجال.

تميل أنواع المياه المالحة لتعطي فراخاً صغيرة الحجم, ضعيفة يصعب وصولها لمرحلة النضج وتحتاج أنواع أطعمة مختلفة, كالعوالق التي يصعب على المربّي تأمينها, ومع كل هذه الصعوبات إلا أن التغلب عليها ممكن.

أعطت بنجاح سبعة أنواع أسماك في الأسر مواليداً, بالإضافة لفرس البحر والروبيان التي التقطت من خليج المكسيك والبحر الكاريبي, علماً أن العلماء فشلوا في تربية هذه الأنواع سابقاً ومنها سمك المهرج والقوبيون والمرجان والمحار والطحالب واللافقاريات.

العديد من الأحواض المائية الكبيرة مثل "عالم البحار" التزمت بالمساعدة في جمع بيوض هذه الأنواع, بالإضافة لوضع معلومات عن تأثير التجارة على الشعب المرجانية في معارضهم.

بالنهاية العلم جنباً إلى جنب مع الاقتصاد والوعي الاجتماعي سيؤدي لتغيير جذري في كيفية إكثار كائنات أحواض المياه المالحة وفي كيفية إشباع رغبات هواة جمع هذه الكائنات.

بازدياد الإقبال على أحواض الزينة سيهتم الناس بشراء الكائنات الناتجة عن تربية مستدامة أكثر, والتي بدورها ستؤدي لإنتاج أسماك أفضل وأكثر صحة وأسهل للتربية.

يفترض أن تتكيف الأنواع المرباة في الأسر مع الخزان الذي يحويها أكثر من تلك البرية التي التقطت من نظم مختلفة في أماكن ما من العالم, وهنا التجار الجيدون سيرغبون ببيع هذه الأنواع وكذلك سيرغب المستهلكون بشرائها.

هل تتخيلون بعد الآن إمكانية امتلاك حوض لأحياء بحرية غريبة ونادرة في المنزل أو الحديقة ؟؟؟

المصدر:

هنا