الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

الإسمنت وحماية الطبيعة!!

أول ما يخطر ببالنا عند ذكر كلمة إسمنت هو البناء, الحضارة, والتمدن وهي أشياء قد لا يحبها كثيراً دعاة الطبيعة, لكن هل يمكن أن يستخدم الإسمنت في حماية البيئة؟؟

تتلقى البحيرات ومجاري الأنهار الكثير من الفوسفور الذي يهدد البيئة المحلية, وقد أجرت جامعة دنماركية البحث التالي للحد من هذا التسرب.

ينتج عادةً عن هدم أي بناء كميات من الأسمنت المسلح (الجدران الخرسانية) التي يتم التخلص منها لكن وجد مؤخراً أن لهذه الجدر القدرة على ربط الفوسفور, فقد تبين أنها قادرة على تقييد ما يصل إلى 90% من الفوسفور.

الموضوع هو بحث دكتوراه يجري حالياً في 2013 ونتائجه إلى الآن مبشرة.

مياه الأمطار أو الري الزائدة تغسل الفوسوفور المستخدم لتسميد الأراضي الزراعية وتجمعها في البرك والبحيرات والمجاري المائية, وهذا ما يزيد في نمو الطحالب ويؤوثر سلباً على العديد من الأنواع التي تعيش في المياه.

لكن ما السر في الخرسانة ؟؟

يحتوي الإسمنت على الكالسيوم بشكل كبير وكذلك على الألمنيوم والحديد, وهذه العناصر الثلاثة بمقدورها الارتباط مع الفوسفور. وأظهرت النتائج أن حجم حبيبات الخرسانة كلما صغر كلما كان أفضل لزيادة سطح التماس وعليه فإن الإسمنت المسحوق هو الأكثر فعالية.

من المؤكد أن القارئ تبادر إلى ذهنه بقايا الخرسانة المرمية في الأنقاض وإمكانية الاستفادة منها في هذا السياق ..... لكن للأسف !!! الخرسانة التي تعرضت للكثير من الرياح والأمطار تـُـغسل منها المادة الفعالة في الإسمنت المسؤولة عن الاحتفاظ بالكالسيوم الضروري للعملية.

ليس هنالك بعد معلومات عن طول الفترة التي يمكن أن يعمل بها فلتر من بودرة الإسمنت لكن يتوقع أن يستمر ذلك لعدة سنوات, لكن في النهاية يجب استبدالها.

الأمر الأخير والذي -قد- يكون سلبياً هو أن الخرسانة تؤدي بحكم رقم حموضتها المرتفع إلى قلوية المياه والتي بحكم قلويتها يمنع صرفها إلى مياه البحيرات إلا قبل إضافة القليل من الحمض للمعادلة. مرة أخرى الغسل المستمر الناتج عن استخدام الخرسانة بشكل متواصل ولو أنه يقلل فعاليتها إلا أنه أيضاً يوقف الأثر القلوي وتتوقف معه الحاجة لإضافة الحمض, أي أن التقادم الزمني في عمر الخرسانة سلاح ذو حدين.

في الوقت الذي يشكل الإسمنت عصب الإعمار خاصةً في الدول النامية, هل تعتقدون بأن أحداً سيأبه لهكذا استخدام للإسمنت ؟؟؟

المصدر:هنا