الفيزياء والفلك > علم الفلك

سحب مائية على بعد 7 سنوات ضوئية عن الأرض

وجد علماء الفلك دلائل على وجود سحب مياه جليدية على سطح جرم يبعد عن الأرض فقط 7.3 سنة ضوئية، هذه المسافة أقل من ضعف مسافة أقرب نظام نجمي من الشمس و هو Alpha Centauri. إذا تم تأكيد هذا الاكتشاف فستكون أول مشاهدة للسحب المائية خارج نظامنا الشمسي.اكتشف هذا الكائن مؤخراً عالم الفلك كيفين لومان من جامعة بنسلفينيا (تفاصيل أكثر عن الاكتشاف هنا ) مستخدما صورا التقطها تلسكوب الأشعة تحت الحمراء الفضائي Wise الخاص بـ NASA و الذي قام بمسح السماء من عام 2010 حتى عام 2011.وقد وجد أن السحب تغطي جرماً بحجم المشتري و يعرف هذا الجرم باسم (القزم البني) مما يمكن يزودنا بمعلومات عن طبيعة الكواكب الباردة العملاقة التي تدور حول شموس أخرى. الأقزام البنية هي أجسام فلكية لم تمتلك ما يكفي لتصبح نجوماً، فكتلتها صغيرة جداً لذلك لا تستطيع تشكيل تفاعلات نووية داخلها، لذا بعد ولادته يتلاشى و يبرد ، القزم البني المكتشف والذي سمي WISE J0855-0714 هو أبرد قزم بني معروف. حرارته أقل بقليل من درجة تجمد الماء، لذلك هو أبرد من درجة حرارة الأرض الوسطية و لكنه أكثر دفئاً من المشتري.الجار الجديد يشبه الكواكب العملاقة في مجموعتنا الشمسية، إنه ضخم كالمشتري و لكن كتلته أكبر من المشتري بثلاث إلى عشر مرات.إنه جسم منفرد، أي لا شمس له ممكن أن يعترض توهجها رؤيتنا له. كما أنه رابع أقرب نظام من الشمس من بعد الأنظمة Alpha Centauri، Barnard's star، and Luhman 16.

ولأن هذا الجرم صغير بارد و معتم جداً، لم تتمكن المراصد الأرضية من رؤيته.الا أن جاكلين فاهرتي من معهد كارنيجي للعلوم في العاصمة واشنطن ،أمضت ثلاث ليال من أيار في التشيلي مستخدمة تلسكوب ماجلان باد طوله 6.5 متر لتحصل على 151 صورة (قريبة/أشعة تحت الحمراء) وقد جمعتها لاحقاً ما أوصل بالنهاية الى الاكتشاف.بالإضافة إلى ذلك، سوف يقوم فريقها بتقديم تقرير في مجلة The Astrophysical Journal Letters يوضح أن الألوان المرصودة تطابق النماذج لقزم بني مغطى بسحب مياه جليدية و سحب كبريتيد الصوديوم.

عالم الفلك جوناثان فورتني من جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز والذي كان مساعداً بتطوير هذه النماذج و لكنه لم يكن مشاركا بهذا الاكتشاف، يقول :" إنه مثير للاهتمام بشكل لايصدق"و يقول أيضا :" إن النتائج مبدئية، و لكنه الدليل الأول لوجود سحب مائية خارج نظامنا الشمسي".

حتى في نظامنا الشمسي يستطيع الراصدون رؤية السحب المائية فقط على الأرض و المريخ.بينما تكون الكواكب العملاقة باردة جداً،لذا تغطي سحب الأمونيا الجليدية السحب المائية على المشتري و زحل، أما الغلاف الجوي في أورانوس و نيبتون فيحجب الرؤية عنها.

أدرك المراقبون سابقا وجود بخار الماء في الأغلفة الجوية لكواكب من خارج المجموعة الشمسية.و لكن يقول فورتني أن السحب المائية ظاهرة جديدة و يقول :" أحد الأشياء التي لا نعرفها حقا كم هو شائع التغييم الجزئي" فالغيوم في الزهرة مكونة من حمض الكبريتيك و هو كوكب غائم كلياً، في حين كوكب الأرض غائم جزئيًا.كذلك هذا القزم البني حيث يكون أيضا غائم جزئيا فالغيوم تغطي نصفه تقريباً.

و في النهاية، و لأن الجرم معتم جدا فإن تأكيد الاكتشاف سيتطلب انتظار تلسكوب الفضاء جيمس ويب الذي سيتم إطلاقه إلى الفضاء لاحقا في هذا العقد

المصدر: هنا

حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech