الطب > مقالات طبية

هل تتغيّر قرارات الأطباء عندما يتعلق الأمر بأقاربهم؟

أظهرت دراسة حديثة نُشرَت في الدوريّة الأمريكية للسيطرة على العدوى American Journal of Infection Control أنّ الأطباء وأعضاء الفريق الطبي ينحازون إلى عواطفهم وآرائهم الشخصية، ولا يتخذون موقفاً مهنياً أو موضوعياً من اللقاحات عندما يتعلق الأمر بهم وبعائلاتهم، في حين يختلف الأمر إذا كان المرضى لا يمتّون لهم بصلة.

يقول أحد الأطباء المشاركين في الدراسة: "عندما يكون الخطر بعيداً عن الأطباء وعائلاتهم، يصبح من السهل التصرف بموضوعية واتخاذ موقف مهنيّ من الإجراءات الطبية، في حين يختلف الأمر إذا ما تعلق الأمر بهم شخصيّاً، حيث ستتحكم عواطفهم في قراراتهم".

يُذكر أنّ منظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت وباء الإيبولا حالةً طارئة، وبات أعضاء الفرق الطبية المحلية مسؤولين عن اتخاذ كافة الإجراءات وإبلاغ العامّة عن مخاطر هذا الفيروس وطرق الوقاية منه. إلى جانب ذلك، طُلب من العديد من الناس أخذ اللقاحات ضد الأوبئة والأمراض التي اجتاحت العالم خلال السنوات القليلة الماضية مثل شلل الأطفال وإنفلونزا الطيور الذي اجتاح الصين قبل حوالي سنة ونصف (وهي من الأوبئة الفيروسية).

إلا أنه على الرغم من ذلك، أظهر الكثير من السكان تخوّفهم من أخذ اللقاح، وانتشرت الأقاويل بين الأوساط غير المختصة حول خطورة اللقاحات أو عدم الجدوى منها. ولذلك فإنّ الدراسة المذكورة أرادت التحقّق فيما إذا كانت هذه المخاوف تجول أيضاً في أذهان الأطباء والمختصين عندما يتعلق الأمر بمن يحبّون.

أُجريت الدراسة على 109 موظفاً في الرعاية الصحية و131 فرداً من العامة، حيث تم استطلاع آرائهم فيما إذا كان من الواجب إعطاء اللقاحات المكتشفة حديثاً (وغير المختبرة جيداً) للمرضى، وفيما إذا كانوا مستعدين لتجربته على أنفسهم وعلى عائلاتهم. حيث وجدت الدراسة أن المتخصصين وأعضاء الفرق الطبية يتخذون موقفاً موضوعياً عندما لا يتعلق الأمر بهم شخصياً، ويؤيدون فكرة تلقيح السكان مستندين في آرائهم إلى معارفهم الطبية، في حين انحاز العامة إلى عواطفهم الشخصية وأظهروا خوفهم من الفكرة.

إلا أنّ المفاجأة سرعان ما ظهرت، إذ لم يصمد الموقف الموضوعي الذي اتخذه المختصون عندما تعلّق الأمر بهم وبعائلاتهم، وتغلبت عواطفهم على المعرفة والمنطق لتزول كل التناقضات بين آراء الفريقين ويصبح الخوف والرفض سيّدَي الموقف.

ويختم الطبيب الباحث كلامه بالقول: "عادةً ما يتصرّف الأخصائيون الطبيون بعقلانية وموضوعية عندما تكون الحالة بعيدةً كل البعد عنهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بهم وبمن يحبون نجدهم يتصرفون كأيّ فرد آخر من العامة، إذ ينقادون وراء عواطفهم ومخاوفهم، ويشعلون بها حالةً من الذعر بين السكان."

طيب وإنتو مستعدّين تاخدوا اللقاحات وتنصحوا أهلكم ياخدوها واللا رح تخافوا متل الأطباء؟؟

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا