علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

العنف عند الأطفال... الدافع والحل

يعتبر العدوان ضرورة للحفاظ على التوازن الشخصي لدى الطفل ، لأنه يساعد على نموّ استقلالية و تطوير الطفل لذاته ، و بطبيعة الحال يجب أن يتناقص العدوان مع التقدّم بالعمر .

تعريف العدوان : سلوك عدواني ضد الآخرين لإلحاق الأذى بشكل مباشر أو غير مباشر ، لفظيّاً أو جسميّاً .

مظاهر العدوان :

1 – العدوان نحو الذات : يتمثّل بقيام الطفل بإلحاق الأذى ( بنفسه ) ، و يتراوح بين الاعتداء اللفظي أو البدني ، كضرب رأسه أو شد شعره أو توجيه عبارات انتقاص بحق نفسه ، على سبيل المثال ( لا أحد يحبّني ، أنا لا أستحق أي تقدير .. و هكذا )

2 – العدوان نحو الآخرين : و هو لجوء الطفل لقوّته البدنية لإيقاع الألم و الأذى بالآخرين ، و ذلك باستخدام اليدين أو الآلات الحادّة أو بالاعتداء اللفظي كتوجيه الشتائم و الألفاظ المسيئة .

و قد يكون مباشراً : كالمواجهة بالضرب او الشتم .

قد يكون غير مباشراً : كاللجوء للانتقام لاحقاً بالمكائد أو توجيه الآخرين للاعتداء عوضاً عنه .

3 – العدوان بالإشارة : و يتمثّل بقيام الطفل بالاستفزاز عن طريق توجيه اشارات باللسان أو الأصابع للخصم بهدف استفزازه أو إهانته .

أسباب العدوان :

أولاً – الجوّ الأسري : فالأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع التي تساهم في بناء شخصية الطفل و تشكيل سلوكه ، فأطفال الأسرة المتوترة أو ذات الثقافة المتدنية أكثر عرضة لزيادة السلوكيات العدوانية ، أو قد تلعب الأدوار الاجتماعية في المنزل دوراً في ذلك مثل العنف الأبوي ضد الأم أو العكس أو التسلّط لدى الأبوين و غيره .

ثانياً – التقليد و المحاكاة : يقوم الطفل بتقليد الكبار ، و يعزز الفعل العدواني عدم العقاب أو ربما تدعيمه ايجابياً ، بل ربما يكون الآباء أنفسهم هم انموذج الطفل ، كما تلعب الأفلام دوراً كبيراً في بناء مثال سيء للسلوك العدواني .

ثالثاً – الشعور بالنقص : قد يعتقد الأهل و المحيط أن تعيير الأطفال بغيرهم سيدفعهم لزيادة الإهتمام بأنفسهم ، و هذا خطأ ، لأن ذلك قد يولّد عدوانية لدى الطفل ، فالطفل لا يتعامل بعقلانية ، بل باندفاع مبعثه الشعور بالدّونية ، الأمر الذي يدفعهم لتجاوز هذا النقص بالاعتداء على اقرانهم .

رابعاً – الدلال و الحماية الزائدة : فالطفل المدلل هو الذي تعلّم الحصول على طلباته دون قيد أو شرط ، و لكن هذا الطفل عندما يخالط العالم الخارجي يصطدم بقوانين المجتمع ، فيحدث نوع من النكوص و الارتكاس يؤدي للسلوك العدواني .

خامساً – الحرمان العاطفي : على العكس من الدلال الزائد هو نقصان الحنان ، وكلتاهما تؤديان لمواقف عدوانية ، ومن مظاهر نقص الحنان هو زيادة التوتر بين الآباء و الأبناء ، مما يدفع الأطفال للقيام ببعض السلوكيات العدوانية بهدف إثبات الذات و لفت الإنتباه .

الحلول المقترحة لتهذيب (تطهير العدوان ) ::

1- تأمين البيئة الصحية اجتماعياً و نفسيا ً لكل طفل في المدرسة .

2- تعزيز ضوابط السلوك المدرسي و ما يترتب على ذلك من وجود مرشدين نفسيين و اجتماعيين و اداريين يشرفون على سلوك التلاميذ الفردية و الجماعية .

3- السعي للتخلص من عوامل الاحباط عند كل طفل لأنها غالبا المسببة لسلوك العدوان لديه من خلال تشجيع التلميذ و توعيته بأهمية الدور الذي سوف يقوم به على صعيد المدرسة و المجتمع و بالتالي تعزيز ثقته بنفسه .

4- البدائل : توضيح بدائل العدوان المتوفرة و التي يمكن الاستعاضة بها للتخفيف من السلوك العدواني و العمل المستمر على تشجيع الاطفال على استخدام البدائل مثلا : بحال تعرضت للأذية من صديق أبلغ الادارة بدلا من مهاجمته بنفسك

مثال أخر : بحال كان المقعد غير مريح قم بتبليغ الادارة أو الصيانة بدلا من كسر المقعد و ......

5- العقوبات : التلويح بالعقوبات و مكانتها من العدوان و بيان مدى تدرج العقوبة و تناسب شدتها طردا مع شدة العدوان .

تتضارب الآراء بين مدارس علم النفس و علم الإجتماع حول آليات التعامل مع العنف عند الأطفال ، و لكن فهم الدوافع العدوانية لدى الطفل يبقى العامل الأهم بين جملة العوامل العلاجية لهذا السلوك ، و نحن بدورنا في الباحثون السوريون نبقي السؤال مطروحاً للآباء و الأمهات و المربّين للمساهمة و مشاركتنا بنتائج تجاربهم مع أطفالهم لإغناء موضوعنا هذا و إفادة الآخرين ، فما هي آراؤكم و تجاربكم؟

المصادر: وزارة التربية السورية ، مديرية البحوث ، دائرة الإرشاد النفسي و الاجتماعي

محمد المصري علم النفس الاجتماعي

منشورات من جامعة دمشق سيكولوجيا التكيف ل نعيم الرفاعي