تعاون الجراثيم مع بعضها قد يساعدها في الانتقال من الحيوان إلى الإنسان

يتم تفاعل البكتريا مع الوسط الموجودة فيه عن طريق تحرير جزيئات تؤدي بها للتأقلم مع ذلك الوسط، حيث تلعب هذه المواد الكيميائية قليلة الكم دوراً كإشارات لتنظيم العمليات فيما بينها.

وبناءً على ذلك، فإن البكتريا التي تستطيع تحقيق ذلك التعاون ضمن الوسط فإنها تنمو وتتكاثر و تصبح قادرة على إصابة العديد من الأنواع الحية بما في ذلك البشر.

و إن اكتشاف السبب المتعلق في أن بعض الأمراض تكون أكثر جاهزية - للانتقال وإصابة الأنواع - أكثر من بعضها الآخر، يمكن أن يكون ذي قيمة في التنبؤ والتعامل مع الأمراض التي تهدد الصحة.

إن أغلب العداوى الجديدة التي تصيب الإنسان، تسببها ممرضات تنتقل عن طريق الحيوانات. كما أن العديد من هذه الممرضات تسبب عداوى سيئة جداً ومن الصعب السيطرة عليها، كمسببات الجمرة الخبيثة Anthrax(1) والعنقوديات الذهبية المقاومة للميثيسيلين MRSA(2).

وفي بحث أجرته جامعة إيدنبرغ Edinburg، تم الكشف عن أن الجراثيم المدروسة تحمل العديد من الجينات (المورثات) التي تساعدها على التعاون مع بعضها بما يمكنها أن تتكيف مع مختلف البيئات. هذه الدراسة استخدمت مزيجاً من النماذج الرياضية والتحاليل العلمية للشفرات الوراثية لما يقارب 200 نوع بكتيري.

يقول الدكتور "Luke McNally"، الذي قاد الدراسة، في هذا السياق: "إن البشر كان بمقدورهم استعمار كوكبهم بإجراء تعديل عام وجماعي على البيئة بحيث تصبح مناسبة لهم، و إن دراستنا تُظهِر أنَّ البكتريا تحاول أن تفعل الشيء ذاته، فالتعاون فيما بينها ضروري لضمان انتشارها وانتقالها من أنواع تعيش فيها إلى أنواع أخرى جديدة".

البكتريا هي الكائنات المجهرية الغامضة يلي كل فترة بتم الكشف عن أحد أسرارها وعلى ما يبدو هالاكتشاف رح يوصلنا لطرق جديدة لمكافحة الأمراض يلي بتسببها وخاصة صعبة العلاج منها.

الحاشية:

(1) الجمرة الخبيثة Anthrax: أحد أهم الأمراض والتي يمكن أن تكون مميتة في بعض الأحيان، تسببها عصيات الجمرة الخبيثة "Bacillus anthracis"، اكتسبت شهرة واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2001 حيث أصابت 22 موظفاً عن طريق إرسال أبواغها بالبريد ضمن الرسائل.

(2) العنقوديات الذهبية المقاومة للميثيسيلين MRSA: سلالات بكتيرية عائدة للعنقوديات الذهبية، تتصف بأنها مقاومة للعديد من الصادات الحيوية و أنها صعبة المكافحة، وهي تصيب أجزاء عديدة من الجسم.

مصدر المقال:

هنا

مصادر الحاشية:

هنا

هنا

هنا