البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

دراسة تلقي الضوء على تأثيرات البيئة في تغيير صفات كل من المتطفل والمضيف

التطفل ما بيعرف لا صغير ولا كبير، وقانون الغاب ماشي عالكل، يعني البقاء للأقوى دائماً، هالشغلات كلها موجودة بعالم الأحياء الدقيقة متل مالها موجودة بعالمنا، فالمتطفلات كمان إلها أذواق ممكن بعضها يفضل يتطفل على فيل، ومنها يفضل يتطفل على برغوث، بس مبدأ التطفل واحد ومعروف، تعرفو على هالدراسة الخفيفة واللطيفة..

تسبب الطفيليات تغيرات جذرية في حياة مضيفيها، من خلال إعادة توجيه الطاقة داخل المضيف، الأمر الذي يؤثر على العديد من الجوانب الحياتية له ومن ضمنها النمو والتكاثر.

ومن الأمثلة على ذلك، براغيث المياه العذبة - وهي قشريات صغيرة جداً آكلة للطحالب - التي تصبح عقيمة عند إصابتها بالأمراض الطفيلية، كما أن حجمها يزداد إلى الضعف قبل حدوث ذلك.

وجد الباحثون خلال دراستهم، أنَّ المتطفل يستفيد عن طريق سرقته الموارد المخصصة لنمو مضيفه، حيث يقوم النوع " Pasteuia ramose" - كالعديد من الطفيليات - بإخصاء مضيفه قبل قتله، فبعد عدة أيام من إصابة "برغوث المياه العذبة "Daphina magna" بأبواغ الطفيلي (عن طريق ابتلاع هذه الأبواغ والتي تنتشر عادة في المياه بعد موت مضيف سابق)، يتوقف إنتاج البيوض في الكيس الحاضن للبرغوث المصاب، ويبدأ بالتورم سريعاً والتحول إلى اللون الوردي (كما يظهر في يمين الصورة)، لكن يسبق عملية الإخصاء هذه بفترة قصيرة، ازدياد حجم قوابض المضيف المصاب بالمقارنة مع الأفراد السليمة، ويسمى هذا النوع من التكيف عند المضيف بتعويض الخصوبة. فتوقيت الخصوبة يعد العامل الأساسي؛ كلما تأخر الطفيلي في إخصاء المضيف، كلما زاد تكاثر هذا الأخير، وقلّ انتاج أبواغ الكائن المتطفل.

وبحسب العلماء فإنَّ الأمراض المسببة للعملقة والإخصاء تحدث بسبب مصادر داخل المضيف يعاد توجيهها لتبتعد عن التكاثر باتجاه النمو. ولكن ولأن هذه التغيرات يمكن أن تؤثر على نجاح كل من الطفيلي والمضيف على حد سواء، فقد يصعب تحديد المستفيد منها (إن كانت تفيد أحدهما أصلاً).

ولمتابعة ميزانية الطاقة داخل المضيف عن كثب، قام فريق بقيادة "كلايتون كريسلر Clayton Cressler" من جامعة "Queen’s Univesity" بتربية براغيث المياه العذبة "Daphnia" التي تم جمعها من بحيرة في إحدى المزارع على الحدود الاسكتلندية.

تم تعريض البراغيث إلى أبواغ الطفيلي "Pasteuria"، ثم قُسِّمَت البراغيث إلى مجموعات تم إطعامها الطحالب خلال فترات زمنية تترواح من 1- 6 أيام لكل مجموعة، إذ أن زيادة الفترة الزمنية بين الوجبات المقدمة تزيد من إجهاد الجوع. استمر إطعام كل من المجموعات الستة وفق نفس الجدول الزمني لنحو شهر ونصف، بعد ذلك تم حساب الحمولة البوغية للنوع) "Pasteuria" الحمولة البوغية: كمية الأبواغ التي يحملها الطفيلي(

أثّر التجويع بالدرجة الأولى على التكاثر، إلا أن معاملات الطعام المختلفة كانت ذات تأثير طفيف على مسارات النمو. فالبراغيث التي تم تجويعها كانت تنمو تقريباً بنفس سرعة الأفراد التي تم إطعامها بانتظام. لكنها حتماً صرفت طاقة أقل للتكاثر. بعد 4 أيام من معاملات الطعام المختلفة، أصبحت البراغيث أصغر بمعدل 7%، لكن معدل التكاثر انخفض 48% عن المعدل. كما وُجد أنَّ سن الإخصاء كان نفسه خلال المعاملة، حيث أن زيادة إجهاد التجويع قلّل من عملقة البراغيث وإنتاج أبواغ الطفيلي على حد سواء، بدون تأثير يذكر على الإخصاء.

تقوم علاقة التطفل بشكل عام على الصراع على موارد الطاقة بين الطفيلي والمضيف، ويفسر ذلك العلماء بأنه كلما استطاع الطفيلي "Pasteuria" إخصاء مضيفه في وقت أسرع، كلما أجبره على التركيز على النمو على حساب التكاثر، والذي بدوره يفيد الطفيلي كونه يعتمد على سرقة موارد نمو المضيف من أجل استمرار حياته وتكاثره.

هذا النوع من الدراسات لن يساعد في فهم التغيرات الحياتية للمضيف بعد إصابته بعدوى الطفيلي فحسب، وإنما سيمكن الباحثين أيضاً من فهم ديناميكيات المرض البيئية والتطورية بصورة أكثر شمولية.

فهم آليات التطفل بالطبيعة، بيخلينا نعرف طريقة مقاومة الأمراض يلي بتسببها المتطفلات، وبالتالي بيقربنا خطوة باتجاه هدفنا يلي هو عالم خالي من الأمراض، هاد النوع من الدراسات برأيي هو بداية الوصول للهدف، فشدو الهمة يا شباب لازمنا باحثين سوريين يشاركو بالهدف السامي، على أمل نشوف دراسات عنا من هالنوع وأكتر..

المصادر:

هنا

هنا

هنا