البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

جيل جديد من الخلايا الجذعية لعلاج أكثر الأمراض المسببة للعمى

هناك الكثير من الأمراض التي تسبب العمى وخاصةً تلك التي تكون مرتبطةً بالسن لكن تقنيةً جديدةً في الخلايا الجذعية ستجرب في الأيام القادمة على البشر قد تؤمن لهم العلاج فتعالوا نتعرف عليها.

قبل أن نبدأ اعزائي القُرَّاء في هذا المقال، أودُّ أن أعرفكم على بعض المعلومات الهامة التي ستساعدكم على فهمه. يتألف جسمنا من خلايا، هذا ما قد يعرفه معظمكم، وهذه الخلايا مختلفةٌ عن بعضها بالشكل فالخلية العصبية لا تشبه الخلية الدموية وكذلك تختلف عن بعضها في الوظيفة فوظيفة الخلايا العصبية غير تلك الخاصة بالدموية وهكذا، أي للخلايا في أجسامنا أشكالٌ ووظائف مختلفة، لكن من أين أتت هذه الخلايا؟ عندما يتشكل الجنين من إلقاح النطفة للبويضة لا تكون كل هذه الانواع من الخلايا موجودة وإنما بعد الإلقاح تبدأ الخلايا بالتمايز (التخصص الوظيفي والشكلي) وبالتالي لو حصلنا على خلايا جنينية وجعلناها تتمايز فإنها ستحل محل خلايا تالفة والخلايا التي تمتلك هذه الصفات تسمى خلايا جذعية. أعتقد أن هذا القدر يكفي والآن تفضلوا معنا لنخبركم عن تجربةٍ قد تقدم لنا الكثير في مجال علاج الأمراض..

تبدأ القصة مع مريضةٍ يابانيةٍ تستعد للدخول في أول تجربة سريرية للعلاج بالخلايا الجذعية المُحَرَّضَة "induced pluripotent stem cells" وستقوم التجربة على علاج مرض التنكس البقعي المرتبط بالعمر "age-related macular degeneration" وهو عبارةٌ عن مرضٍ عينيٍ يصيب شبكية العين ويؤدي مع التقدم بالعمر إلى تراجع الشبكية وتخرب المستقبلات الضوئية ضمن العين مما يؤدي في النهاية إلى العمى.

وستستخدم التجربة "الخلايا الجذعية المحرضة " وهي نوعٌ من الخلايا الناتجة عن تحويل خلايا الجلد وبرمجتها لتصبح خلايا جذعية. حيث يُستَخدَم التعديل الوراثي في عملية التَّحويل تلك، وهذه الطريقة منذ اكتشافها في عام 2006 قد أحدثت ثورةً كبيرةً في مجال الخلايا الجذعية كونها تنتج خلايا جذعية من خلايا الجلد والخلايا الناتجة تملك قدرةً شبيهةً بالخلايا الجذعية الجنينية (أي القدرة على التمايز-التخصص الوظيفي والشكلي- إلى كافة أنواع الخلايا).

كيف سيتم إجراء التجربة ؟

سيتم استعمال خلايا المريض -الخلايا الجلدية من نوع فيبروبلاست- وتعاد برمجتها وراثياً لتتحول لخلايا جذعية هي الخلايا الجذعية المحرضة وتملك هذه الخلايا القدرة على التحول لكل أنواع الخلايا الموجودة ضمن جسم الانسان. ثم يتم تحويل هذه الخلايا الجذعية إلى خلايا ظِهارية مُنتِجة للصباغ الشبكي "retinal pigment epithelium cells"

ويتم تنمية هذه الخلايا على شكل صفائح رقيقة يتم زرعها ضمن الشبكية لتعويض الضرر الناتج عن تخرب الخلايا.

وسيقوم بالعملية جراح بالتعاون مع علماء المختصين بالخلايا الجذعية التابعين لمركز " RIKEN " الياباني. ويذكر أن هذا المركز عانى من مشاكل عديدةٍ في بداية السنة الحالية "2014" نتيجة بحثٍ للخلايا الجذعية تبين فيما بعد أنه قد تم التلاعب فيه.

ماهو الجديد في هذه التجربة ؟

إن هذه التجربة ليست أول تجربةٍ للعلاج بالخلايا الجذعية حيث أن هناك العديد من التجارب السريرية التي تحاول إيجاد علاجاتٍ للأمراض المختلفة اعتماداً على الخلايا الجذعية وقد بدأت في عام 2012 تجربة على نفس المرض ولكن باستخادم خلايا مشتقة من الخلايا الجذعية الجنينية وتم علاج مريضين و مراقبتهم لـ 4 أشهر أظهر العلاج خلالها أنه آمنٌ ولم يسبب مشاكل من ناحية زيادة تكاثر الخلايا أو التسبب بأورام -والذي يعتبر من أهم مشاكل العلاج بالخلايا المشتقة من الخلايا الجذعية الجنينية.

إن الجديد الذي تقدمه هذه التجربة هو العلاج بالخلايا الجذعية المحرضة وهي أول مرةٍ يتم استخدام هذا النوع من الخلايا في التجارب على الإنسان ويتميز هذا النوع من الخلايا الجذعية بأنه يتم توليده من خلايا المريض نفسها مما يلغي رد الفعل المناعي الناتج عادةً عن استخدام خلايا جذعية مأخوذة من أشخاصٍ آخرين. كما أن التجربة تم إجراها من قبل على الفئران والقرود وتم التأكد من أن العلاج آمن. وكانت هناك مخاوف من تتسبب هذه الخلايا بأورام ولكن أكد الفريق المختص بأن العلاج بهذه الخلايا لم يسبب أية أورامٍ عند الفئران والقرود.

ويظل الخطر الأكبر لهذا النوع من العلاج هو إمكانية تطوير طفراتٍ ضمن الخلايا المستخدمة -كون ان هذه الخلايا مولدةً بالتعديل الوراثي-.

ولكن النتائج الجينية أكدت أن هذا الامر لا يتم عند الالتزام بالبروتوكول الموضوع والذي يستوجب فحص الثباتية الجينية للخلايا قبل استخدامها.

لقد تمت العملية على المريضة التي ذكرناها وستتم مراقبتها لمدة سنة وستشمل الخطوة الأولى أيضاً إدخال 6 مرضى ضمن التجربة... وبانتظار النتائج.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا