الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

لا تحمل الأشجار نقوداً.. لكنها قد تحمل ذهباً

الذهب.. بس نتذكر هالكلمة بيتبادر للذهن الثروة, المال, الغنى, البريق. معقول نقدر نلاقيه بمكان غير المناجم تبعوا أو باحتياطيات البنوك أو محلات الصاغة.. مكان متل الحديقة يللي جنب بيتنا مثلاً .... خلونا نشوف.

بدايةً الدراسة حول هالموضوع بتتبع لعلم الكيمياء الجيولوجية الحيوية (يعني خليط من 3 علوم). تبين في هذه الدراسة أنه يمكن لأشجار الأوكاليبتوس (الكينا) نقل الذهب (Au) من الرواسب المعدنية واستخدامه في عمليتها الحيوية خاصةً في مناطق تسود فيها الترسبات السميكة ولو أن ذلك لم يعتمد بشكل نهائي بسبب فهمنا المحدود لآليان انتقال الذهب. على الرغم من أن الذهب وجد في عينات نباتية سابقاً, فقد كان هنالك شك في أنه تكثف على سطح النبات بسبب التلوث الريحي, ولكن هنا تم تقديم أدلة على وجود جزيئات ذهب في الأنسجة الحية وهذا يثبت قدرة الذهب على الامتزاز (التراكم على سطح) البيولوجي ويقدم وجهة نظر حول دراسة سلوكه في العينات القادمة من مصادر طبيعية.

عادةً تركيز الذهب في العينات الطبيعية منخفض جداً 1-2 جزء بالبليون (وليس بالمليون) ولا دليل سابق على قدرة النبات على امتصاصه.

موقع الدراسة هو صحراء غرب أستراليا حيث لا دليل على تلوث سطحي بالذهب وحيث تنمو أشجار الأوكاليبتوس التي يصل ارتفاع بعضها إلى 10م. الذهب الموجود هناك مخفي تحت 30 م من الرواسب في مجاري أحد الأنهار القديمة.

وجد الذهب بتراكيز مختلفة في كل أقسام الأشجار مع تركيز وصل إلى 80 و44 جزء بالبليون في الأوراق المجففة والأغصان على التوالي. وجد بأن الذهب كان مرتبطاً ببلورات أوكسالات الكالسيوم في الأوراق وهي المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك في ظروف غير مخبرية.

الغريب أن الذهب يعد معدناً ساماً للنبات لكن القدرة العالية للأوكاليبتوس على العيش في ظروف استثنائية وظروف الجفاف القاسية في منطقة الدراسة أدى إلى تعمق غير مسبوق للجذور بحيث وصلت إلى مكمن الذهب وتم امتصاصه بغير قصد(مع الأوكسالات) ثم حاولت الأشجار طرحه لسميته عبر مراكمته في الأوراق التي يفترض أن تتساقط وتتجدد تدريجياً. يعتقد الباحثون أن أهمية هذه الدراسة تأتي من إمكانية الاستفادة منها في التنقيب عن الذهب.

يا جماعة بحديقة تشرين بالشام في أشجار أوكاليبتوس كبيرة ومعمرة... عمتفكروا بيللي عمفكر فيه؟؟

 

عن: هنا

/p>