التاريخ وعلم الآثار > التاريخ

رجم الهري... في جولاننا

رجم الهري… في جولاننا

على بعد ستة عشر متراً من شرق بحيرة طبرية في الجزء الغربي من سهل باشان التاريخي، في مركز الأدنى من الجولان السوري المحتل، اكتُشفت لأول مرةٍ عام 1967 أنقاض لأكثر الهياكل غرابة عبر التاريخ، كيف لا وهي المنطقة المتنازع عليها...

رجم الهري أو كما يدعى جلجال رفائيم -تعني بالعبرية عجلة العمالقة في إشارة على سباق العمالقة بالكتاب المقدس- عبارة عن موقع لدراسة ورصد علم الفلك، على ارتفاع 515 م فوق سطح البحر.

بني هذا الصرح بأواخر العصر النحاسي بداية العصر البرونزي قبل حوالي 5000 سنة، رجم الهري تقدر بـ 40000 طن من حجارة البازلت السوداء البراكينة مكدسة مابين خمسة لتسعة من الدوائر المتركزة بارتفاع يصل من 1 لـ 2.5 م (أي أنها أقدم من ستونهينج (Stonehenge) في بريطانيا وأحجاراها أثقل وعددها أكثر)

كما اتخذ الصرح عدة أوصاف منها مركز احتفالي، أوكسياج دفاعي، أو مخزن أساسي كبير، أو كمكان للدفن، وأخيراً كمركز للرصد الفلكي، ويعتقد البعض أنها كانت أرض عمالقة مثل صرح ستونهينج (Stonehenge) ببريطانيا

قام البروفيسور أفيني الذي يعتبر أحد أكبر الخبراء الذين درسوا الحضارات في أواسط أمريكا وواحداً من مؤسسي العلم الذي يتناول مثل هذه المواقع ومظاهرها الفلكية (archaeoastronomy) وهو علم حديث نسبياً يدرس علاقة الإنسان بالسماء والنجوم في الحضارات القديمة، بدراسة موقع رجم الهري على مدى سنوات وتوصل البروفيسور إلى نتائج مفاجئة حول علاقة هذا الصرح العملاق بالنجوم والكواكب.

وأظهرت الدراسة مدى انسجام تخطيطات الموقع وتوافقها الممكن مع الظواهر السماوية:

1-التخطيطات بين المركز الهندسي للمجمع والبوابة الشمالية الشرقية حيث تم العمل على اختبار الفتحتين الموجودتين في القسم الشمالي الشرقي من الموقع لتخطيطاتها التي يمكن أن تتناغم مع انقلاب حزيران.

2- بينما تعتبر التخطيطات بين المركز الهندسي للمجمع والبوابة الجنوبية الشرقية إلى مكان يحتوي على حادثةٍ تاريخيةٍ مهمة للأشخاص الذين كانوا يقيمون هناك في ذلك الحين، الأمر الذي يحاكي تقاليد الصلاة باتجاه معين نحو مكان مقدس، لكننا ببساطة، لا نعرف أي تقليد أو ممارسة تم ربطهما.

3-تقع صخرتا الجلمود الضخمتان اللتان تتميزان بكونهما فريدتان من نوعهما (يصل ارتفاعهما إلى قرابة 2 م وعرضهما إلى 2.5 م) في القسم الشرقي من أبعد جدار الحجر الدائري الموجودة في المجمع بحيث تشكلان شقاً دائماً بينهما. ويرجح أن هذا الشق مرتبط بشمس الاعتدال الربيعي (الخريفي)

رجم الهري عبارة عن أكمة (أو رجم) من الحجارة متمركزة بالوسط تليها حلقات متحدة المركز تحيط بها.

الدائرة الأوسع قطرها 145 م بين الشرق والغرب، 155 م بين الشمال والجنوب بسماكة 3.2 لـ 2 م تقريباً بارتفاع يصل لـ 2 م كأقصى ارتفاع، يوجد فتحتان بالدائرة مغلقتان حالياً بسبب الصخور المتساقطة

لا يوجد أي دائرة مكتملة بالرجم بعضها يتخذ شكل بيضوي أكثر من شكل منحني أو أضلاع لتشكل غرف يبدو أنها وزعت بشكل عشوائي

إلا أن بعض المعترضين على وصف الموقع كمرصد فلكي لتحديد مواعيد الانقلابات، بأنه يمكن بناء موقع أصغر من هذا بكثير لقياس مثل هذه الأمور إز لا حاجة لبناء هذا الموقع الذي لا يرى إلا من السماء على بعد مئات الأمتار جواً، إذ أن في الأمر ألغاز لا تجيب عليها هذه النظرية، ولو أن التخطيطات تبدو دقيقة غير أن وظيفتها ليست تحديد الانقلابات

كما لاحظ البعض الأشياء اللافتة في موقع رجم الهري إذ وجد مستويات مرتفعة جداً من الطاقة هناك، فقد قام باحث متخصص بقياس الطاقة الحيوية، فقد لاحظ أن بعض أنواع النباتات الزهرية تنمو في الموقع بشكل يفوق طولها العادي بعدة أضعاف، وهذا قاده إلى قياس مستويات الطاقة المعتمدة عالمياً على مقياس بوفيز في هذا الموقع وفعلاً جاءت النتائج أكثر من المتوقع.

ومن الملفت أيضاً أنه قد بنيت نظرية رجم الهري على أنه موقع ينتمي إلى العصر البرونزي أي إلى حوالي 3500 سنة قبل الميلاد على أساس أن التخطيطات الفلكية تنطبق على الفترة المحددة. ولكنها أيضاً تنطبق على فترة أبعد تعود إلى حوالي 13 ألف سنة، هذه التخطيطات تقودنا إلى نظرية جديدة بدأ يتزايد مناصروها وهي وجود حضارة بشرية قبل 13 الف عام كانت تنتشر عبر الكرة الأرضية من أمريكا إلى إفريقيا إلى الجزيرة العربية وجنوب آسيا إلى جزر المحيط الهادي، وأن هذه الحضارة تركت مواقع ضخمة ما تزال تثير الكثير من الأسئلة والألغاز.

ومازال هذا الصرح يثير أسئلة في أذهاننا حول طرق بناءه وأسلوب وتوضعه!

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا