الطب > أمراض نسائية وتوليد

التحكم بالألم أثناء الولادة وبعدها قد يُقلّل من اكتئاب ما بعد الولادة!

كما تعلمون فإن ألم الولادة من الآلام القاسية جداً والتي تتطلب قدرةً عاليةً على التحمل، لذلك بدأت تسعى الكثير من النساء للحصول على التخدير أثناء عملية الولادة، وهو ما يعرف محلياً ب"إبرة الظهر" أو التخدير فوق الجافية (epidural anesthesia).

التخدير فوق الجافية هو شكلٌ من أشكال التسكين الموضعي الذي يتم من خلال حقن المادة المخدرة في السائل الدماغي الشوكي الذي يحيط بالحبل الشوكي، ممّا يقلّل إحساس الأم بالنصف الأسفل من الجسم مع بقائها واعيةً وغير متألّمة.

ومن فوائده أنه يحدّ من التوتر والقلق أثناء عملية المخاض والولادة ويسهلها عندما تُبطئ هرموناتُ القلق من انقباضات الرحم.

أما حديثاً فقد سلّطت الدراسةُ الضوءَ على فائدة جديدة لهذا النوع من التخدير الموضعي، وهي أن النساء اللواتي حَصلنَ عليه أثناء عملية الولادة الطبيعية، انخفضت لديهن احتمالية الإصابة بإكتئاب ما بعد الولادة مقارنةً بأقرانهن ممن لم يحصلن على هذا النوع من التخدير، حيث أنّ نسبة الإصابة بالإكتئاب لم تتجاوز ال 14% خلال الأسابيع الستة التالية للولادة مقارنة ب 35% عند اللواتي لم يستخدمن التخدير.

نتائج الدراسة هي من بين عدد قليل من الدراسات التي سلّطت الضوء على العلاقة ما بين الألم أثناء المخاض والإصابة بالإكتئاب بعد الولادة، رغم أنه من المعروف أن هناك علاقةً وثيقةً ما بين الألم الحاد والمزمن والإكتئاب.

كما وَجدت الدراسة أيضاً أن الرضاعة الطبيعية كانت أكثر شيوعاً في المجموعة التي حصلت على التخديرفوق الجافِية مقارنةً مع النساء اللواتي لم يحصلن عليه (70% مقابل 50%).

ما أهمية الدراسة؟

تأتي أهمية الدراسة كون التقارير تُشير إلى أن نسبة حدوث الآلام الحادة بعد الولادة تقارب ال 11%، في حين يختلف حدوث الآلام المزمنة ويتراوح ما بين 1 إلى 10 % للولادة المهبلية، ومن 6 إلى 18% للولادة القيصرية.

وكما هو معروف تساهم العوامل البيولوجية والعاطفية في حدوث الإكتئاب بعد الولادة والذي يصيب 14.5% من النساء اللاتي يلدن، وبالتالي فإن المرأة التي تعاني من آلام مزمنة مستمرة لشهر أو شهرين بعد الولادة، يجب أن يتم فَحصها للتأكد من مدى إصابتها بالإكتئاب.

يقول الباحثون أن التحكم في الآلام بعد الولادة يُساعد الأم الحديثة ويُدعم قدرتها على رعاية طفلها واهتمامها به عاطفياً، كما يساعدها على بِدء مشوار الأمومةِ بطريقة جيدة بدلاً من أن تبدأها وهي متعبة.

كما يقولون أنه سواءً كانت عملية الولادة طبيعية أو قيصرية، فإن السيطرة على الألم المصاحب لها هو مسألةٌ مهمةٌ بالنسبة للنساء، ورغم أنه لا ولادة بلا ألم، إلّا أنّ الهدف الذي نسعى إليه هو تجنب الآلام الشديدة والتحكم بها، بحيث تُصبح الأمومة تجربةً تحمل الكثير من الإحساس، وتستحق الإعادة.

بعد هاد ما فينا إلا إنو نشكر أمهاتنا يلي تحمّلوا كتير لنجي نحنا على هالدنيا.

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا