الفنون البصرية > فن وتراث

لماذا هكذا ألوانها ؟!

في المباريات، الجميع يكره الحكم بلباسهِ المُميز -قميص أبيض بخطوط سوداء- لكن كيف بدأ حكّام المباريات بارتداءِ هذا الزّي !؟

في أوائلِ القرن العشرين، كان اللباس المعتمد لحكام المباريات هو قميص أبيض مع ربطة عنق بشكل فراشة سوداء، وقلنسوة تشبه القبعة. هذا اللباس كان محطَّ سخرية الجميع.

في عام 1920 قرّر حكم يُدعى:" لويد أولد" -ونتيجة لتمرير الكرة إليه بالخطأ على اعتبارهِ أحد اللاعبين، وعدم تمييزه على أنه الحكم- بأنَّ الوقت قد حان لتغيير لباس الحكّام.

بعد سنة، ظهر الحكم في أحد المباريات مُرتدياً قميصاً قد تمّ تخطيطه بالأبيض وأسود، وهو الزّي الذي استمرَّ سائداً حتّى يومِنا هذا رغم نظرة الجماهير المستهجنة للباس الجديد في ذلك الوقت. لاحقاً أدركوا أن هذا اللباس حلَّ مشكلة التمييز بين اللاعبين والحكام على أرض الملعب خلال المباريات.

سؤال آخر يتبادر إلى الأذهان، فيما يخص ألوان بعض الملابس التي تُرتَدى من قبل جهات عدّة .. لماذا لباس الممرضين والأطباء في العمليات الجراحية أزرق أو أخضر؟ (معقول مشان مانصيبون بالعين) !

البداية كانت مع الملابس العادية، ثم جاء دور المعاطف البيضاء في المستشفيات. ولكن بحلول منتصف القرن العشرين، كان الأطباء والممرضات قد تعِبوا من الاضطِّرار إلى التخلص من الزيّ الأبيض بعد كل عملية جراحية وذلك نتيجة بقع الدّم والسوائل الأخرى التي تلتصق بملابسِهم كنتيجة حتمية لجميع ممارسي الطب فأصبحت الحاجة إلى الإبقاء على الملابس نظيفة ومعقّمة حاجة أساسية فتمَّ تحويل زي الأطباء والممرضات في المشافي إلى اللون الأزرق أو الأخضر لعدّة أسباب منها: سهولة تنظيف هذه الألوان نسبةً إلى اللون الأبيض بالإضافةِ إلى أنّها تجعل النظر إلى داخل الجسم البشري أسهل على عيون الجراحين، حيث أن اللونين الأزرق والأخضر هما عكس اللون الأحمر -المتمثِّل بالدم على طاولة العمليات- إذا ما تمّ قياسهما على دائرة الألوان.

حسناً..إن كانت الملابس الجراحية تحوّلت من الأبيض إلى الأزرق أو الأخضر، فما سرّ الرداء الأبيض الخاص بالأطباء ؟!

كان الأطباء في القرن التاسع عشر يميلونَ إلى ارتداءِ الملابسِ العادية كبقية الناس ومع وجودِ عددٍ كبيرٍ من الدجالين والمحتالين الذين يدعون بأنهم أطباء أصبحت الحاجة مُلحة إلى تمييزِ االأطباء الحقيقيين عن أولئكَ الدّجالين و إكساب الأطباء صفة رسمية. فما كان منهم إلّا البدء بارتداءِ المعاطفِ البيضاء في المختبراتِ وذلك أوائل العام 1900 كمحاولة للتفريق بين صورة الطبيب عن صورة الدّجال. وأصبح ذلك الرداء الأبيض ذو شهرة واسعة خاصةً بعد أن اعتمدته هيئة العناية العلمية والتعقيم. (كما ساهمتِ الابتكارات الطّبية الحديثة والتدريبات المكثفة في المختبرات في نشر تقليد المعاطف البيضاء) ومن المفارقات في أيامنا هذه أن بعض المستشفيات الحديثة تحظر الأطباء مِن ارتداءِ معاطفٍ بيضاء، ذلك لأنها تنشرُ الجراثيم وتُسبّب القلق لدى المرضى عِندَ رؤيتهم للطبيب مما يزيد حالتهم سوءاً !

.

.

.

في المرّة القادمة من " لماذا هكذا ألوانها" سنتعرّف على السبب وراء اللون الأزرق لملابس المولود الذكر والزهري لملابس المولود الأنثى .

المصدر :