الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

زرعة ضمن العين تحوّل هاتفك الذكي إلى مقياس لارتفاع ضغط العين

صورة (سيلفي) قد تحميك من فقدان النظر! حيث يتم زرع حساس صغير ضمن العين لمساعدة المرضى المصابين بالزَرَق (ارتفاع ضغط باطن العين) على قياس ضغط أعينهم وذلك بالاستعانة بكاميرا هاتف ذكي.

يعتبر الزرق ثاني أكثر سبب لفقدان البصر بعد الساد (الماء الأبيض). إذ يحدث الزرق عندما تمتلئ العين من داخلها بالسوائل، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل العين وبالتالي إحداث الضرر على مستوى العصب البصري. لذلك تعتبر القراءات الدقيقة للضغط داخل العين أمراً مهماً وحاسماً من أجل تقديم العلاج الأمثل للمريض، لكن القياس المفرد لضغط باطن العين والذي يحدث خلال الفحوص الدورية لا يعطينا تقييماً صحيحاً لمستوى الضغط في باطن العين.

طور Yossi Mandel وزملاؤه حساسا للضغط داخل العين يمكن وضعه ضمنها بواسطة عملية جراحية وذلك لتأمين طريقة سهلة ومنتظمة لمراقبة الضغط داخل العين والمريض في منزله.

يبلغ طول هذا الحساس عدة ميليمترات فقط، كما ويمكن وضعه ضمن العدسات الصناعية التي تستخدم عادة عند مرضى (الماء الأبيض) عوضا عن العدسات الطبيعية التي تكون متضررة لديهم. يعمل هذا الحساس بطريقة عمل مقياس الضغط الجوي، إذ يحتوي على عمود من السائل يرتفع في حالة ارتفاع ضغط العين، وهذا المستوى من السائل يمكن قراءته في أي وقت باستخدام كاميرا هاتف ذكي مزودة بجهاز بصري خاص، ويقوم برنامج خاص بتحليل الصورة الملتقطة وحساب قيمة الضغط داخل العين.

وتؤكد Francesca Cordeiro، الباحثة في جامعة لندن أن "المراقبة المستمرة لضغط العين هي حاجة مهمة لدى مرضى الزرق ".

يعتقد Mandel أن المراقبة الذاتية لضغط باطن العين سيساعد على الوصول لعلاج أفضل لمرض الزرق، وستريح المرضى من الزيارات المتكررة وغير الضرورية لأطبائهم طالما أن الضغط داخل أعينهم قريبا من القيمة المطلوبة.

منذ بدايات التسعينات تم تطوير العديد من أجهزة قياس ضغط العين، ومنها الجهاز الذي طورته شركة Sensimed في سويسرا. يتضمن هذا الجهاز عدسة لاصقة توضع على القرنية وتقوم بقياس الضغط داخل العين اعتماداً على مستوى انثناء القرنية والذي يتعلق بمستوى الضغط داخل العين. يعتبر جهاز Sensimed الجهاز الوحيد الموجود تجاريا لقياس ضغط باطن العين، لكنه معد للاستخدام قصير المدى. بينما الحساس الذي طوره Mandel يمكن أن يبقى داخل عين المريض لعدة سنوات.

تجدر الإشارة إلى أن تركيب هذه العدسات الصنعية والتي تحتوي الحساس المذكور ضمن العين يحتاج لعملية جراحية كبيرة، وبالتالي فإن هذه التقنية تناسب الأشخاص الذي سيخضعون أساسا لعملية جراحية لاستبدال العدسة بسبب إصابتها بالماء الأبيض (الساد)، وبالتالي فإن نسبة قليلة فقط من مرضى الزرق هم من سيستفيد من هذا الحساس. وكحل للمشكلة يقترح Mandel تطوير حساس مستقل يوضع أمام القزحية مباشرة.

وتستمر التقنيات الطبية المرتبطة بالأجهزة الذكية بإثارة التساؤلات في أذهاننا إلى أي مدى يمكننا الاستفادة من هذه الأجهزة الذكية في المجال الطبي وخصوصاً تلك التي تتيح مراقبة وتشخيص دائم للمريض عن طريق هاتفه المحمول دون الحاجة للمراجعة الدائمة للطبيب وتساهم في تسهيل وتسريع العمل الطبي .

المصدر:

هنا

هنا

حقوق الصورة:

هنا