الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

موظفو شركة غوغل يستهلكون أكثر من 40 ألف وجبة مجانية يومياً

ترك نيت كيلر - و هو أحد كبار الطهاة - العمل في شركة غوغل في عام 2008 عندما كان عدد الموظفين فيها 19 ألف موظف. و مع أنه لا يعمل في الشركة حالياً و لا يحق له التحدث عنها، و لكنه يخبرنا بأنه عندما كان يعمل فيها بلغ عدد العاملين في المطبخ 675 عاملاً، و كان يتم إعداد ما يقارب من 40 ألف وجبة يومياً، و طهي ما ثمنه مليون دولار من الدجاج شهرياً!

في ذلك الحين، كانت شركة غوغل تنفق ما يقدر بعشرين دولار أمريكي يومياً لكل موظف على الطعام، أي ما يعادل ثمانين مليون دولار أمريكي سنوياً ثمناً للطعام فحسب! و هذه التكاليف، على الأغلب، أصبحت أكثر بكثير الآن. و لكن مثل هذه الأمور متوقعة في الشركات العاملة في وادي السيليكون Silicon Valley. فتتباهى كل من شركتي تويترTwitter و فيسبوك Facebook بأنها تقوم بتقديم أفخر المأكولات للموظفين الذين يعملون في مقراتها.

يصف لنا كيلر تجربة العمل في مطابخ أكبر الشركات العالمية، علماً بأنه يعمل حالياً ككبير للطهاة في شركة ناشئة تدعى سبريغ Sprig، و يبين أنه عندما بدأ العمل في شركة غوغل في عام 2002 كان عدد موظفي الشركة 400 فقط، منهم 11 يعملون في المطبخ. و منذ ذلك التاريخ حتى عام 2008، أصبحت الشركة تعد حوالي 40 ألف وجبة في اليوم، و بلغ عدد الموظفين في المطبخ 675 موظفاً. و قد أصبح كيلر كبيراً للطهاة عندما ترك رئيسه العمل في الشركة في عام 2005. و هو قد قام بافتتاح مطابخ غوغل في نيويورك و في العديد من دول العالم، كما قام بتعيين مجموعة من كبار الطهاة في الشركة. كانت شركة غوغل ماضية في التقدم بشكل سريع و ملحوظ، و كانت أي فكرة تتحول إلى مطعم من مطاعم الشركة في غضون ستة أسابيع.

و قد ألقينا عليه بضعة أسئلة حول إدارة المطبخ في الفترة التي سبقت الاكتتاب العام لشركة غوغل، حيث أنه قد رفض في البداية العمل في الشركة لولا إقناع والدته و صديقه له. و من المعروف أن مدير كيلر السابق قد جنى 26 مليون دولار خلال الاكتتاب العام، و عندما سألناه عما حصل عليه هو رفض الإجابة.

كيف انتهى بك المطاف في شركة غوغل قبل الاكتتاب العام؟

لقد كان الأمر بالصدفة البحتة، فقد زرت صديقاً لي من أيام المدرسة الثانوية و كنت أظن أنني سأعمل في أحد مطاعم مدينة سان فرانسيسكو، فدعاني لرؤية مقر الشركة. فكرت بيني و بين نفسي أنني لا أرغب في العمل في كافتيريا، و لكنني بعد أن قابلت رئيس الطهاة هناك، أخبرني صديقي أنه أعجب بمهاراتي، كما أنه دعاني لتجربة العمل هناك.

لم أرغب في العمل هناك في بادئ الأمر، فقد كان مطبخ غوغل مجرد مطبخ لشركة كبيرة، و ليس أحد شبكات الإطعام أو مطبخاً لأحد مشاهير الطهاة كما كنت أطمح. و رفضت العرض المقدم إليّ من شركة غوغل حيث أنه لم يكن مماثلاً لما كنت أطمح إليه، و لكن صديقي اتصل بي و أخبرني أن الشركات الناشئة فيها العديد من الحوافز فضلاً عن خيارات تملُك الأسهم فيها، و في النهاية استشرت أمي و أقنعتني بأن أعمل في الشركة.

كيف كانت رحلة تطوير مطابخ غوغل ؟ ما الذي حدث بعدما غادر رئيسك السابق الشركة و أخذت مكانه؟

كانت الشركة تعمل بطاقتها القصوى، و كانت تقوم بتعيين عدد كبير من الموظفين، و في نهاية الأمر قمنا بتوظيف سبعة رؤساء طهاة لإزاحة بعض الحمل عن كاهل باقي موظفي المطبخ الذين يعملون في المقر الرئيسي للشركة، و لاستيعاب العدد الكبير من الموظفين الموهوبين الذين يعملون في شركة غوغل أساساً. و قمنا بافتتاح العديد من المقاهي في الشركة، و كان يجري تنفيذ الأفكار بسرعة لا يتخيلها عقل. و قد تناقشنا عدة مرات بشأن التوسع في مبانٍ جديدة، و تحدثنا عن الموقع المستقبلي لكل مقهى نتوقع افتتاحه. استمرت هذه الحالة نحو ثلاث سنوات دون انقطاع، و في تلك الأثناء قمنا بافتتاح مقرين في نيويورك و سان فرانسيسكو و مقر شركة يوتيوب. و حالما وفد إلينا العديد من الموظفين للعمل، و بعد أن نالوا التدريب المناسب لفهم النظام الذي تقوم عليه الشركة، طلبنا من هؤلاء الموظفين الجدد أن يتوسعوا و يقوموا بتشكيل فرق و مجموعات. لقد كانت خبرة عظيمة من ناحية الأفكار و المفاهيم الجديدة.

هل بإمكانك أن تخبرنا ببعض الطرائف التي تتعلق بعمل مطابخ غوغل ؟

لقد مضى بعض الوقت منذ أن تركت شركة غوغل ، لكن أحد الأشياء التي أذكرها هو أن الكثير من الموارد كانت متاحة لي، و قد واتتني الفرصة لتجربة العديد من الأشياء. يتمنى أي كبيرة للطهاة أن تتاح له الفرصة للإبداع دون أي حدود، و سيرغب بالتأكيد في معرفة آراء زبائنه في الحال (و في هذه الحالة هم زملائي في الشركة).

كيف أتاحت لك فرصة العمل في غوغل بأن تتوسع في شركة ناشئة مثل سبريغ؟ و كيف تمكنت من إنشاء علاقات قوية مع أصحاب المزارع المحليين؟

عندما انضممت لشركة غوغل، كانت الشركة في حالة من النمو الدائم، و بالإضافة إلى التوسع و إدارة المطبخ و الموظفين، كنا نفتتح مقهىً كل ستة أسابيع في مدينة ما في العالم. و قد تركزت خبرتي السابقة في البحث عن المدن المناسبة، و التعامل مع أفضل أصحاب المزارع و الموردين المحليين من أجل المحافظة على استمرارية منتجاتنا، و كذلك افتتاح مطابخ بحسب المواصفات المطلوبة، و هو ما أقوم به على الدوام خلال عملي في سبريغ.

المصدر:

هنا