البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

اكتشاف فيروس جديد يتواجد في نصف سكان الكرة الأرضية

تم الكشف عن إحدى الفيروسات الجديدة التي تعيش في أمعاء نصف سكان الأرض.. ما هو هذا الفيروس؟ وما هو الدور الذي يلعبه داخل أمعائنا؟ جميع هذه الأسئلة تمت الإجابة عنها في الدراسة التالية...

• إلى أي مدى كان حجم المفاجئة عند اكتشاف الفيروس؟

على ما يبدو فإن المفاجأة كانت كبيرةً للباحثين، حيث أن الدراسات السابقة لم تستطع الكشف عن أي فيروسٍ جديدٍ يعيش في الأمعاء..

بينما في هذه الدراسة استطاعت أيضاً-بعد اكتشاف الفيروس- تحديد تتالي الـ DNA الخاص به. وبينما ما يزال من غير الواضح تماماً عمل الفيروس، فإن العلماء متلهفون لمعرفة إذا كان هذا الفيروس يعزز صحة الجسم، أو الاستعداد لظروفٍ معينةٍ، بحسب "Edwards" أحد القائمين على البحث.

• ما هو هذا الفيروس؟

الفيروس الذي تم اكتشافه تمت تسميته "crAssphage"، وهو أحد أنماط بالعات البكتريا "Bacteriophages" (1) ، أي أنه يقوم بإصابة البكتريا، وبحسب الدراسة فإنه من المرجح أنه يصيب نمطاً شائعاً من عائلة "Bacteroidetes" (2) ،حيث يعتقد الباحثون أنه يتدخل في عملية التحكم بأعداد تلك البكتريا في الأمعاء.

لكن الدكتور "A. Adalja" أشار إلى أنه حتى وإن كان هذا الفيروس شائعاً بين البشر هذا لا يعني أنه حميد (غير مسبب لمرض).

• الآلية التي تم بها الكشف عن الفيروس.

بدايةً قام الباحثون بكشف بعض النقاط الخاصة بالفيروس بعد تحليل الـ DNA الموجود في عينات برازٍ مأخوذةٍ من اثني عشر متطوعاً، فلاحظوا تجمعاتٍ تعود لـ DNA فيروسي تتشابه في جميع العينات.

لاحقاً، قام الباحثون بالتوصل من خلال بحثهم إلى قاعدة بياناتٍ كبيرةٍ خاصةٍ بالتتالي المورثي لعيناتٍ برازيةٍ مأخوذةٍ من أناسٍ يعيشون في عدة قاراتٍ مختلفة، ووجدوا أن الفيروس موجودٌ في 75% من تلك العينات. لكن بعضها تم الحصول عليها من نفس الأشخاص(أي أكثر من عينة من شخص واحد في بعض الحالات)، لذلك وبعد أخذ ذلك الأمر في الحسبان، توصل الباحثون إلى أن هذا الفيروس موجودٌ في حوالي 50% من سكان المعمورة.

- لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف أمكن عدم ملاحظة هذا الفيروس لكل تلك الفترة الماضية؟!

في الواقع يجيب عن ذلك الباحث "Edwards"، حيث يوضح أنه لربما تمت - في الأبحاث السابقة - مقارنة DNA العينات المدروسة في تلك الأبحاث مع التتالي الخاص بـ DNA الذي تم الحصول عليه مسبقاً (التتالي المعروف لل DNA).

لكن في هذه الدراسة الجديدة، فإنه قد تم أولاً مقارنة الـ DNA للعينات واحدة مع الأخرى، لملاحظة أي تتالٍ مشترك فيما بينها.

• إن هذه النتيجة تمكن الباحثين من إيضاح جزءٍ آخر من المفهوم المتعلق بكيفية تأثير ميكروبات الأمعاء على صحة الإنسان، وأيضاً ستحتاج معرفة آلية تفاعل الفيروس مع تلك البكتريا مزيداً من البحث بحسب الدكتور A. Adalja.

على ما يبدو فإن البحث مستمرٌ في التعرف بشكلٍ أفضل على هذا الفيروس، لاسيما أنه منتشرٌ بشكلٍ واسع بين أفراد البشر.. هل هو ممرض أم غير ممرض؟ إن كان غير ممرض، فما هو دوره؟ هذا ما سيتم تحديده في الدراسات القادمة.

الحاشية:

(1)Bacteriophage: فيروسات تستطيع إصابة البكتريا بصفة نوعية (كل نوع قادر على إصابة نوع محدد من البكتريا)، كما يمكن لبعضها أن يقوم بتحلل تلك البكتريا.

(2)Bacteroidets: عائلة تتضمن ثلاث صفوف كبيرة من بكتريا سالبة صبغة الغرام Gr-، لا تشكل أبواغ (جراثيم)، لا هوائية، عصوية الشكل، تتواجد بشكل واسع في البيئة بما في ذلك التربة، الرسوبيات، مياه البحار، وأيضاً في أمعاء و جلود الحيوانات والإنسان.

يعتبر الجنس Bacteroides أحد أهم أجناسها، يعيش في أمعاء الأحياء ذوات الدم الحار بما في ذلك البشر.

المصادر:

هنا

هنا

هنا