الطب > علوم عصبية وطب نفسي

ما السر وراء السلوك الغريب للمراهقين؟

أفكار...جنون..خطط...أوهام...هموم كبيرة وقلق من أي شي، مين فينا ما مر بكل هدول ... مين فينا ما عاش المراهقة، ومين بيعرف يمكن لسا عم يعيشا...تعو نعرف أكتر عن المراهقة وشو بصير بهالمرحلة، و نكتشف اذا لسا عم نراهق أو لأ، ويا ترى بدنا علاج..؟؟

المراهقة هي فترة انتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ، وغالباً ما يُرافقها عدم استقرار عاطفي. تتميز هذه الفترة بالمخاطرة والدراما العاطفية وجميع أشكال السلوك الغريبة، كما تترافق مع زيادة حالات القلق والاكتئاب مما يؤكد على أهمية فهم الأسس البيولوجية الخاصة بالسلوك وتنظيم العاطفة خلال فترة المراهقة، وضرورة إيجاد التفسير المقبول لهموم المراهقين وقلقهم وما يواجهون من تحديات اجتماعية وعاطفية.

ما السبب وراء كل هذا السلوك الغريب؟

هناك سببان يفسران زيادة القلق والخوف خلال سنوات المراهقة، أوّلهما مدى الاستعداد الفردي للقلق، والثاني التغيرات التطورية في الدماغ بسبب نمو الدماغ في هذه المرحلة.

لنرى ما الذي يحصل في الدماغ أثناء المراهقة...

تنضج مناطق الدماغ المختلفة بمعدلات متباينة جداُ، وقد اتضح أن منطقة الدماغ التي تعالج الخوف وتدعى اللوزة تكون مبكرة النضوج، اللوزة أو النّواة اللوزية هي مجموعة من اللوز على شكل نواة توجد على عمق كبير تحت القشرة المخية داخل الفص الصدغي ولها دور أساسي في معالجة وتقييم الخطر والخوف وردود الفعل العاطفية، في حين يتأخر نضج الناحية الأمامية من القشرة المخية في الفص الجبهي، وهي مركز التفكير واتخاذ القرارات المنطقية. هذا يعني أن دماغ المراهقين مزود بقدرة عالية على الإحساس بالخوف والقلق، وغير مطوّر نسبياً عندما يتعلق الأمر بالتقكير الهادئ المنطقي.

تعمل هاتان المنطقتان معاً، حيث تقوم اللوزة بتقييم الخوف والاستجابة له، فهي ترسل وتستقبل الإشارات من قشرة الفص الجبهي وبالتالي تقوم بتنبيهنا للخطر حتى قبل أن يكون لدينا وقت للتفكير به، مثلاً: يرتفع الأدرينالين خلال جزء من الثانية عند رؤية ما يشبه الأفعى وأنت تمشي في الغابة، هذا الخوف اللحظي ناتج عن عمل اللوزة، وعندما تعود للوراء وتلقي نظرة أخرى تخبرك هذه المرة قشرة الفص الجبهي أنها كانت مجرد عصا غير مؤذية.

وبالتالي فإن دائرة الخوف في الدماغ طريق ذو اتجاهين، فبينما هناك سيطرة محدودة من اللوزة على إنذار الخوف، فإن قشرة الفص الجبهي تمارس السيطرة بشكل فعال، وهذا يعطينا القدرة على التقييم الدقيق للمخاطر في بيئتنا. لكن يبقى المراهقون أقل قدرة على التحكم بانفعالاتهم بسبب تأخر نضج قشرة الفص الجبهي لديهم.

وقد نتساءل إذا كان لدى المراهقين مثل هذه القدرات المعززة للقلق، لماذا يسعون للمتعة والتجديد ويدخلون المخاطر..؟؟

تفسير هذا السلوك المتناقض يكمن بما يسمى مركز المكافأة في الدماغ، وهو تماماً مثل مركز الخوف، ينضج أبكر من قشرة الفص الجبهي. ويدفع بالكثير من المراهقين للممارسات المحاطة بالمخاطر، حيث النسبة الأكبر منهم يموتون إما بالحوادث أو القتل أو الانتحار.

نرى من ذلك أن المشكلة الأهم هي انتشار اضطرابات القلق بالإضافة إلى السلوك المحفوف بالمخاطر، واللذان يعكسان التطور المتباين لمناطق الدماغ، وهذا التباين يُعتبر ميزة تطورية عند الثدييات.

تُشخص اضطرابات القلق عند مايقارب 20% من المراهقين في الولايات المتحدة، مثل القلق المعمم وهجمات الذعر، التي تنتج عن كل من العوامل الوراثية والتأثيرات البيئية. حيث يمثل القلق استجابة عاطفية لحالات التهديد، وفي اضطراب القلق تستمر هذه الاستجابة حتى في غياب الإنذار. وقد أظهرت دراسة النشاط العصبي للدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، نشاط زائد في اللوزة عند تعريض المراهقين لوجوه مخيفة بالمقارنة مع الأطفال والبالغين المعرّضين لنفس المُحفز.

إلى متى يستمر ذلك وهل يحتاج لعلاج؟؟

يكتسب المراهقون مهارات للسيطرة على الخوف في حوالي سن 25 وذلك بسبب نضج قشرة الفص الجبهي، مع ذلك هناك بالغون كُثر يعانون من مختلف اضطرابات القلق وأصل المشكلة عندهم يعود إلى سن المراهقة.

أما بالنسبة للعلاج فإما أن يكون علاج نفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يُعلّم المراهقين القلقين كيف يتغلبون على خوفهم، من خلال تعريضهم للعامل المحفز الذي يسبب لهم الخوف أو القلق ولكن ضمن بيئة مريحة بالنسبة إليهم حتى يعتادوا وجوده، أو علاج دوائي باستخدام مثبطات السيروتونين الإنتقائية SSRI، حيث أظهر كل منهما فعالية في علاج الاضطرابات، تزداد هذه الفعالية عند دمج العلاجين معا ً.

وبرأيي العلاج الأهم دعم المراهق نفسياً ومساعدته للتحكم بتصرفاته وضبطها، واستغلال طاقته في هذا العمر الحساس بما يفيده لاحقاً، وتعليمه كيف يتغلب على ما يراوده من قلق...

المصادر:

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة:

Gary Panter