الطب > طب الأطفال

تعرّض الأطفال الصغار للغبار والجراثيم قد يقلّل إصابتهم بالحساسية والربو

كلنا منعرف إنو زيادة التعرّض للغبار الحامل لكتير من المواد بتهيّج الحساسيّة وبتزيد نسبة الإصابة بالربو.. ولكن بدراسات وأبحاث جديدة تبين إنّ زيادة التعرض لمثل هالمواد في عمر محدد بشكل مناعة ضد هالأعراض!!! كيف؟ وليش؟ وبأيّ عمر؟

أظهرت أبحاث سابقة أنّ الأطفال الذين يعيشون في المزارع لديهم انخفاض بمعدّلات الحساسيّة والربو، وهي ظاهرة تعود إلى التعرّض المنتظم لكائنات حيّة دقيقة موجودة في التربة الزراعيّة، كما وجدت دراسات أخرى زيادة خطر الإصابة بالربو بين سكّان المدينة الذين يتعرضون لمستويات عالية من المواد المسبّبة للحساسيّة من الصراصير والفئران والملوّثات. وتؤكّد دراسة جديدة أنّ الأطفال الذين يعيشون في مثل هذه المنازل لديهم ارتفاع بمعدّلات الحساسيّة والربو بشكل عام ولكن من المستغرب أنّ الأطفال الذين يواجهون مثل هذه المواد خلال أوّل سنة من عمرهم لهم يستفيدون بدلاً من أن يعانوا منها، والأهم من ذلك فقد وجدت الأبحاث أنّ التأثيرات الوقائيّة للحساسيّة من خلال التعرّض للبكتيريا لا تُلاحظ إذا تعرّض الطفل لمثل هذه المواد لأول مرّة بعد السنة الأولى من عمره.

يكشف تقرير عن الدراسة التي نشرت في مجلة الحساسيّة والمناعة السريريّة عن أن التعرّض المبكر للبكتيريا وبعض المواد المسبّبة للحساسيّة يمكن أن يكون لها تأثير وقائي من خلال تشكّل استجابات مناعية للأطفال، ويقول الباحثون بأنّ هذا الاكتشاف قد يساعد بتقديم استراتيجيّات وقائيّة للأزيز wheezing (الصفير عند التنفّس) وللحساسيّة (التي تؤدي إلى الدّماع والحكّة بالعيون، السعال، العطس، سيلان الأنف والتهاب الحلق). هذه الدراسة تبيّن أنّ موعد التعرّض الأول للبكتيريا مهم جدًّا، حيث يقول مؤلف الدراسة Robert Wood رئيس قسم أمراض الحساسيّة والمناعة في مركز Johns Hopkins للأطفال، "هذا ما يدلّ على أنّ العديد من الاستجابات المناعيّة لدينا لم تتشكّل فقط في السنة الأولى من العمر، وإنّما أيضاً تلعب بكتيريا معيّنة ومسبّبات للحساسيّة دورًا مهمًّا في تحفيز وتدريب الجهاز المناعي على العمل بطريقة معيّنة وللدفاع عن الجسم ضد تهيّج الحساسيّة في وقت لاحق من الحياة.

وقد أجريت الدراسة على 467 من حديثي الولادة داخل المدن: Baltimore ، Boston، New York و St. Louis وقد تم تتّبع الحالة الصحيّة لديهم على مدى ثلاث سنوات. حيث زار الباحثون المنازل لقياس مستويات وأنواع مسبّبات الحساسيّة الموجودة في المناطق المحيطة بالرضع والتقصّي عن أمراض الحساسيّة والأزيز لديهم، وحلّل الباحثون المحتوى البكتيري الذي تم جمعه من غبار المنازل. حيث كان جميع المشاركين في الدراسة يعيشون في منطقة فيها أكثر من 20% من السكّان تحت خط الفقر، وكان الأب أو الأم يعانون من حساسية بالأنف، أكزيما، مع أو بدون الربو. كما تمّ سنويًّا قياس مستويات محدّدة من IgE للحساسيّة للحليب، البيض، الفول السوداني، بينما تم قياس مستويات محدّدة من IgE في سنتين وثلاث سنوات من العمر للحساسية لذرات الغبار، الكلاب، القطط والفئران.

وقد وجد الباحثون أنّ الرضّع الذين يعيشون في منازل يتواجد فيها فئران ووبر قطط وفضلات الصراصير في السنة الأولى من العمر لديهم انخفاض بمعدلات الأزيز في السنة الثالثة من العمر، مقارنة مع الأطفال الذين لا يتعرّضون لمثل هذه المواد المثيرة للحساسيّة مباشرة بعد الولادة. بالإضافة لذلك فإنّ التأثير الوقائي للرضّع الذين يتعرضون لجميع المواد المسببة للحساسية لديهم مخاطر أقل من أولئك الذين يتعرضون لواحد أو اثنين أو لا يتعرضون لأيّ من المواد المسبّبة للحساسيّة. خاصّةً أنّ نسبة حدوث الأزيز عند الأطفال الذين أمضوا السنة الأولى من حياتهم في منازل يتواجد فيها كل المواد المثيرة للحساسية هي 17%، بينما كان الأزيز شائعًا بين الأطفال الذين عاشوا من دون التعرّض لمثل هذه المواد المسبّبة للحساسيّة بنسبة 51% (أي ثلاث أضعاف).

بالإضافة إلى ذلك فقد كان الأطفال الرضّع المتواجدون في منازل مع مجموعة كبيرة ومتنوّعة من البكتيريا أقلّ عرضة لتطوّر الحساسيّة البيئيّة والصفير عند التنفّس في سن الثالثة من العمر.

وعندما درس الباحثون تأثير التعرّض التراكمي لمسبّبات الحساسيّة من البكتيريا، الفئران، القطط والصراصير، لاحظوا فرقًا آخرًا ملفتًا للنظر وهو أن 41% من الأطفال بعمر الثالثة الذين عاشوا في منازل مع أعلى مستويات من المواد المسبّبة للحساسيّة المنزليّة وكانوا الأكثر عرضة للعديد من أنواع البكتريا لم يكن لديهم أزيز ولا حساسية، وعلى نقيض ذلك فإنّ 8% فقط من الأطفال الذين تعرّضوا لمثل هذه المواد في السنة الأولى من حياتهم يعانون من الحساسية و/أو الأزيز.

وعلى الرغم من أنّ الأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو وعلم المناعة تقول أنّ الحدّ من الاتصال مع المواد المحمولة جواً والتي تثير أعراض الحساسيّة أو الربو قد تؤخر أو تمنع ظهور هذه الأعراض، إلا أنّ الباحثين وجدوا أن زيادة التعرض البكتيري خلال السنة الأولى من العمر تساهم في تحفيز الجهاز المناعي وبالتالي منع حدوث الحساسيّة، لكن بالمقابل يجب عدم التخلّي عن النظافة الشخصية وخاصّة عندما يتعلق الأمر بنزلات البرد أو الأنفلونزا.

وبالنهاية ممكن هالأبحاث تكون بداية لدراسات وأبحاث جديدة متل لقاحات مثلاً تمنع ظهور الحساسية والربو عند التعرض لمتل هالمواد...

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

Credit: © AntonioDiaz / Fotolia